اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024م
الصحة بغزة: وفاة 4 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد خلال 72 ساعة في قطاع غزةالكوفية بالفيديو// وداع حزين ومؤلم للصحفيين الخمسة في دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية بالفيديو// نتنياهو لا يريد الالتزام بهذا الإجراء في غزة ويعلن عودة فريق المفاوضاتالكوفية بالفيديو// هل انهارت مفاوضات التهدئة في غزة؟الكوفية الحوثي: العناوين التي يرفعها الغرب بشأن المرأة أو الطفل تغيب في غزةالكوفية بث مباشر || تطورات اليوم الـ 447 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية هيئة البث الإسرائيلية: المواقع التي استهدفت في اليمن هي مطار صنعاء وميناء الحديدة ومنشآت الطاقة والنفطالكوفية الإعلام العبري: سلاح الجو استهدف مطار صنعاء الدوليالكوفية إغلاق معبر الكرامة «بشكل مفاجئ» اليومالكوفية مصادر طبية: 30 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم 23 منهم شمالي القطاعالكوفية الصحة: الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات خلال 24 ساعة في قطاع غزةالكوفية مراسلنا: مصابون في قصف الاحتلال لمنزل في شارع يافا بحي الدرج شرقي مدينة غزةالكوفية الاحتلال يهاجم اليمن ويستهدف مطار صنعاء الدوليالكوفية النائب شامي الشامي يدين اقتحام أمن السلطة لمنزله واعتقال نجله بشكل «همجي وغير قانوني»الكوفية دلياني: مجزرة النصيرات جريمة حرب تستهدف إسكات الحقيقة وإرهاب الإعلام الفلسطينيالكوفية تنديد بجريمة اغتيال 5 صحفيين بغزة ومطالبة بمساءلة دوليةالكوفية 8 شهداء وإصابات في مجزرة دامية جنوب مدينة غزةالكوفية حماس ومناورة قلب الطاولة في مفاوضات “صفقة التهدئة”الكوفية غوارديولا: مانشستر سيتي قد لا يتأهل إلى دوري أبطال أوروباالكوفية «قناعات الأندية» تربح في معارك الاتحادات الرياضية السعوديةالكوفية

مـقـتـلـة صـورة الـنـصـر

17:17 - 08 ديسمبر - 2024
نبيل عمرو
الكوفية:

كثيرة هي الحروب التي شهدتها ساحة الشرق الأوسط، وإذا ما قوّمناها بمقياس المنتصر والمهزوم، فلن نصل إلى نتيجة، ما دامت مفردة النصر محل نزاع وادعاء من جانب الرابحين والخاسرين على حد سواء.

إن لكل طرف من أطراف الحروب في بلادنا أدبياته في وصف الخلاصات، فهو انتصر بفعل بقائه على قيد الحياة، أو تمكنه من رفع شارة النصر ولو من فوق الركام أو في ظل دبابة الخصم، وذلك أشبه بصدر بيت الشعر... أما عجزه فهو الوعد بانتصار ولو بعد حين!

الحرب الجارية الآن في منطقتنا أنتجت مقاييس خاصة للنصر والهزيمة، فإسرائيل مثلاً ترى أنها حققت العديد من الانتصارات التي ستقود إلى الانتصار المطلق، وشيء كهذا حدث مرات عدة في السابق، منذ حرب 48 إلى 67 إلى أكتوبر (تشرين الأول) 73، وإلى الحروب الفلسطينية - الإسرائيلية - اللبنانية، التي نحن الآن في واحدة منها.

أمّا الطرف المقابل لإسرائيل في الحرب، ودعنا نحصر الحديث في المقاتلين منهم بالسلاح، فأدبياتهم تعلن نصراً مبيناً هانت من أجله كل التضحيات، ودليلهم على ذلك، إعادة القضية الفلسطينية إلى التداول وعدم تمكين العدو من تحقيق أهدافه التي أعلنها حين بدأ حربه الانتقامية في الثامن من أكتوبر 2023، مع إلقاء ظلالٍ كثيفة على ما لم يتحقق من أهداف أعلنت جرّاء زلزال السابع من أكتوبر، كالوصول إلى القدس وتحرير الأقصى وتبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين، وأهداف استراتيجية عظمى، إن لم تتحقق خلال سنة من الحرب، فربما تتحقق في قادم السنوات.

هنالك ما هو أكثر أهمية بالنسبة للمتحاربين من النصر المطلق أو النسبي، التكتيكي أو الاستراتيجي، هو الصورة التي يتمكن بها الرابح والخاسر من تسويق صدقية ما فعلا، وما أحرزا من نتائج.

وهذا ما اصطلح على تسميته بصورة النصر، وإذا ما دققنا في مجريات الحرب على غزة ولبنان، فسوف نجد أن الجزء الأكبر من الخسائر حدث بفعل الحاجة الملحة إلى الصورة.

منطقياً وبالمقاييس الواقعية... كان يمكن للحرب على غزة أن تتوقف أو أن تعود إلى مساراتها القديمة التي كانت قبل السابع من أكتوبر، أي أن تتوقف عملياتها بعد شهر أو شهرين من الانتقام الشرس الذي حدث ولا يزال، أو أن يصغي الإسرائيليون إلى نصائح وزير الدفاع الأميركي الذي حذَّرهم من مضار الكسب التكتيكي على المصالح الاستراتيجية، إلا أن صورة النصر الضرورية للقيادات التي لم يكتمل تظهيرها حتى الآن، جعلت الحرب تطول والخسائر تتضاعف، أمّا حكاية النصر المطلق فلن يتحقق وفق أجندة نتنياهو، بل بدا خيالياً ومدعاة للتشكيك المتزايد داخل إسرائيل، وفي معسكر حلفائها وداعميها؛ ذلك أن النصر لا يقاس بالقدرة على القتل والتدمير، بل بتحقيق النتائج السياسية النهائية للحرب.

بصورة موضوعية وليس رغائبية، فما أن تتوقف الحرب العسكرية ومهما كانت نتائجها الميدانية، سيكتشف الباحثون عن صورة نصر أنهم لن يجدوها، فلا إسرائيل تستطيع الزعم بأنها تخلصت من خصومها، بل ستجد نفسها في مواجهة مع قضية كبرى هي مجمع قضايا مرهقة لها من داخلها ومن حولها، وهذه خلاصة متكررة لما وُصف «بانتصاراتها السابقة».

الأذى الفادح الذي تحمله معارك صورة النصر، أنها تذهب من جانب طرفيها المتحاربين بالسلاح، إلى الحدود القصوى في استخدام القوة المتاحة، وهذا ما حدث ولا يزال في غزة، وما حدث بالأمس القريب في بيروت، بين يدي الإعداد للحل السياسي؛ ذلك أن كل ما حدث على الأرض في غزة ولبنان، يظل بلا خلاصة كافية تمكّن أي طرف من رسم صورة نصر مقنع، وهذا سبب كافٍ لتفسير شراسة القتال المتبادل بين الباحثين عن الصورة.

سوف تتوقف الحرب يوماً ما وحين يبدأ العمل على توظيف نتائجها سياسياً، سيكتشف الجميع أن ما حدث كان جولة وصفها فريد الأطرش مثلما وصف حرب 67 «إن للباطل جولة» ولن تكون الخلاصات أكثر من أنها هدوء ما بين جولتين ما دام الذهاب إلى جذر الصراع لم يعمل به بعد.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق