غزة: في مثل هذا اليوم قبل 12 عاما، شهد قطاع غزة عدوانا مفاجئا خلّف ما يقارب 1.5 ألف شهيد و5 آلاف جريح، وتعمد الاحتلال الإسرائيلي في هذا العدوان استهداف المنشآت الاقتصادية بهدف تقويض الاقتصاد الوطني ككل، وجعله تابعا للسوق الإسرائيلية وقدرت تلك الخسائر بما يزيد على مليار دولار.
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. مخيمر أبو سعدة، إنه مما لا شك فيه أن العدوان الإسرائيلي على غزة سواء في 2008 أو 2012 أو 2014، بالإضافة إلى استمرار القصف الموسمي على القطاع، يكشف محاولات الاحتلال لإبقاء مليوني فلسطيني في القطاع رهائن لدى الاحتلال.
وأضاف، خلال لقائه مع الإعلامية جومانة حمودة ببرنامج "حوار الليلة" على قناة "الكوفية"، أن الحصار المستمر والدائم للقطاع لا يستهدف مواقع المقاومة بقدر ما يستهدف المدنيين في غزة، ونستطيع القول إن ما تروجه إسرائيل من أن العدوان يستهدف المقاومة بشكل عام وحركة حماس على وجه الخصوص هو محض كذب، لكن الحقيقة أنه استهداف منظم للمدنيين العزل.
وتابع، إسرائيل لا تسمح سوى بدخول القليل من المواد التي تُبقي المواطنين على قيد الحياة في غزة، لدرجة أنها كانت تحسب عدد السعرات الحرارية مضروبا في عدد السكان وهو ما يسمى بـ"سياسة التنقيط" التي تعمل على إبقاء المواطنين تحت سيطرة الاحتلال مع الحفاظ على حياتهم، ولا يزال الاحتلال هو المتحكم الرئيسي في حياة مليوني غزي.
وأضاف، من خلال العدوان المستمر على القطاع، نجحت إسرائيل في تطويع المقاومة الفلسطينية لصالحها، وراحت تحملها المسؤولية عن كل ما يلحق بغزة من أضرار، حتى أصبحنا رهن معادلة جديدة "الهدوء مقابل الهدوء"، وكلما انطلق بالون أو صاروخ يرد الاحتلال بقصف عشوائي يصيب المدنيين والبنية التحتية، لكننا لا ننكر أن المقاومة بدورها أرست معادلة أخرى للردع، مفادها أن أي عدوان إسرائيلي يتبعه رد فعل، لكن تلك المعادلات العسكرية لا تنهي هموم الناس ولا تعالج مآسيهم.