استغل جيش المستعمرة الإسرائيلية، انكفاء الجيش السوري وبعثرته وهروب قياداته، فأعلن وزير دفاع المستعمرة إسرائيل كاتس أن جيش الاحتلال سيبقى في قمة جبل الشيخ، نظراً لأهميته الأمنية، انعكاساً لسياسة التوسع الإسرائيلية في بلع المزيد من أراضي الجولان السوري، مستفيدين من حالة الإلهاء الداخلية التي تجتاح الشعب السوري، وغياب أي اهتمام لدى المعارضة سواء المسلحة منها أو المدنية، بترتيب أوضاعها الداخلية، وكأن الجولان غير محتل، أو لا يعنيهم، أو أنهم سلموا وصمتوا على احتلاله، خاصة أن الرئيس الأميركي ترامب سبق له واعترف أن الجولان جزء من خارطة المستعمرة وهو الرئيس المقبل، وعليهم أن يدفعوا ثمن رضاه عنهم وقبوله لهم.
لهذا، دعا رئيس المعارضة العسكرية أحمد الشرع الشعب السوري لمواصلة الاحتفال بانتصار الثورة، بدلاً من أن يحثهم على مظاهرات الاحتجاج على ما تفعله المستعمرة من إجراءات التوسع وسياسات البلع للجولان على حساب وطن السوريين وكرامتهم.
ما يجري في فلسطين، وما جرى في لبنان، وما يجري للجولان، لا شأن للقيادة "الثورية" السورية بها، أو أن اهتمامها ينصب على كيفية تحقيقها لإجراءات تسليم واستلام السلطة في دمشق، وأي حدث آخر لا يعنيها، وهذا يتم بوضوح بالغ، مع أن ما تفعله المستعمرة من جرائم بحق الفلسطينيين وما فعلته بشأن لبنان، واليوم بشأن سوريا في الجولان، يدفع أوساطاً من داخل المجتمع الإسرائيلي لإظهار الامتعاض مما تفعله حكومة نتنياهو ومؤسساتها العسكرية والأمنية.
وزير الدفاع، ورئيس أركان جيش المستعمرة الأسبق موشيه يعالون قال: "ان إسرائيل يتم جرها من قبل قيادتها على مسار التطهير العرقي، وسيؤدي ذلك إلى تدميرها".
وعما تفعله المستعمرة في شمال قطاع غزة قال: "لا يوجد في بيت لاهيا، ولا يوجد في بيت حانون وهم يعملون حالياً في جباليا، ويقومون في الأساس بتطهير المنطقة من العرب".
موشيه يعالون يحتج على سياسة المستعمرة وما تفعله من جرائم، والقيادة السورية المستجدة، لا ترى ولا تسمع، وكأن شيئاً من هذا لا يعنيها، لا يحركها، لأنها تُعطي الأولوية للاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
سياسات المستعمرة، على همجيتها وتطرفها وعنصريتها، تصنع الفهم والكشف على حقيقتها كمشروع استعماري توسعي عنصري إحلالي، ويظهر هذا جلياً في المؤتمرات والمؤسسات الدولية: محكمة الجنايات، محكمة العدل، اليونسكو، لجان حقوق الإنسان، الجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرها من مؤسسات برلمانية وحزبية، ومؤسسات مجتمع مدني، أنها تسير نحو الانحطاط والتراجع والانحسار الدولي، متوهمة أن قدرتها وتفوقها العسكري وضرباتها الموجعة لفلسطين ولبنان وسوريا وتهديداتها للعراق واليمن، سيحميها من الخذلان والعري، كما حصل لجنوب أفريقيا وغيرها من الدول التي هزمتها الشعوب والتاريخ.