القدس المحتلة – قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن القصف غير المسبوق الذي شنتُه دولة الاحتلال على قطاع غزة المحاصر على مدى خمسة عشر شهرًا من حربها الابادية، قد أدى إلى استشهاد أكثر من 48,000 روح بريئة، من ضمنها 70% من النساء والأطفال، وإصابة ما يزيد عن 120,000 إنسان، كما تسبب في تدمير 70% من البنية التحتية المدنية بما في ذلك غالبية المنازل، مما أسفر عن تهجير قسري لما يقرب من كافة سكان القطاع الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وأوضح دلياني أن هذه الإبادة، التي تميزت بأساليب القصف العشوائي، حيث تم القاء 29,000 قنبلة، معظمها من صنع الولايات المتحدة خلال الشهر الأول فقط من حرب الإبادة، نصفها عبارة عن قنابل غير موجهة ذات أخطاء استهداف تتراوح بين 30 و100 متر، مصحوبة بمتفجرات ثقيلة تصل زنتها إلى 2,000 طن، لم تكن سوى تجسيد لنموذج استراتيجي متعمد لدولة الاحتلال، يسعى منذ عقود إلى تطهير أرضنا عرقيًا عبر الفتك بشعبنا وتدمير بيئتنا.
وأكد دلياني بحزم: «إن حرب الإبادة الاسرائيلية في غزة تأتي في اطار مخطط لتفكيك نسيج هويتنا والفتك باهلنا وإحداث دمار بيئي لا يمكن التغاضي عنه؛ فقد أدت هذه العمليات إلى القضاء على شبكات المياه والصرف الصحي الحيوية، مما تسبب في تسرب لا يقل عن 10% من مياه الصرف الصحي إلى طبقات المياه الجوفية، وتحولت غزة التي كانت ملاذًا بيئيًا خصبًا إلى موطن يقل فيه التنوع البيولوجي، حيث باتت تأوي فقط ما بين 150 و200 نوع من الطيور، و20 نوعًا من الثدييات، و25 نوعًا من الزواحف.»
وأشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى ضرورة فتح جبهة سياسية ودبلوماسية وقانونية جديدة ضد دولة الاحتلال استنادًا إلى المبادئ الثابتة للقانون الإنساني الدولي والبيئي، ولا سيما تلك المنصوص عليها في البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف؛ إذ إن الآثار البيئية الشاملة والطويلة الأمد التي خلفتها جرائم الإبادة الاسرائيلية تجاوزت حدود التصور، وان التدهور البيئي والاجتماعي في غزة الذي نتج عنها قوّض الأسس الجوهرية لحياة الناجين من مجازر القصف العشوائي.