رفح: مجزرة مروعة شهدها مخيم الشعوت غرب مدينة رفح، في مساء يوم السادس من أغسطس الماضي، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال.
طائرات الاحتلال الحربية أطلقت خمسة صواريخ بصورة مباغتة على منزلين تعود ملكيتهما لعائلتي المدلل وحسونة فدمرت المنطقة بالكامل.
وبعد ساعات طويلة واصلت طواقم الدفاع المدني، عملية انتشال المصابين والشهداء، الذين كان من بينهم استشهاد قائد اللواء الجنوبي في سرايا القدس الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي خالد منصور.
قصف غادر
يقول الحاج فؤاد المدلل مالك المنزل المستهدف، إن "أهالي المنطقة كانوا في تلك الليلة في غفلة تماما ولم يتوقعوا أن يحدث أي هجوم غادر، حتى جرى قصف المنزل خلال أداء صلاة العشاء وكان قصفا شديدا هز أركان المسجد ومنازل المنطقة، حتى تساقطت على رؤوس أصحابها".
وتابع في تصريحات خاصة لقناة "الكوفية"، "لم أتوقع يوما أن يقصف الاحتلال منزلي الذي أفنيت حياتي من أجل تشييده، وها هو اليوم مدمرا ككومة تراب"، مضيفا، "بعد الانتهاء من أداء فرض صلاة العشاء، وإذ بقصف عنيف هز أرجاء المسجد، بل توقعنا بسقوط سقف المسجد على رؤوسنا، فهرب من المصلين من داخل المسجد".
دمار هائل
وواصل المدلل حديثه، "خلال عودتي للمنزل لم أكن أتوقع أن يكون منزلي هو المستهدف، وحين وصولي صعقت من هول الدمار، وأبلغوني بأن زوجتي وابنتي وعدد من أحفادي قد اصيبوا جراء القصف، مع العلم أن زوجتي مصابة بجلطة دماغية ولا تسطيع المشي إلا بصعوبة بالغة".
وأوضح المدلل، "عدت من المستشفى الأوروبي في تمام الساعة الثالثة فجرا، وتفاجئت أن طواقم الدفاع الندني لا تزال تواصل أعمال البحث عن مفقودين"، مشيرا إلى أن "العدو يدرك تماما أن هذا الحي مكتظا بالسكان، ولكنه ابى إلا أن يرتكت هذه المجزرة المروعة".
وبين أن "الشهداء الذين تم انتشالهم من داخل المنزل لهم في قلوب الأهالي محبة كبيرة، ومعروف عنهم بكل صدق أنهم يدافعون عن كرامة الأمة، وكان الجميع في حالة حزن شديد بما أصابهم".
مجزرة مروعة
بدوره، قال أحد سكان المنطقة المستهدفة وأحد شهود العيان على ما حدث، إنه "لم يتوقع أحدا أن يحدث ما جرى، حيث أغارت طائرات الاحتلال في تمام الساعة التاسعة مساء على مخيم الشعوت، ما أدى إلى وقوع مجزرة مروعة في المكان".
وأضاف شاهد العيان في تصريحات خاصة لقناة "الكوفية"، "أطلقت طائرات الاحتلال أول صاروخ على المنزل المستهدف خلال مروري بجانبه، فأخدت في الجري تجاه منزلي وحينها توالت الصواريخ على المنطقة".
وتابع، "وصلت منزلي فرأيته مدمرا بشكل كبير، وتسلقت للطوابق العلوية فوجدت زوجتي ونجلي مدرجين بالدماء، ونجحت بعد عناء طويل من إخراجهم خارج المنزل المدمر ونقلهم إلى المستشفى".
وبين أن "المنطقة التي تم استهدفها لا يتجاوز عرض شوارعها النصف متر، ولا تكاد تتسع لمرور شخصين في آن واحد، وهو ما زاد من صعوبة عملية انتشال المصابين وجثامين الشهداء".
وأشار إلى أن "أهالي المنطقة ساعدوا طواقم الدفاع المدني في فتح ثغرة في المنزل المدمر، وسمحوا للطواقم بهدم 3 منازل، للمساعدة في عمليات انتشال بعض الشهداء والجرحى وكان غالبيتهم من المدنيين الأبرياء".