اليوم الجمعة 21 مارس 2025م
عاجل
  • إعلام الاحتلال: بلدية بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة تقرر فتح الملاجئ في أعقاب تزايد إطلاق الصواريخ من اليمن
  • طائرات الاحتلال تشن أحزمة نارية على بيت لاهيا شمال غزة
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس
  • مدفعية الاحتلال تقصف المناطق الشرقية لمدينة خانيونس
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس
‏مؤسسات الأسرى: 14 أما يعتقلهن الاحتلال في سجونه ويحرمهن من احتضان أبنائهنالكوفية الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات على جنوب وشرق لبنانالكوفية بث مباشر | تطورات اليوم الرابع من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية إعلام الاحتلال: بلدية بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة تقرر فتح الملاجئ في أعقاب تزايد إطلاق الصواريخ من اليمنالكوفية الاحتلال يداهم مقهى شرقي مدينة نابلسالكوفية الاحتلال يداهم مباني سكنية ويحولها لثكنات عسكرية في مدينة طولكرم ومخيمهاالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال لبيت لاهيا ورفحالكوفية قوات الاحتلال تخطر بهدم 5 منازل و"بركس" وتجريف أراضي في الولجةالكوفية القمة الأوروبية تدعو للتنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار في غزةالكوفية وزير الخارجية البريطاني يدين تصريحات كاتس التي هدد فيها بإبادة غزةالكوفية الاحتلال يعتقل شابا من يتما جنوب نابلسالكوفية وزير الأوقاف: الاحتلال يرفض تسليم الحرم الإبراهيمي للجمعة الثالثة في رمضانالكوفية إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال بيت فجارالكوفية 170 أسيرا يعيشون ظروفاً مزرية بمعسكر "منشة" الإسرائيليالكوفية رئيس "الشاباك": إقالتي غير مبررة والهدف منع التحقيق في 7 أكتوبرالكوفية طائرات الاحتلال تشن أحزمة نارية على بيت لاهيا شمال غزةالكوفية وجه طفل في زنزانة العالم: قصة طارق أبو خضير وانكسار الإنسانية على صخرة الصمتالكوفية آلاف المصلين يؤدون صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصىالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف المناطق الشرقية لمدينة خانيونسالكوفية

نتنياهو يتعكّز على ترامب، والأخير عكّازته من قصب

12:12 - 20 مارس - 2025
عبد المجيد سويلم
الكوفية:

كما أصبح معلناً وواضحاً فإن بنيامين نتنياهو قد تشاور فعلاً مع دونالد ترامب حول الهجمات الإجرامية الجديدة على قطاع غزّة، ولم تخفِ الإدارة الأميركية الإعلان عن هذا "التشاور" بصيغة الإفصاح الصريح عن دعمها الكامل للهجمات العدوانية الإسرائيلية، وهو إفصاح كانت الولايات المتحدة نفسها قد هدّدت به حركة حماس، وتوعّدتها بـ"الجحيم" في حالة أنها لم تستجب لشروط مبعوثها ستيف ويتكوف بحصر كامل مسألة وقف إطلاق النار في "التبادل" دون أن تضمن الذهاب في أيّ مرحلة من المراحل إلى أيّ نوعٍ من أنواع وقف دائم لإطلاق النار، ودون أن تضمن الوصول إلى فكّ الحصار وإنهاء الحرب الإبادية والتجويع، أو إلى انسحاب جيش الاحتلال من كل القطاع، أو البدء الفعلي بإعادة البناء.
باختصار تنكّرت الإدارة الأميركية من حيث الجوهر والمضمون، أيضاً، لكامل ما سمّي بالمرحلة الثانية والثالثة، وحصرت مفهوم "استكمال" المرحلة الأولى "عند تمديدها" بقضايا التبادل، وإبقاء هدف إنهاء العدوان والانسحاب للتفاوض، تحت النار بعد "إنجاز" التبادل، وبصورة مفتوحة، وبلا أيّ التزامات، وربما العودة إلى "نغمة" التهجير من أبواب مباشرة، ومن أبواب كثيرة، جديدة وغير مباشرة.
وسواء جاءت المبادرة بهذه الهجمات الإجرامية باقتراح أميركي، أو إسرائيلي تم "التشاور" بشأنه فإنّ هذه الهجمات الأخيرة كانت، ولا تزال تهدف إلى إعادة التفاوض تحت النار، أيضاً، لحصر كامل المراحل اللاحقة من هذا التفاوض حول ضمان استكمال التبادل، وحول إزاحة حركة حماس عن الواجهة السياسية في "حكم" القطاع، وحول "نزع" سلاحها الذي يمكن أن يكون، أو يشكل "تهديداً" لأمن دولة الاحتلال، وهي النتيجة التي تراها الحكومة الفاشية الصورة المثالية للانتصار "الحاسم والمطلق".
وقبل الدخول في توضيح معالم التوجّهات الأميركية الإسرائيلية من هذه الهجمات البربرية، في خلفية الصورة، وسياقها واستهدافاتها المباشرة، والمتوسطة، وربما البعيدة، أيضاً، لا بدّ من الإشارة، ولو عرضاً وسريعاً إلى أن الاستمرار بتحميل "حماس"، وفصائل المقاومة في القطاع "مسؤولية" هذه الهجمات يضع أصحاب هذه النظرة، في موقف لا يحسدون عليه الآن، ولن يحسدوا عليه لاحقاً، بعد أن أبدت الحركة المرونة الكافية قبل هذه الهجمات، وبعد أن حاولت كل الفصائل الأخرى تفادي ما يمكن أن تترتّب عليها.
أما فيما يخص ما قبل هذه المرحلة فهذه وجهة نظر مهما أختُلف معها بالكامل، ومهما كان الخلاف بشأنها سابقاً فهي تظلّ تحتمل الاختلاف والاجتهاد، وتحتمل الحوار الوطني الجاد والمسؤول بشأنها، بالرغم من أن الحقائق حولها لا تتكشّف اليوم، وليس فقط في هذه الفترة بالذات، ومن المفترض أن تضع هذه الحقائق أصحاب تلك النظرة أمام أنفسهم على مستويات كبيرة ومهمة تتعلق بالإجابة عن أسئلة لا يستطيع أحد أن يتجنّب الإجابة عنها، إذا كان يعتبر وجهة نظره، وجهة نظر وطنية من حيث الخلفية والمنطلق، ومن وجهة نظر وعي ومعرفة ومتابعة طبيعة المشروع الصهيوني الكولونيالي، وما وصل إليه في مسار وضع "تصفية" القضية الوطنية الفلسطينية على جدول الأعمال التنفيذي والمباشر، ومن حيث المخطّطات الملموسة لمسار هذه "التصفية"، وإزالة "العقبات" المطلوب إزالتها لتنفيذ هذه المخطّطات، على مستوى الوجود الوطني كلّه، والمقدّرات الوطنية في الضفة والقطاع، وعشرات القضايا التي تتعلق بالهوية والكيانية والرواية، وبكل ما يتعلّق بالقضية الوطنية من حقوق وأهداف وطموحات.
وفيما يتعلق بهذه الهجمات الإجرامية فإن أهدافها التكتيكية المباشرة التي أشرنا إليها بعجالة ليست هي الأهم بالرغم من التبعات الإنسانية الهائلة لها، وحتى التبعات التي تتعلّق باغتيال قيادات ميدانية وإدارية و"حكومية"، لأن الأهمية الأكبر والأخطر لهذه الهجمات تكمن فيما يمكن أن تحمله من "تجديد" لهجمة شاملة أميركية إسرائيلية تهدف إلى الاستفراد بقوى المقاومة في كل الإقليم قوةً وراء أخرى، وبما يعيد إلى الواجهة المخطّطات المعادية بـ"الشرق الأوسط الجديد"، وبتحقيق انتصار إستراتيجي كبير يعيد خضوع الإقليم كلّه إلى النفوذ الأميركي، وبما يخلّص دولة الاحتلال من الفشل الإستراتيجي الذي أصيبت بها بالرغم من كل ما حققته من انتصارات تكتيكية، ومن إنجازات عسكرية واستخباراتية كبيرة، وبالرغم من الضربة الإستراتيجية الهائلة التي "تحقّقت" لها في سورية.
إذا تصرّفت قوى الإقليم، المستهدفة واحدة تلو الأخرى وفق منطق الانتظار لما ستؤول إليه التطورات في مظهرها الحالي، وفي اعتباراتها المحدودة نسبياً فإن هذه القوى تكون قد دخلت ــ كما أرى ــ في مرحلة من التراجعات الإستراتيجية التي لا يمكن أن تنتهي إلّا بنكسةٍ كبرى لمجموع هذه القوة على هيئة نكسات متتالية.
الحسابات الإسرائيلية في هذه الهجمات البربرية بالذات مهما بدت وكأنها محكومة بسقوف مؤقّتة مرتبطة بأزمات نتنياهو، وبالاستحقاقات العديدة من قوانين، وخصوصاً قانون الموازنة، ومن توجهات حكومية حول تجنيد "الحريديم"، وحول الإقالات والاستقالات، وحول مجموعة كبيرة من الاستحقاقات والاعتبارات، بما فيها الاعتبار الانتخابي إذا ما تمّ فرضه على جدول الأعمال الإسرائيلي.. مهما بدت هذه الهجمات وكأنها مسقوفة بكل هذا، فإن الأعين الإسرائيلية كلها، وليس أعين "الائتلاف الفاشي الحاكم" مفتوحة على السقف الآخر والأبعد، وهو السقف الذي يتعلّق بدور ومكانة الدولة العبرية في مستقبل الإقليم، خصوصاً وأن هذا السقف سيعتمد إلى حد بعيد على قوة "الردع" الإسرائيلي في سياق وإطار أي توافقات دولية قادمة.
والسؤال المطروح على كل قوى المقاومة هو: هل تمتلك هذه القوى منفردة ومجتمعة الأوراق التي تؤهّلها، مجتمعةً ومنفردةً من عدم تمكن التحالف الأميركي الإسرائيلي من الانتقال من مرحلة الهجمات المسقوفة إلى مرحلة الاستفراد والتصفية أو التهميش لهذه القوى، ومن ردع وإحباط هذا المخطّط، وإجبار هذا التحالف على التسليم بحقائق الإقليم الجديدة، والتي في قلبها عمق أزمة هذا التحالف، وعدم قدرته على تجاوز هذه الحقائق؟
ما أراه على هذا الصعيد بالذات أنّ الجواب عن هذا السؤال هو: نعم كبيرة.
إذا بدأنا من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، وفي ذلك مفارقة إيجابية هائلة، فإنها تمتلك من الأوراق ما يجعل ترامب في أشدّ المواقف حرجاً، لأن قتال اليمن يحتاج إلى مئات الآلاف من عديد القوات البرّية، وهذه المسألة ما زالت خارج الحسابات والإمكانيات الأميركية، وتبعات استمرار الاعتداءات على الجماعة يمكن أن تصل إلى شلّ الملاحة كلها في البحر الأحمر.
وإذا امتدّ الحبل الأميركي على استقامته ستتحوّل المسألة من الطابع الإقليمي إلى الدولي الأكبر بالنسبة للتجارة الدولية، وإذا ما تمّ التحرُّش بإيران فإن قيمة كل الممرات الأخرى ستسقط تلقائياً، والاقتصاد العالمي لن يتحمّل مغامرات ترامب، ونتنياهو، وأولهم دول الخليج.
وأما بالنسبة لإيران فإن "الإغراء" بالحلّ السياسي لملفّها النووي هو لعبة سمجة، ليس لها أي مصلحة فيها، وعليها أن لا تتردّد بقطع الطريق على المناورات الأميركية بالإعلان عن أن أيّ استهداف للمنشآت النووية فيها سيعني امتلاك القنبلة النووية في نفس اللحظة إذا لم يكن الإعلان قبلها، وهو الطريق الوحيد لردع ترامب، ومن قبله نتنياهو.
والذي أراه أن "حزب الله" اللبناني قد أعطى الدولة اللبنانية فرصةً أكبر مما تستحق، ولم تكن مؤهّلة، ولن تكون مؤهّلة لتحمّل مسؤولية العبث الإسرائيلي بالسيادة الوطنية طالما أنّ مراهنتها الوحيدة هي انتظار ما "يُنعم" به ترامب عليها، لأن الأخير يعتبر القيادة الرسمية اللبنانية من هوامش الإقليم، ومن نوافل الاعتبارات، ويستطيع الحزب بعد كل هذه الفرص التي أعطيت للدولة اللبنانية أن يستعدّ على طريقته الخاصة بتحويل العجرفة الإسرائيلية إلى عجرفة تدفع ثمنها غالياً.
وإن لم أكن على خطأ فإن نظام "داعش" المحسّن، والمتحوّر الحاكم في سورية لا يحتاج، ولن يحتاج إلى من يسقطه، فهو يسير بسرعةٍ يحسد عليها نحو هذا السقوط، ومسألة هذا النظام في حال إن اندلعت حروب كبرى في الإقليم ستحسم في أيام قليلة.
من يعتقد أن ترامب يمتلك أوراقاً قوية في معركة نتنياهو، وفي معركة دولة الاحتلال فهو على ضلال، ترامب من هذه الناحية عكاّزته من قصب، ومراهنات نتنياهو واهمة وخائبة، وترامب هو الذي يبحث عن أيّ عكاّزة لتثبيت وضعه المستقبلي في الإقليم، ونتنياهو ليس في حسابات الأخير بعد عدّة شهور فقط.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق