امتلأت حياة الشهيد الزعيم الراحل ياسر عرفات، بالمحطات النضالية التي حملت في ثناياها إجابات على كل أزمات العصر الحالي، وشكلت سدًا منيعًا في وجه المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأصبحت مصدر إلهام لكافة المناضلين في شتى بقاع الأرض، وأيقونة تسير الأجيال على نهجها، فلا يخلو بيت فلسطيني من وجدان يحتضن كلمات ياسر عرفات حين قال :" لــقــد جــئــتـــكــم بــغــصــن الــزيــتــون فــي يــدي ... وبــبــنــدقــيـــة الــثــائـــر فــي يـــدي ... فـــلا تــســقــطــوا الــغــصــن الاخــضــر مــن يــدي ... لاتـــســقـــطــوا غصن الزيتون."
وفيما يلي رصد لأبرز تلك المحطات في حياة الخالد أبو عمار:
ولد محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني (ياسر عرفات) في القدس يوم 24 أغسطس/آب 1929. وعاش طفولته متنقلا بين القاهرة والقدس، بعد وفاة والدته وهو في الرابعة من عمره. في ما يلي أبرز المحطات في حياته.
1946:
شارك في تهريب الأسلحة من مصر إلى فلسطين المحتلة. وبعد سنتين انضم إلى "جيش الجهاد المقدس" الذي أسسه عبد القادر الحسيني وعين ضابط استخبارات فيه.
1949:
التحق بكلية الهندسة في جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وبعد سنة أسس -مع عدد من الطلاب الفلسطينيين- "رابطة الطلاب الفلسطينيين" وانتخب رئيسا لها.
1952:
انتخب رئيسا لرابطة طلاب جامعة القاهرة، وبقي محتفظا بالمنصب حتى نهاية دراسته وتخرجه في عام 1955، الذي أسس فيه رابطة الخريجين الفلسطينيين.
1956:
اشترك مع الجيش المصري في صد "العدوان الثلاثي" على مصر.
1957:
سافر إلى الكويت وعمل مهندسا، ثم أسس -مع عدد من الفلسطينيين، منهم خليل الوزير "أبو جهاد"- حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في نفس العام، وأسس أول مكتب للحركة مع "أبو جهاد" في 1963، ثم المكتب الثاني في العام التالي بدمشق.
31 ديسمبر/كانون الأول 1964:
أطلق -مع رفاق دربه في فتح- الكفاح المسلح في العملية العسكرية الأولى "عملية نفق عيلبون". وقاد عمليات فدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقا من الأراضي الأردنية. وفي العام التالي اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلا للشعب الفلسطيني.
21 مارس/ آذار 1968:
قاد قوات الثورة الفلسطينية في تصديها للقوات الإسرائيلية في معركة الكرامة في الأردن، ونجا خلالها من محاولة إسرائيلية لاغتياله.
14 أبريل/ نيسان 1968:
عينته حركة فتح متحدثا رسميا باسمها، وفي بداية شهر أغسطس/آب من السنة نفسها عينته ناطقا وقائدا عاما للقوات المسلحة للحركة، والتي سمتها قوات "العاصفة".
فبراير/شباط 1969:
انتخب في المجلس الوطني الفلسطيني الخامس رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وظل انتخابه للمنصب يجدد في دورات المجلس حتى استشهاده.
نهاية 1969:
اختارته مجلة "تايم" الأميركية "رجل العام"، وتكرر ذلك في سنوات لاحقة.
يوليو/تموز 1971:
انتقل إلى لبنان مع انتهاء الوجود الفلسطيني المسلح في الأردن، وفي 1978 شنت إسرائيل هجمات عنيفة على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان، وفي 1982 احتلت بيروت، وفرضت حصارا لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية، واضطر ياسر عرفات للموافقة على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية.
30 أغسطس/آب 1982:
غادر بيروت على متن السفينة اليونانية "أتلانتيد" إلى تونس المقر الجديد لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في المنفى.
1982:
جدد المجلس الوطني في اجتماعه بعمان الثقة به، وانتخبه مرة أخرى رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة.
أكتوبر/تشرين الأول 1985:
نجا من محاولة لاغتياله حين قصفت ثماني طائرات إسرائيلية مقر قيادته في حمام الشط بتونس ودمرته. وكان قبل ذلك نجا من محاولة إسرائيلية لاغتياله في يوليو/تموز 1981 ببيروت، بعد قصف البناية التي تضم مقر قيادته في الفاكهاني فدُمرت كليا.
15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988:
أعلن ياسر عرفات استقلال "دولة فلسطين" في الدورة الـ19 للمجلس الوطني الفلسطيني المنعقد بالجزائر.
13 ديسمبر/كانون الأول 1988:
ألقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف، بعدما قامت الجمعية بنقل اجتماعاتها من نيويورك خصيصا للاستماع إلى كلمته، حيث رفضت واشنطن منحه تأشيرة دخول إلى أراضيها.
14 ديسمبر/كانون الأول 1988:
أعلن عرفات في جنيف قبول القرار 242 ونبذ "الإرهاب"، وهو ما نتج عنه إعلان الرئيس الأميركي وقتها رونالد ريغان فتح حوار مع المنظمة.
أبريل/نيسان 1989:
وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة.
1 يوليو/تموز 1994:
عاد عرفات إلى قطاع غزة رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، بعد 27 عاما قضاها في المنفى. وحصل في نفس العام على جائزة نوبل للسلام.
24 سبتمبر/أيلول 1995:
وقع ياسر عرفات في مدينة طابا المصرية بالأحرف الأولى على اتفاق توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعدها انتخب الزعيم الفلسطيني في 20 يناير/كانون الثاني 1996 رئيسا لسلطة الحكم الذاتي في أول انتخابات عامة في فلسطين، حيث حصل على نسبة أصوات فاقت 80%.
8 يناير/كانون الثاني 2001:
أعلن ياسر عرفات رفضه للمقترحات الأميركية التي قدمها كلينتون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتحويل القدس إلى مدينة مفتوحة فيها عاصمتان واحدة لليهود والأخرى للفلسطينيين.
ديسمبر/كانون الأول 2001:
فرض رئيس وزراء إسرائيل آنذاك أرييل شارون، حصارًا على ياسر عرفات بمقره في رام الله بالضفة الغربية، بعد قرار جاء فيه أن مغادرة عرفات لرام الله خاضعة لتل أبيب وحدها.
28 مارس/آذار 2002:
أمر شارون بإطلاق عملية "السور الواقي"، وقال إنه "من الآن فصاعدا تعتبر إسرائيل عرفات عدوا لها وللعالم الحر..، وتعتبره عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط، وخطرا على استقرار المنطقة".
29 مارس/آذار 2002:
القوات الإسرائيلية تجتاح رام الله بالكامل، وتحتل مقر عرفات ومعه 480 شخصا، وهددت إسرائيل بقصف المقاطعة كلها في حال لم يستسلم المطلوبون الذين اتهمتهم إسرائيل باغتيال وزيرها للسياحة. وقال عرفات قولته المشهورة إن "إسرائيل تريدني أسيرا أو طريدا أو قتيلا، وأنا أقول لهم شهيدا شهيدا شهيدا".
أبريل/نيسان 2002 :
أخبر ياسر عرفات وزير خارجية الولايات المتحدة وقتها كولن باول -الذي اجتمع به مدة ثلاث ساعات- أنه سيموت شهيدا في حال اقتحم الإسرائيليون مقره، وأنه لن يسمح باعتقاله أو طرده.
مايو/أيار 2002:
بتدخل سعودي وبطلب من الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، رفع شارون الحصار عن الزعيم الفلسطيني، وانسحب الجيش الإسرائيلي من المقاطعة بعد تخريبها. غير أن رفع الحصار لم ينه معاناة عرفات لأن شارون حظر عليه مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا في حال تعهده بعدم العودة إليها.
نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2004:
تدهورت الحالة الصحية لعرفات، ونقل إثر ذلك إلى الأردن، ومن ثم إلى مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، وذلك بعد موافقته إثر تلقي تأكيدات أميركية وإسرائيلية بضمان حرّية عودته للوطن.
11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004:
أعلنت رسميا من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية استشهاد الزعيم ياسر عرفات، ودفن في مبنى المقاطعة بمدينة رام الله، بعد أن تم تشييع جثمانه في مدينة القاهرة.