اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024م
طائرات الاحتلال تشن غارة وسط قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيليةالكوفية ارتفاع عدد الشهداء إلى 10 بينهم طفلة جراء قصف الاحتلال منزلا بحي الدرج وسط مدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة حوسان غرب بيت لحمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة طوباسالكوفية جيش الاحتلال يضع 3 روبوتات متفجرة في محيط مستشفى كمال عدوان شمال غزةالكوفية طائرات الاحتلال المسيّرة تطلق أكثر من 10 قنابل حتى الآن على مستشفى كمال عدوان شمال غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة جبع جنوب جنينالكوفية ارتفاع عدد الشهداء إلى 8 بينهم طفلة جراء قصف الاحتلال منزلا بحي الدرج وسط مدينة غزةالكوفية 5 شهداء بينهم طفلة جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً بمحيط موقف جباليا في حي الدرج وسط مدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة دير سامت غرب دورا جنوب الخليلالكوفية استشهاد طفلة جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في حي الدرج شرقي مدينة غزةالكوفية مصادر سورية: الطائرات الإسرائيلية تشن غارات على مدينة حمصالكوفية حريق في الطابق الـ3 بمستشفى كمال عدوان بعد إلقاء طائرات الاحتلال المسيرة قنابل على المستشفىالكوفية تطورات اليوم الـ 438 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية وصول مصابين إلى مستشفى المعمداني جراء قصف الاحتلال منزلا بحي الدرج وسط مدينة غزةالكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلاً في محيط موقف جباليا بحي الدرج وسط مدينة غزةالكوفية الجيش الأمريكي يعلن شن غارات على العاصمة اليمنية صنعاءالكوفية فيديو | 10 شهداء بينهم طفلة جراء قصف الاحتلال منزلا وسط مدينة غزةالكوفية قوات خاصة إسرائيلية تقتحم مدينة طوباسالكوفية

حين يتوقف الحزب عن القتال!

12:12 - 29 نوفمبر - 2024
أكرم عطا الله
الكوفية:

لا يمكن القول، إن «حزب الله» خذل «حماس»، فهو يكاد الوحيد الذي وقف معها واندفع لمعركتها بلا حساب رغم فداحة الخسارة ... لكن للسياسة حساباتها وللسلاح موازينه ولمصالح الأوطان تفاصيل حسبة دقيقة لا تليق بها العواطف والانفعالات، فقد قدم الحزب مثالاً لأخلاق الفرسان في زمن معشّب بالاصفرار باتت فيه الأخلاق تهمة وباتت هزيمتها مدعاة للفرح.
في ظروف بالغة التعقيد لم يختر الحزب معركته التي باغتته بها حركة حماس كما قال أيقونة المحور السيد حسن نصر الله في أول خطاب له بعد الحرب بل فرضتها عليه وسط بيئة لبنانية وعربية ودولية ليست صديقة، وفي ذروة استعدادات المحور لمعركة أكبر، قامت حركة حماس فرع قطاع غزة بعملية مستعجلة أفسدت فيها كل شيء وغامرت بالأصول الإستراتيجية لكل الأصدقاء، ولم يكن من المنطقي أن ينجر الجميع بلا حساب ولم يكن من المنطقي أن يذهب فيها الحزب للانتحار.
اختار «حزب الله» أن يعود للدولة اللبنانية وتقاطعات مصالحها وحساباتها التي تقاس بدقة فليس وحده المسؤول عن الشعب اللبناني حتى يقرر مصيره ويأخذه حيث يريد كرمى لمغامرات الفلسطينيين غير المحسوبة، ولعل الفلسطينيين وخاصة حركة حماس يتعلمون من هذا الدرس بأن الشعوب أمانة ومسؤولية لا يجدر المغامرة بها وأن معادلات السياسة وحسابات السلاح تحتاج إلى حسبة شديدة الذكاء ولا تحتمل الفهلوة وبساطة السياسة.
على الجانب الآخر، في إسرائيل التي يقودها رجل شديد الدهاء، استطاع أن يخدع الجميع، لم تكن حساباته أن يتوقف قبل أن يشعل معركة إقليمية يدمر فيها طهران، فالفرصة التي وفرها السابع من أكتوبر فتحت شهية إسرائيل لمعركة تقضي فيها على كل التهديدات المحيطة بها مستغلة كل هذا الدعم والتضامن الرسمي الغربي، فلم يكن من المتوقع أن تتوقف، لكن هناك كثير من العوامل التي أجبرت نتنياهو على إقناع شركاء التطرف بالموافقة على الاتفاق منها إدراكه بأن وقف الحرب على لبنان يشكل قاسما مشتركا للحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن بالإضافة ليأسه من إعادة سكان البلدات الشمالية بالعمل المسلح.
تمكنت إسرائيل من دخول بلدات الخط الأول في الجنوب اللبناني في المرحلة الأولى أما المرحلة الثانية فكان عليها اقتحام مائتي بلدة لبنانية، كلفتها على الجيش المنهك ستكون عالية، ولكن السؤال الذي طرحه كبار الكتاب في إسرائيل: وماذا بعد أن نقتحم مائتي قرية ونخسر ما نخسره من الجيش؟ هل سيتوقف «حزب الله» عن إرسال الصواريخ والطائرات المُسيرة من باقي المناطق اللبنانية البعيدة؟ سيستمر بالإطلاق ولن يعود سكان تلك المناطق وبالتالي فإن الاعتقاد بعودتهم بالقوة العسكرية بدا مسألة مستحيلة  ستكشف عجز الحكومة والجيش ويسجلان أكبر إخفاق في تاريخهما بعد إخفاق السابع من أكتوبر.
لم يكن نتنياهو يمرر الأمر دون أن يستثمر حتى في إخفاقاته فقد تمكن من بيع الاتفاق للأميركيين المصابين بهاجس توسيع الحرب للإفراج عن أسلحة معلقة وامتصاص غضب الديمقراطيين المهزومين بعد أن ساهم في هزيمتهم كأنه قد كفل عدم اتخاذ إجراء ضد إسرائيل توقعته الأوساط الإسرائيلية، وتمكن أيضاً من بيع الأمر للفرنسيين مقابل حمايته من المحكمة الجنائية وعدم اعتقاله.
المثير في الأمر أن يمر الاتفاق الذي اعتبره شركاء نتنياهو في فلتة لسان عابرة أنه اتفاق لا يكمل المهمة لإنهاء تهديد الحزب. كيف تمكن نتنياهو من تمريره دون معارضة؟ وكيف خضع سموتريتش وبن غفير كالخراف؟ هذا يعني أن تلك المعارضة التي يقومان بها ضد أي وقف لإطلاق النار في غزة هي واحدة من ألاعيب نتنياهو التي يستخدم فيها الشركاء ويحركهم كما يريد.
صحيح أن لبنان لا يشبه غزة وإذا كانت مشكلة اسرائيل مع «حزب الله» هي مشكلة أمنية عسكرية فإن المشكلة مع غزة هي مشكلة سياسية ديمغرافية وجودية استراتيجية باتت إسرائيل تجد في هذه الحرب فرصة لإعادة هندسة القطاع والسيطرة عليه بل والسيطرة على الملف الفلسطيني ككل وإنهاء الصراع مع الفلسطينيين بما ينسجم مع الرغبة الإسرائيلية بتوجيه الضربة الأكبر للقضية الفلسطينية والتي باتت معلنة من قبل حكومة يمينية تحتفل بفوز ترامب للانقضاض على الفلسطينيين وإنهاء تطلعاتهم الوطنية.
لقد كرر نتنياهو في حربه ضد غزة نموذجي ألمانيا واليابان، وها هو يعيد الجيش من لبنان لاستكمال المهمة في غزة، وفي تلك الدولتين استخدمت الولايات المتحدة كل قوتها وسحقت الشعبين وأشرفت على التحكم بكل شيء هناك، هذا هو واقع التاريخ الذي لم تفهمه حركة حماس وهي تطلق صافرة الإنذار لمعركة دون استشارة الحلفاء الذين لا يريدون توريط بلدانهم من أجل ضربة لمستوطنات الغلاف.
لم يستطع نتنياهو إعادة سكان الشمال بالقوة لأن الأمر يتطلب احتلال لبنان كله وإسرائيل ليست مؤهلة لذلك كما قال البروفيسور «آفي برئيل»، وبالمقابل لم يستطع «حزب الله» الحفاظ على وحدة الساحات التي تشظت مع حجم الضربات والحرص على العواصم لنصحو على حقيقة السياسة والقتال وتلك نقطة يجب أن يبدأ الفلسطينيون منها لإعادة فك وتركيب معادلتهم السياسية قبل أن يجرفهم السيل.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق