- مراسلنا: مصابون في قصف الاحتلال لمنزل في شارع يافا بحي الدرج شرقي مدينة غزة
القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الحصار الوحشي الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة هو سلاح إبادة جماعية يستهدف القضاء على مقومات الحياة الفلسطينية بأكملها. وأشار دلياني إلى أن هذا الحصار، الذي بدأ منذ أوائل التسعينيات، شهد تطوراً في طبيعته الإجرامية ليصبح تجسيداً معاصراً لحروب الحصار القروسطية، حيث تسعى دولة الاحتلال من خلال سياساتها الممنهجة إلى حرمان شعبنا في غزة من أبسط حقوقهم الإنسانية وضرورات حياتهم.
وفي سياق حديثه، لفت دلياني إلى الجريمة الأخيرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال قبل يومين، باستهدافها الوحشي لحراس قافلة امدادات إنسانية، مما أدى إلى استشهاد 12 منهم. وأوضح أن هذه الجريمة البشعة ليست سوى مثال صارخ على السياسات المتعمدة للإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال، والتي لم تستثن حتى العاملين والمتطوعين في المجال الإنساني في غزة المحاصرة.
وأضاف القيادي الفتحاوي أن تصاعد حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 يكشف بوضوح عن استخدام دولة الاحتلال للحصار كأداة للقمع والإبادة، حيث تتعمد عرقلة وصول المساعدات الإنسانية في انتهاك صارخ للقوانين الدولية. وأكد دلياني أن 273 قافلة إنسانية من خلال منظمة الصحة العالمية تم منعها من دخول غزة، أي ما يعادل 58% من مجموع القوافل التي تمكنت المنظمة من استصدار أذونات دخولها بشق الأنفس من سلطات الاحتلال.
وتابع دلياني مؤكداً أن الحصار الإسرائيلي لا يقتصر على حرمان شعبنا من المساعدات الطبية، بل يتعدى ذلك ليشمل أساسيات الحياة اليومية وفي مقدمتها الغذاء. وأوضح أن هناك أربعة مخابز فقط مدعومة من الأمم المتحدة تعمل حالياً في مدينة غزة، بينما تستمر دولة الاحتلال في رفض التصاريح اللازمة لإعادة تشغيل بقية المخابز، مما يعمق من معاناة أهلنا في القطاع ويحول حقهم الأساسي في الحصول على الخبز إلى مطلب مستحيل. وأردف قائلاً: "عندما يتحول الوصول إلى الخبز من حق إلى امتياز، فإن ذلك يمثل شهادة دامغة على الانهيار الأخلاقي للمجتمع الدولي الذي يختار الصمت أمام هذا الظلم."
وفي ختام حديثه، شدد دلياني على أن الحصار الإسرائيلي الوحشي وسياسة الإبادة الجماعية المتواصلة يمثلان اختباراً أخلاقياً حاسماً للمجتمع الدولي. وقال: "إن صمود أهلنا في غزة ليس مجرد رمز للثبات، بل هو صرخة حق وعدالة توجه للعالم، وتدعوه إلى مواجهة جذور الأزمة بجدية لإنهاء هذا الفصل المظلم من تاريخ البشرية، الذي خطته دولة الاحتلال بأيدي داعميها في الغرب."
ودعا دلياني إلى تحرك دولي فوري يتسم بالحزم والفعالية لإنهاء سياسة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ورفع الحصار المفروض على غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود. مؤكداً أن استمرار إفلات دولة الاحتلال من العقاب على جرائمها يشكل وصمة عار على جبين العدالة الدولية، وأن إنقاذ القيم الإنسانية والأخلاقية يتطلب اتخاذ موقف حازم لوقف هذا التدمير المنهجي لشعبنا.