غزة: داخل ورشة متواضعة، تتحدى الفلسطينية أسماء أبو طير البالغة 34 عامًا إعاقتها من خلال ممارسة عملها في التصميم والخياطة، في خانيونس جنوبي القطاع.
أُصيبت أبو طير في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م، وفقدت على إثره ساقها اليسرى، وتهشمت ساقها اليمنى، ولحقت بها أضرار بالغة في الأعصاب والأوتار.
تقول أبو طير "افتتحت مشروعي قبل عدة سنوات، لتصميم الملابس النسائية وملابس الأطفال والزي المدرسي، لممارسة هوايتي وتوفير مصدر رزق للعائلة".
وأوضحت أن عودتها لممارسة حياتها بشكل طبيعي بعد بتر ساقها، كلفها العديد من الوقت والجهد المعنوي والمادي، مشيرةً إلى أنها خضعت عدة سنوات للعلاج، وبعد تركيب طرف صناعي لها اتخذت خطوة افتتاح مشروع خاص بها.
وتضيف أبو طير، "بعد تركيب الطرف الصناعي، لجأت للبحث عن مهنة توفر مصدر رزق للعائلة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، وعدم حصول زوجي على فرصة عمل".
وتتابع، "بعد إصابتي وفقدان ساقي اليسرى، أصبحت أمامي العديد من التحديات لتوفير مصدر الدخل".
وتشير أبو طير إلى أنها اختارت مجال التصميم والخياطة لتتبع شغفها، ولاعتبارها مهنة لم تجعل من الإصابة عائقاً للاستمرار بممارستها.
وتردف، "أطلقت على مشروعي اسم الفراشة، تعبيراً على خفة حركة الهمم، وأنهم قادرين على الإنجاز والاندماج في المجتمع، بعيداً عن نظرات الشفقة من المحيطين بهم".
وتذكر أبو طير، أنها تحتاج إلى تكاليف علاجية عالية، إلى جانب إعالتها لعائلتها المكونة من أربعة أفراد، ما دفعها لتخطي التحديات التي تحاصرها من جميع الاتجاهات.
وتتطرق إلى أهم التحديات التي تواجهها في عملها، وهي عدم قدرتها على الدمج بين عملها في التصميم والخياطة، والأعمال المنزلية، حيث تحتاج إلى مجهود بدني كبير وشاق في بعض الأحيان، إلى جانب صعوبة التنقل على الكرسي المتحرك الذي يتعطل كثيراً وتتم صيانته باستمرار.
وتكمل، "بعد إصابتي أدركت صعوبة الحصول على فرصة عمل لذوي الهمم، وسأعمل باجتهاد على توسيع مشروعي الخاص، لتشغيل أكبر عدد ممكن من هذه الفئة التي تعاني من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبطالة".
وتسعى أبو طير إلى توسيع مشروعها في التصميم والخياطة، لزيادة الدخل المادي في ظل ارتفاع الأسعار بشكل عام في قطاع غزة.