- مراسلنا: مروحية "أباتشي" لجيش الاحتلال تقصف منزلا متنقلا في وسط بلدة يارون جنوب لبنان
القدس المحتلة - "حين يتحول المستوطن إلى جندي، والجندي إلى مستوطن، فإننا نواجه نظاماً ارهابياً تنتجه دولة الاحتلال وتغذّيه، يمارس الإرهاب لا بوصفه خرقاً للأنظمة، بل باعتباره وظيفة أساسية في مشروعها الاستعماري"، بهذا عقّب ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، على تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية الإرهابية ضد المدنيين الفلسطينيين في القدس وباقي انحاء الضفة المحتلة.
القيادي الفتحاوي أشار إلى أن تسجيل 139 اعتداء إرهابياً نفذتها مجموعات المستوطنين خلال الشهرين الأولين من العام الجاري، كما ورد في تقارير صادرة عن جيش الاحتلال نفسه، لا يمكن فهمه إلا باعتباره انعكاساً لانهيار الفاصل المؤسساتي بين اجهزة دولة الاحتلال والمستوطن الفرد. فحين يتولى الجيش توثيق هذه الاعتداءات دون اتخاذ إجراءات، وحين يحظى المعتدون الارهابيون بالحماية والرعاية والتسليح، تتكشّف بنية متكاملة من الإرهاب الرسمي الذي يتخذ من العنف أداة ميدانية لتحقيق أهداف سياسية واضحة.
وتابع دلياني قائلاً إن التصعيد الأخير بنسبة 30% في الهجمات الاستيطانية لا يُقاس بخطورته العددية فحسب، بل بما يكشفه من تحوّل نوعي في تكتيكات السيطرة على الأرض واستهداف الوجود الفلسطيني. إننا أمام مشهد تتلاشى فيه الحدود بين الفعل الفردي والإرادة المؤسسية العسكرية، حيث يتم تمكين المستوطنين المستعمرين كمكونات عنف ميدانية في منظومة أيديولوجية ارهابية موحدة.
واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتاكيد على أن هذا التصاعد في الجرائم الاستيطانية الإرهابية هو امتداد طبيعي لعقيدة استعمارية تريد محو المُستَعْمَر، وتسعى لإزالته ليس فقط من الجغرافيا، بل من التاريخ والذاكرة. غير أن شعبنا الفلسطيني، المتجذر في وعيه الوطني الجمعي، لا يُقاس حضوره بمؤشرات القوة العسكرية للمُحتل، بل بصلابة انتمائه، وعمق روايته، ورفضه المطلق لمعادلة الفناء.