اليوم السبت 15 مارس 2025م
اندلاع مواجهات عنيفة في مخيم الفوار جنوب الخليل وقوات الاحتلال تطلق القنابل الغازية بكثافة‏الكوفية اطلاق النار من قبل الاحتلال على منازل المواطنين في حارة بئر سالم بمخيم الشابورة وسط مدينة رفحالكوفية مصادر محلية: قوات الاحتلال تقتحم مخيم الفوار جنوب الخليل وتطلق الرصاص الحيالكوفية قوات الاحتلال تعتقل 3 مواطنين من بلدة سلواد شرق رام اللهالكوفية "الجارديان" البريطانية: تعديل الإجراءات في الضفة جاء بناء على تقييم أمني إسرائيليالكوفية يديعوت أحرونوت: 9% فقط من الإسرائيليين يرون إمكانية تحقيق النصر بغزةالكوفية مصادر محلية: قوات الاحتلال تعتقل 5 شبان من عائلة الزلباني خلال اقتحام بلدة عناتا شمال شرق القدسالكوفية إصابة شاب بالرصاص الحي جراء مواجهات مع الاحتلال في بلدة عناتا بالقدسالكوفية اصابات بالاختناق خلال اقتحام بلدة الخضر جنوب بيت لحمالكوفية الاحتلال يشن حملة اعتقالات في قرى الضفة الفلسطينيةالكوفية استشهاد 3 مواطنين وإصابة 8 بقصف وإطلاق نار وسط وشمال وجنوب قطاع غزةالكوفية مصادر محلية: قوات الاحتلال تُطلق قنابل إنارة في أجواء مخيم جنينالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة عناتا وتداهم منزلا شمال شرق القدسالكوفية البيت الأبيض يسحب ترشيح بولر لمنصب مبعوث الرهائنالكوفية شهيد في غارة "إسرائيلية" على مركبة جنوب لبنانالكوفية مقاومون يستهدفون آلية لجيش الاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم محلاً تجارياً وتحتجز الشبان بداخله على دوار شويكة في طولكرمالكوفية مصادر محلية: قوات الاحتلال تقتحم بلدة سلواد شرق رام اللهالكوفية منتدى الإعلاميين الفلسطينيين: استهداف الصحفيين جريمة حربالكوفية مسئول إسرائيلي سابق.. باقون في سوريا حتى نشعر بالأمنالكوفية

طولكرم والأغوار: صمود في وجه التحديات

16:16 - 15 مارس - 2025
رامي مهداوي
الكوفية:

الأسبوع الماضي، زرت محافظتي طولكرم وأيضاً أريحا والأغوار، لم يكن المشهد أقل من صورة مكثفة لتحديات الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال. طولكرم، المدينة الحدودية التي تعيش على خط التماس مع المستوطنات الإسرائيلية، تواجه يوميا قيودا خانقة تفرضها الحواجز العسكرية والجدار الفاصل. أما الأغوار، فتعكس نموذجا صارخا لسياسات الضم والتهجير، حيث تُصادر الأراضي ويُحاصر السكان في محاولة لاقتلاعهم من جذورهم.
 عند مدخل المدينة، بدا واضحا حجم التوسع الاستيطاني في محيطها، حيث زادت أعداد المستوطنين خلال السنوات الأخيرة، ما عمَّق الخناق على الفلسطينيين. الحواجز العسكرية التي تفصل المدينة عن محيطها ليست مجرد نقاط تفتيش عابرة، بل أدوات ممنهجة لعرقلة الحركة الاقتصادية والاجتماعية. كان واضحا من خلال لقاءاتي مع الأهالي كيف تؤثر هذه القيود على حياتهم اليومية؛ طلاب جامعيون يضطرون لعبور عدة حواجز للوصول إلى جامعاتهم، ومزارعون يكافحون للوصول إلى أراضيهم التي تحيطها المستوطنات والأسلاك الشائكة.
في أحد اللقاءات، تحدث أحد التجار عن التأثير السلبي للحواجز على التجارة المحلية، حيث تستغرق الشاحنات المحملة بالبضائع ساعات طويلة لعبور مسافات قصيرة، ما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة. وفي المستشفيات، يروي الأطباء قصصا عن حالات طبية تتدهور بسبب التأخير عند الحواجز، ما يجعل من الرعاية الصحية تحديا يوميا.
أما الأغوار، التي تُعدّ واحدة من أكثر المناطق استهدافا من قبل الاحتلال بسبب موقعها الاستراتيجي وخصوبتها الزراعية فالطريق إلى هناك كشف عن سلسلة من البؤر الاستيطانية الجديدة التي تُقام على أراضٍ فلسطينية مصادرة، وهو ما يترافق مع عمليات هدم مستمرة لمنازل الفلسطينيين بحجة عدم الترخيص.
التقيت عددا من المزارعين في المنطقة الذين تحدثوا عن صعوبة الوصول إلى مصادر المياه، حيث يُمنع الفلسطينيون من حفر الآبار أو استخدام الموارد الطبيعية بحرية، بينما تُوفَّر المياه بكثافة للمستوطنات القريبة. في إحدى القرى، شاهدت آثار هدم حديثة لعدة مساكن زراعية، حيث تقف العائلات أمام أنقاض بيوتها في مشهد يعكس أقسى معاني التهجير القسري.
واحدة من أكثر اللحظات تأثيرا خلال الزيارة كان لقائي مع أحد كبار السن الذين رفضوا مغادرة أرضهم رغم الضغوط. قال لي بحزم: «هذه أرضنا، هنا وُلدنا وهنا سنبقى، حتى لو هدموا بيوتنا ألف مرة.» كلماته تعكس روح الصمود الفلسطيني التي لا تنكسر رغم القمع والتنكيل.
وفي لغة الأرقام وبحسب التقرير السنوي لهيئة الجدار والاستيطان، تحتوي الضفة الغربية على: 898 حاجزا وبوابة تعيق حركة الفلسطينيين، 180 مستوطنة قائمة، 256    بؤرة استيطانية جديدة، 770 ألف مستوطن، أغلبهم يحملون أسلحة ويتجولون بها علنا، 94 موقعا عسكريا للاحتلال الإسرائيلي على أراضي الضفة الغربية.
بات من الواضح أن سياسة الاستيطان ليست مجرد توسيع للمستوطنات، بل هي عملية إحلالية تستهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين. إن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى مزيد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال لكبح هذه السياسات.
لكن رغم كل هذه التحديات، فإن الفلسطينيين في طولكرم والأغوار كما باقي المدن والقرى والمخيمات يواصلون التشبث بأرضهم، مؤمنين بحقهم في البقاء والوجود. من خلال تعزيز الدعم للمزارعين، وتوثيق انتهاكات الاحتلال، والعمل على فضح هذه السياسات في المحافل الدولية، يمكن تعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة المخططات التهويدية.
ما رأيته في طولكرم والأغوار كان شهادة حيّة على معركة البقاء التي يخوضها الفلسطينيون يوميا، معركة تتطلب دعما وتضامنا أكبر من الجميع. فالقضية ليست فقط قضية احتلال، بل قضية إنسانية تتعلق بحق شعب في العيش بحرية وكرامة على أرضه.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق