- طائرات الاحتلال تقصف منزلا لعائلة أبو الروس خلف مسجد البشير في دير البلح وسط القطاع
- انتشار قوات الاحتلال في باحات المسجد الأقصى المبارك تزامنا مع صلاة الفجر
كتبت- ميرفت عبدالقادر: كيف نشفى من حب تونس، ليس سؤالًا عابر، ولا أحجية أطلقها، محمود درويش تحتاج لفك شيفرتها، أو رموزًا تحتاج إلى تأويل، بل هي مقولة صادقة، وتوصيف دقيق لوجدان يهفو لتونس الخضراء، الغالية على قلوب الفلسطينيين.
تونس تحتضن منظمة التحرير
كيف لا، وقد احتضنت بين جنباتها الكيان الفلسطيني، المتمثل بـ" منظمة التحرير الفلسطينية" بعد خروجها من لبنان ، في 10 أغسطس/آب 1982، حيث استقبلت تونس زعيم منظمة التحرير الشهيد القائد ياسر عرفات، والآلاف من الفلسطينيين بحفاوة عارمة، حيث دعمت وسيلة بورقيبة، زوجة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وجودهم في تونس وتابعت ظروف إقامتهم آنذاك.
انتهى حصار بيروت بخروج منظمة التحرير الفلسطينية، بالقوة من لبنان، إلى تونس وذلك بعد الدور الدبلوماسي، الذي لعبته تونس عربياً، "بعد انتقال مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس عقب اتفاقية كامب ديفيد".
الدم الفلسطيني يختلط بالتونسي
دوليا استمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في ملاحقة القيادات الفلسطينية، في تونس وفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1985، دخلت طائرات إسرائيلية إلى الأجواء التونسية وقصفت مدينة حمام الشط التونسية لتستهدف قادة منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مخلفة عشرات القتلى والجرحى من التونسيين والفلسطينيين، حيث اختلط الدم الفلسطيني بالتونسي على الأرض الخضراء، الغارة الإسرائيلية أدت إلى تدمير مقر منظمة التحرير الفلسطينية ومكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات والمقر الخاص بحراسه وبعض منازل المدنيين المحيطة بهذه المقرات، كما أدت إلى استشهاد 50 فلسطينيا و18 تونسيا، حيث وضعت جثامينهم في مقبرة خاصة، وجرح حوالي 100 شخص، وذلك حسب التقرير الرسمي للسلطات التونسية الذي قدمته للأمين العام للأمم المتحدة.
إذ لا يزال التونسيون يحتفظون بتفاصيلها ويحيون ذكرى أعنف عدوان أجنبي تعرضت له بلادهم.
مسيرات الغضب تجتاح تونس
ياسر عرفات الذي وصل إلى تونس يوم 30 سبتمبر/ أيلول قادمًا من المغرب، اتجه مباشرة إلى مقر إقامة السفير الفلسطيني بتونس بمدينة المرسى، حكم بلعاوي .
أما عن الرد التونسي الشعبي، فكان قويًا، حيث انطلقت مسيرات شعبية، وتظاهرات استمرت أيامًا، تدين هذه الجريمة التي اقترفتها إسرائيل في حق تونس وإسرائيل وتستنكر هذا الاختراق، مشيرًا إلى أنها كانت أهم ملحمة نضال مشتركة بين التونسيين والفلسطينيين.
اغتيال "أبوجهاد"
ليس هذا فحسب قد شهدت تونس، أكبر عمليات اغتيال لقادة الثورة الفلسطينية، آن ذاك، حيث تم اغتيال القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، في 16 أبريل/ نيسان 1988
نفذ أفراد من الموساد عملية الاغتيال، حيث تم إنزال 20 عنصراً مدرباً من الموساد الإسرائيلي، وأربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية، وطائرتين عموديتين، للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاج في تونس، فتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله فقتلت الحراس، وتوجهت إلى غرفته وأمطرته بوابل من الرصاص، لتستقر بجسده سبعون رصاصة، فاستشهد في اللحظة نفسها، داخل مقر إقامته بسيدي بوسعيد بالضاحية الغربية للعاصمة .
اغتيال قادة فتح
واغتال الموساد في 14 يناير/كانون الثاني 1991، القيادي في حركة فتح، صلاح خلف، وهايل عبد الحميد الملقب بأبو الهول، والقيادي أبو محمد العمري، الملقب بـ فخري العمري حيث كان الثلاثة يعقدون اجتماعًا، في منزل أبو الهول، حيث أطلق تجاهم نيران رشاشات الموساد وأعوانه.
اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية من تونس، مقرًا لها طوال نحو عشر سنوات، قبل أن يمهد اتفاق للسلام أبرم عام 1993، الطريق أمام عودتها إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
تونس ليست أرضًا تحضتن شعبًا، فحسب، بل وطنٌ يحتضن تاريخًا من النضال والمقاومة، خُضب ترابُه بدماء الفلسطينين، يحمل كل الحب لكل من فيه وكل من زاره، يحتفي برموز ثقافة المقاومة الفلسطينية، من خليل الوزير إلى ياسر عرفات ومحمود درويش وسميح القاسم، حيث دخل هؤلاء قلوب التونسيين دونما استئذان.