الكوفية:القاهرة: واصلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مخططاتها الاستيطانية التي تعبر عن "العقلية التوسعية"، والتي تحملها أيدلوجية دولة الاحتلال منذ نشأة كيان الاحتلال، وهذا ما شهده مؤخرا تجمع حمصا الفوقا البدوي بالأغوار الشمالية.
ويأتي الإعلان عن هذه المشاريع الاستيطانية الجديدة ومع بداية العام الجديد في الضفة والأغوار، تزامنا مع التغيير في الإدارة الامريكية الجديدة وتولي بايدن رئاسة البيت الأبيض، حيث بدأت حكومة الاحتلال عمليا إقامة مئات البؤر الاستيطانية بمختلف مناطق الضفة، ومنها عمليات التهجير القسري في الأغوار الشمالية وتحديدا تجمع "حمصا الفوقا"
مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، أكد أن الاحتلال يسير وفق خطة "ألون" والتي طرحت عام 1970 ثم ضمت لخطة ترامب.
وأضاف خلال استضافته ببرنامج "بصراحة" على فضائية "الكوفية" مساء الاربعاء، إن منطقة الأغوار تمثل نحو 67% من الضفة الغربية، وتمتد من منطقة بردلة كردلة من الشمال حتى الجنوب في منطقة عين الجدي.
وأشار إلى أن الاحتلال سعى لتنفيذ العديد من المشاريع الاستيطانية في هذه المنطقة لأنه على قناعة أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون بين فكي كماشة يحدها من الناحية الشرقية الجدار، ومن الناحية الغربية الأغوار.
وأكد أن ما يجري اليوم من عملية تهجير للبدو ليس وليد اللحظة، فالاحتلال لا يعترف بهذه القرى والبلدات.
وشدد على أن هذه المنطقة هي سلة الغذاء الفلسطيني واستغلال الاحتلال لهذه المناطق كمحميات طبيعية أو مناطق عسكرية مغلقة أو تدريبات، ما هي إلا حجج من أجل الوصول للأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية، لأنه يعتبرها الحد الشرقي له مع الأردن، ويخشى أن تتحول هذه المنطقة لغزة جديدة وما يتبعها من زيادة الأنفاق ودخول أشخاص غير مرغوب فيهم.
من جانبه أكد الخبير في شؤون الاستيطان، وليد أبو محسن، أن الاحتلال يرتكب جريمة تطهير عرقي ضد الفلسطينيين، في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية.
وأوضح أن تدمير خربة حمصة يأتي ضمن مشروع الضم الذي أعلن عنه وزير حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث يسعى إلى ضم مساحات شاسعة من الأغوار التي تبلغ مساحتها حوالي 1500 كم، أي ربع مساحة أراضي عام 1967.
وذكر أبو محسن، أنه لا يوجد بالأغوار إلا تجمعين كبيرين، وبعض التجمعات الصغيرة، وعدد السكان في الأغوار وطوباس وأريحا لم يتجاوز 100 ألف فلسطيني، لافتا إلى وجود 35 مستعمرة إسرائيلية عسكرية فيها.
وأكد أن الاحتلال خطط للسيطرة على منطقة الأغوار منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، حيث تهدف حكومة الاحتلال إلى تنفيذ مشروع استراتيجي للمستوطنين، للثبات والسيطرة على الأراضي الفلسطينية.
وأشار أبو محسن إلى أن خربة حمصة لم تكن الحالة الأولى التي يدمرها الاحتلال، حيث تم تهجير منطقة يرزا والساكوت والمالح وكردلة وغيرها، وقبل يومين تم هدم كل شبكات الطرق لخربة كردلة والخدمات من مياه وكهرباء وغيرها وتم تدميرها بالكامل.
وشدد على أن حكومة الاحتلال تنفذ مجموعة من الانتهاكات الإسرائيلية بحق منطقة الأغوار الشمالية ومواطنيها، من أجل تهجيرهم وتنفيذ مخطط الضم.
وأضاف، "الاحتلال يرتكب سياسة ممنهجة تجاه الأغوار الشمالية للتهجير والقتل والدمار، ويسيطر عليها أمنيا حيث لا يوجد بها تجمعات سكانية كبيرة".
وقال أبو محسن، أن الاحتلال هدم 11 بيتا و29 منشأة من بركسات وخيم وبراكيات في خربة حمصة الفوقا، مشيرا إلى أنه تم اليوم بناء جزءا كبيرا من البيوت في الخربة، وبقي أهلها صامدين في هذه الأرض.
ولفت إلى أنه من بعد اتفاقية أوسلو، يوجد أكثر من 200 مستعمرة استيطانية وأكثر من 700 ألف مستوطن في القدس والضفة الغربية، ضمن المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين وتنفيذ مخطط الضم.