متابعات: قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، التي أسفرت عن استشهاد ما يقارب 45,000 فلسطيني وفلسطينية على مدار 14 شهراً، هو تجسيد صارخ للحسابات السياسية الداخلية التي تخدم مصالح الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال. وأضاف دلياني أن هذا التدمير الابادي الممنهج لغزة لا يعكس إلا أجندة سياسية اسرائيلية هدفها هو الحفاظ على السلطة السياسية لبنيامين نتنياهو، عبر إراقة دماء الأبرياء وتدمير أسس وجود شعب بأسره.
وأوضح دلياني أن نتنياهو وحلفاءه في الائتلاف الحاكم يستغلون معاناة ودماء أهل غزة كوسيلة لترسيخ قبضتهم على السلطة، مؤكداً أن هذه الوحشية الاسرائيلية هي نتاج طموحات سياسية موجهة نحو تحقيق مكاسب للائتلاف الفاشي الحاكم على حساب أمن المنطقة بأسرها واستقرارها. وأشار إلى أن هذا الإرهاب الإسرائيلي هو نتاج سياسة معتمدة تُعبّر عن رؤية أيديولوجية مبنية على تمزيق النسيج الوطني الفلسطيني، وإفراغه من محتواه التاريخي والإنساني.
وأكد دلياني أن هذه الحملة الإسرائيلية لتدمير غزة تتجاوز جغرافية القطاع المنكوب، حيث بدأت تبرز تآكلات داخلية حادة في دولة الاحتلال نفسها. فقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي أن 45% من المواطنين اليهود في دولة الاحتلال يطالبون بوقف الابادة الجماعية في غزة، في حين أن 43% يؤيدون استمرارية المجازر بحق أطفالنا في القطاع، ما يعكس انقساماً حاداً في الرأي العام الإسرائيلي. كما أظهرت البيانات انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الإسرائيليين اليهود الذين يؤمنون بمفهوم الهوية "الوطنية" المشتركة، حيث تراجعت النسبة إلى 26% فقط مقارنة بـ 44% قبل عدة أشهر، ما يعكس تصدعاً متزايداً داخل المجتمع الإسرائيلي.
وأشار دلياني إلى ازدياد حالات الرفض من الجنود والاحتياطيين الإسرائيليين للاستمرار في المشاركة في حرب الابادة الجماعية في غزة، حيث أكدت التقارير أن نحو 25% من جنود الاحتياط قد رفضوا استئناف خدمتهم، مما يعكس تنامي الرفض للمشاركة في تنفيذ الأوامر الإسرائيلية الابادية التي تهدف إلى خدمة أجندات سياسية تُحركها مصالح الائتلاف الحاكم.
وختم دلياني تصريحه بالتأكيد على أن استمرار حرب الإبادة في غزة يشكل سابقة خطيرة تهدد استقرار الأمن العالمي. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بجدية لإيقاف هذه المجزرة التي تستهدف شعباً بأسره، مؤكداً أن حرب الابادة هذه، بكل مآسيها الإنسانية، ليست إلا وسيلة لتعزيز طموحات نتنياهو وحلفائه على حساب دماء أطفال غزة الأبرياء.