قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح د. عبد الحكيم عوض، إن الاحتلال يدرك تمامًا أن مستقبله في خطر ما دام هناك طفل فلسطيني واحد ينبض قلبه بالوطنية والتمسك بأرضه.
وأضاف، خلال لقائه مع برنامج "بصراحة" الذي يقدمه الإعلامي محمد سليمان على قناة "الكوفية"، أن معنى قولنا إن الاستيطان لن يتوقف، ليس دعوة لليأس، لكن سياسة الاستعمار الصهيوني تتركز على التمدد الاستيطاني وقضم الارض الفلسطينية، إذ أن إسرائيل تسعى للسيطرة على المتبقي من أراضي الضفة الغربية وتحويل مدينة القدس المحتلة إلى القدس الكبرى وبأاغلبية يهودية،
وتابع، أن الاحتلال قد يتوقف عن التمدد الاستيطاني عندما يكون هناك موقف فلسطيني موحد واستراتيجية كفاح قادرة على ردع الاحتلال، لكن هذا ليس قائما للأسف.
وقال عوض، إن الاحتلال يشعر بالاستقرار والامن والطمأنينة طالما ليس هناك فعل فلسطيني كفاحي مقاوم،
ودعا عوض القيادة السياسية الفلسطينية إلى التوقف عن ممارسة "البهلوانية السياسية"، مضيفًا أننا قلنا في تيار الإصلاح الديمقراطي أن التطبيع مع الاحتلال غير مقبول، لكن الحادث أن السلطة الفلسطينية تعاملت مع اتفاقيات التطبيع الأخيرة بشكل انتقائي " تطبيع حلو وتطبيع مر" ، فلم يكن موقف السلطة مع المغرب مثل موقفها مع الإمارات مثلًا، وهو ما يمثل نوعًا من "البهلوانية السياسية" التي تصر سلطة الرئيس عباس على ممارستها، والأمر كذلك صمت سلطة أبو مازن على كل التصرفات القطرية والتدخل السافر في الشأن الفلسطيني في الوقت الذي تتخذ فيه موقفًا مغايرًا من دول وقادة عرب آخرين.
وأكد عوض، أن المخيمات الفلسطينية تمثل "خزان الغضب" ومصنع الرجال وقوة الردع التي تستطيع مواجهة الاحتلال، وأن إهانة أبناء شعبنا في المخيمات هو نوع آخر من "البهلوانية السياسية"، وإن كنا ضد الانفلات الأمني فإننا أيضًا ضد استهداف الخصوم السياسيين وتكميم الافواه
وحمّل د. عوض، كل الأطراف الفلسطينية مسؤولية تعطل ملف المصالحة، إذ أن لكل طرف مشروعه الخاص وأجنداته ويبقى المواطن الفلسطيني في النهاية ضحية لمحاولات "المماحكة السياسية"، وستبقى هذه الحالة مستمرة لوقتٍ طويل طالما لم تقدم كل الأطراف تنازلات لصالح الشعب والقضية، وأضاف: يجب على كل الفصائل الفلسطينية التمسك بمبادرات إنجاز المصالحة سواءً بالبيانات أو الحراك او الضغط من خلال التحركات الميدانية كالسلاسل البشرية والتظاهرات او الفعاليات التي تعبر عن الحاجة لإحراز تقدم في هذا الملف.
وقال عوض، إن الوضع الحالي يشير إلى رؤية أكثر سوادًا وكأننا على وشك "طلاق سياسي" بين جناحي الوطن،
وعن المشهد السياسي في دولة الاحتلال قال عوض: أنه ربما بعد الأزمة الحالية في حكومة الاحتلال المتمثلة في انشقاق جدعون ساعر، قد يتوجه غانتس إلى اليسار، ليبدو –ظاهريًا - وكأنه يتساهل، كنوع من خطب ود اليسار، ليبلور معسكرًا من الوسط واليسار في مواجهة المعسكر اليميني الجديد الذي يؤسسه ساعر.