غزة - عمرو طبش: داخل منزلها المسقوف بألواح الاسبستوس، تقف أمام المرآة تتأمل منظرها الذي أصبح مختلفاً عن باقي أقرانها من الأطفال، تحاول أن تسرح قليلاً علها تعود إلى سنوات ليست ببعيدة عندما كان لها شعر.
الطفلة هديل البلعاوي، تبلغ من العمر "١٢عاما"، تقطن بمخيم الشاطئ للاجئين، أصيبت قبل سنوات بمرض الثعلبة، سنوات من العلاج مرت وفي كل عام يتساقط شعرها أكثر فأكثر نتيجة الأدوية التي كانت تتناولها لمحاربة ذلك المرض.
تحكي البلعاوي، معاناتها مع مرض الثعلبة لـ"الكوفية" وهي تفترش الأرض، فتقول على الرغم من إصابتها بهذا المرض في رأسها منذ سبع سنوات، إلا أن شعرها لا يزال موجوداً، ولكن قبل سنتين تدهورت حالتها الصحية بعد تناولها عدة أدوية وصفها أحد الأطباء، أدت إلى تساقط شعرها بالكامل في منطقة الرأس والحواجب والرموش.
وأوضحت البلعاوي، وهي سارحة بالمشط، أنه خلال إصابتها بالمرض، كان أهل الخير يتكفلون بمصاريف علاجها، ولكن بعدما أصبحت حالتها سيئة توقف كل شيء عنها، مضيفةً أنها تفاجأت بعد استيقاظها مبكراً في أحد الأيام بتساقط شعرها، الذي كان خلال تعاطيها لأقراص العلاج، ووصفتها "بصدمة العمر".
تقول البلعاوي، "شعرت بالحزن عندما رأيت شكلي بلا شعر أو حتى حواجب أو رموش، أتحسر على شكلي عندما أشاهد الأطفال بشعر كوني مختلفة عنهم".
وأوضحت، أنها دائما ما تأتي بدميتها "العروسة" وتقوم بتمشيطها، هذا الشي يجعلني أنسى ألمي ومعاناتي، ولكن أشعر بالحزن، أحلم بأن يكون لدي شعر كما باقي الأطفال، وأمارس حياتي في الشارع كأي طفلة بشكل طبيعي"، وعلى غير بعيد من الطفلة هديل يجلس والدها، يوضح أن ابنته تدخل في معاناة مؤلمة بشكل يومي نظراً لأنها ليس لديها شعر كباقي شقيقاتها، خاصةً أنها لا تستطيع تمشيط شعرها مثلهم، فتقوم باصطحاب دميتها إلى جانبها حتى تمشط شعرها، كي تحاول أن تنسى ما حصل لها، ولكن لا زالت معاناتها مستمرة.
وتابع والدها، أنه يتألم من داخله عندما ينظر إلى فلذة كبده، ويكون عاجز على علاجها، متمنياً أن يعود شعرها كما كان حتى تنتهي معاناتها وتستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي كباقي الأطفال.
وأوضح، أن علاج ابنته متوفر في قطاع غزة، ولكنه لا يستطيع توفير تكلفته بسبب ظروفه الاقتصادية خاصةً أنه متوقف عن العمل منذ ١٤ عاماً، ويتعيش كل أربعة شهور على شيك الشؤون الاجتماعية.
ونوه البلعاوي إلى أنه يعيش هو وأسرته المكونة من ٨ أفراد في غرفة واحدة متهالكة، لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، وناشد أهل الخير أن ينظروا إلى حالة ابنته بعين الرحمة والشفقة، وتقديم المساعدة اللازمة لها، كي تُعالَج من مرضها التي تعاني منه يومياً، وتستطيع بممارسة حياتها بشكل طبيعي كباقي الأطفال.