إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما يتعلق بخطة تهجير سكان قطاع غزة ، يجب أن تأخذ على محمل الجد والأهمية والاعتبار قبل فوات الأوان ونفاذ الوقت والحديث المستهلك عن إمكانية تطبيق خطة التهجير أو عدمها ، والابتعاد عن الغلو في ردود الفعل الإنشائية والعاطفية، لأن الحقيقية تقول غير ذلك، وتحتاج إلى تغليب العقل والنظر لتصريحات ترامب بخطورة وأن التنفيذ قاب قوسين أو أدنى ، وهذا سواء ضمن هجرة قسرية إجبارية أو طوعية لسكان قطاع غزة بما أنها تعتبر بعد 470 يوما من الحرب الإسرائيلية لم تعد صالحة للعيش وغير قابلة للحياة، وأن إزالة الأنقاض والركام والبناء والاعمار يحتاج إلى سنوات طويلة الأمد ، الأمر الذي يدلل أن في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب سيكون الحديث عن التهجير وتفريع سكان قطاع غزة من سكانه بحجة التمكن من إعادة البناء والتعمير على الطريقة الأمريكيةفقط.!؟ اليوم وفي ظل الخطة الاستعمارية الأمريكية الإسرائيلية الجديدة لتهجير قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل ، والذهاب إلى أكثر من ذلك في نية ترامب بالسيطرة الكاملة على عموم الشرق الأوسط ضمن خطة استعمارية ممنهجة ومدروسة مسبقا ، لا بد من سبل وطرق للمواجهة سواء عربيا أو عالميا ، والأهم هنا وبكل تأكيد مواجهة تصريحات ومخططات ترامب الاستعمارية عربيا ضمن برنامج واحد موحد عملي وواقعي تكون مظلته جامعة الدول العربية للانطلاق إلى المجتمع الدولى من أجل طلب الدعم والمؤازرة والتأييد عالميا.
تصريحات ترامب وضرورة المواجهة العاجلة، تتلخص في البدء الفوري والعاجل في اجتماع طارئ على مستوى زعماء الدول العربية والإسلامية واستغلال فرصة الشجب والاستنكار والتنديد العالمية لتصريحات ترامب الاستعمارية، من أجل ضمان تحالف دولي قوي ومؤثر وداعم للموقف العربي الواحد الموحد.
وهنا من أهم سبل المواجهة العاجلة والفعلية على المستوى العربي والعالمي لمواجهة تصريحات ومخططات ترامب ، الإعلان عن مؤتمر دولي يتبنى بشكل جاد وفاعل مشروع لدعم عدالة القضية الفلسطينية ورفض تصفيتها إنسانيا وسياسيا، ورفض تصريحات ترامب، وانطلاق المؤتمر العالمي في الإعلان عن برنامج لإعادة إعمار وبناء قطاع غزة، وتقديم كافة المساعدات الإنسانية والاغاثية المتنوعة بشكل دائم ومستمر ، ضمن رؤية مشتركة عالمية مع هيئة الأمم المتحدة، وفي ذات الصعيد المطلوب من المؤتمر العربي العالمي في حال عقده التأكيد على حق الشعب الفلسطينى فى كامل حقوقه المشروعة بالحرية والاستقلال وعلى رأسها فكرة حل الدولتين.
إن تصريحات ترامب وضرورة المواجهة العاجلة تحتاج إلى سرعة في التنفيذ وتوحيد الرؤية وكافة الجهود الداعمة لشعبنا الفلسطيني عربيا وعالميا ، حتى لا نجد أنفسنا جميعا في ليلة وضحاها نبكي على ديار أصبحت بعيدة المنال وحكاية من ذكريات وأطلال.
