اليوم الاربعاء 09 أكتوبر 2024م
عاجل
  • شهداء وإصابات إثر قصف طائرات الاحتلال لمركبة بالقرب من دوار بني سهيلا شرق خانيونس
شهداء وإصابات إثر قصف طائرات الاحتلال لمركبة بالقرب من دوار بني سهيلا شرق خانيونسالكوفية تطورات اليوم الـ 369 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الاحتلال يرتكب «مجزرة دامية» في قصف خيام النازحين بمخيم جبالياالكوفية إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر أمني: اعتقال إسرائيلي في لبنان رغم دخوله بصفته الصحفيةالكوفية مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني: أطلقنا 200 صاروخ في عملية الوعد الصادق ومستعدون لإطلاق آلاف منهاالكوفية الإعلام العبري: إصابة 6 أشخاص بقصف من لبنان على حيفاالكوفية مراسلنا: صفارات الإنذار تدوي في ياد مردخاي ونتيف هعسراه بغلاف غزةالكوفية قوات الاحتلال تُسلّم 16 إخطارا بوقف بناء منازل في جلبون شرق جنينالكوفية بالفيديو|| مقتل مستوطنين إثر سقوط صواريخ من لبنان باتجاه كريات شمونةالكوفية حزب الله يعلن التصدي لمحاولة قوات الاحتلال التقدم إلى ميس الجبل واستهدافها بالصواريخ وسط تواصل الاشتباكاتالكوفية جيش الاحتلال: دوي صفارات الإنذار في مناطق شمال إسرائيلالكوفية هيئة الأسرى: إشراف «بن غفير» على تعذيب الأسرى دليل على وحشية الاحتلالالكوفية «أطباء بلا حدود» تتهم سلطات الاحتلال بارتكاب مجازر شاملة في غزةالكوفية غيفارا مات...لا تشي حيالكوفية نـحـو مـغـادرة الأوهـامالكوفية مفهوم الوطن والشعب لدى مشعل: «الخسائر التكتيكية»الكوفية بعد رحيله عن ليفربول.. يورغن كلوب يتولى منصبا جديداالكوفية ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 42,010 شهداء و97,720  مصاباالكوفية "أطباء بلا حدود" تدعو لوقف قتل المدنيين العشوائي في غزةالكوفية شهداء ومصابون في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في جبالياالكوفية

غيفارا مات...لا تشي حي

14:14 - 09 أكتوبر - 2024
حسن عصفور
الكوفية:

كان له أن يكون أحد أبرز وجوه "المجتمع المخملي"، بما يملك ميزات شخصية واجتماعية، كابن لعائلة "برجوازية" ومظهرا خاصا، لكن الشاب أرنستو تشي ذهب لخيار غير الخيار، سلك طريقا هو الأصعب وأغلى كلفة، بانحيازه لغالبية مطلقة من أهل بلده، وأهل المعمورة جمعاء.

"تشي" الشاب حمل حقيبته الصغيرة، ونظر للوراء وقال سلاما لمن هم لا يشبهون الروح الساكنة به، غادر بيته ومنطقته إلى حيث يرى أنه خيار الصواب، أن يكون جنديا في جيش تحرير البشرية من ظلم لا يجب أن يستمر وعبودية لا مجال أن تكون، ومستعمرين مكانهم "جهنم الإنسانية" وليس حكما وسوطا عليها.

من الأرجنتين غادر الى جزيرة كوبا، رأس حربة كفاح ضد الإمبريالية الأمريكية، التي نجحت في استبدال استعمار الشعوب القديم بمظهر استعماري مستحدث، مستفيدة من نتائج الحرب العالمية الثانية لتفرض هيمنتها الجديدة، ذهب ليرافق الرمز الثوري الصاعد فيديل كاسترو وشقيقه راؤول، ثلاثي صنع مجدا كفاحيا في كوبا إلى أن تحررعام 1959.

في حكم الثورة، بات وزيرا للاقتصاد ورئيسا للبنك المركزي، ولكن روح التمرد هزمت "روح المناصب"، وإن كانت في حكم ثورة حلم بها، خلع سترته وحمل بندقيته مع كوكبة صغيرة من رجال كوبا الذي اختاروا طريق "تشي" نحو الكونغو في أفريقيا لقيادة فعل تحرري بلدانها من الطاغوت الاستعماري وعبودية الجهل والظلام، تاركا رسالة تبقى درسا لأجيال لن تقتلها سيادة الطغيان.

حمل بندقيته وسلك دروب التغيير الانتفاضي في الكونغو، لكنها لم تكتمل أمام التغول العسكري، فغادر مجددا إلى بلد يكمل طريق خيار الثورة التي لا تنتهي فكرا، فكانت بوليفيا الأمريكية اللاتينية، قارة بلده الأصل الأرجنتين، قاد مجموعة من "ثوار" البلد المختار في مواجهة طاغية عسكري "بارينتوس"، مثل مخلبا للمستعمرين الجدد في الولايات المتحدة.

قاتل "تشي" في غابات بوليفيا مع مجموعة صغيرة اعتقد أنها ستكون راس حربة نحو التمرد، وإشعال ثورة ضد الطاغية، لكنها لم تصل إلى نهايتها كما "كوبا" جزيرة الأحرار الجديدة.

توقفت "المغامرة المجنونة" يوم 8 أكتوبر 1967، عندما تمكن أمن النظام الديكتاتوري من الوصول إلى مكانه في أحد غابات بوليفيا، وسجل أحد من اعتقله مشهدا سيبقى صورة حية للثائر، خلال نقله بطائرة من موقع الاعتقال "كان جريئا حد التهور، بصق في وجه أدميرال حضر لاستجوابه، وضرب ضابطا حاول انتزاع الغليون منه".

أصدر الرئيس البوليفي "بارينتس" الذي سيبقى اسمه في سجل السواد الإنساني أمرا بإعدام "تشي" يوم 9 أكتوبر 1967..فتطوع عميلا للمخابرات المركزية الأمريكية من بين جنود جيش المنبوذ لانتقام خاص من الشخصية التي زلزلت "نظم جبانة"، قرر أن يكون الانتقام بما يعكس حقدا فريدا لجسد تمرد على كل ما هو تقليدي، فكان موته أيضا مثيلا لخياره غير التقليدي..

 وقبل أن يطلقوا رصاص الموت صرخ به: "أعلم، لقد أتيت لقتلي..أطلق النار.. افعلها.. اطلق علي النار أيها الجبان".. في يوم 9 أكتوبر 1967 كانت تلك هي أخر صرخات الحياة لمن اختار خلودا من طرز خاص.

وستبقى رسالته التي كتبها لرفاق دربه فيديل وراؤول ووالديه تكثف حقيقة الخيار الذي لا يشبه غيره من الخيارات: "أعتقد أن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد أمام الشعوب التي تناضل من أجل تحررها، وأنا ثابت على آرائي، كثير من الناس يدعونني بالمغامر، وهذا صحيح، لكني مجرد نوع خاص من المغامرين، من تلك السلالة التي تخاطر بجلدتها من أجل إثبات أنها على حق".

"غيفارا" مات..الحقيقة الجسدية نعم..غيفارا مات حقيقة الخيار لم تمت ولن تموت..تشي باق في خيار شعوب لا خيار لها سوى أن تواصل طريق المغامرة الثورية، وإن كان بحسابات غير "مجنونة"..

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق