القاهرة: قال عضو المجلس الثوري بحركة فتح، السفير عدلي صادق، إن الوضع الفلسطيني الراهن يتحرك من سئ إلى أسوأ، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية لا تستشعر بهذه الكارثة التي نعيشها، وهو أمر مؤلم ومؤسف.
وأضاف صادق، خلال لقاء خاص عبر قناة "الكوفية"، أن "رهان القيادة الفلسطينية على العملية السلمية قد فشل، ولا تريد القيادة أن تعترف بأن العدو انقلب على عملية السلام، وأن هناك حاجة ملحة للعودة إلى الشعب، لكي نعزز نصموده وقدرته للبقاء على هذه الأرض والتشبت فيها".
وبين أن "العدو لم ينقلب على عملية السلام وحسب، بل اقترحوا بديلا وصيغة معدلة لصالحهم، وتنكروا لكل الحقوق الفلسطينية، ولا يتحدث في أي موضوع خارج نطاق تصاريح العمال والتسهبلات الاقتصادية".
ولفت إلى أن "الشعب الفلسطيني يعيش اليوم أزمة سياسبة واقتصادية واجتماعية لم يسبق بها مثيل من قبل، وأخطر ما في هذا الأمر، أنه لأول مرة في تاريخ فلسطين تنفصل الكتلة الشعبية عن قيادتها، خاصة وأن الأخيرة لم تقدم الحد الأدني من العدالة والنزاهة والمساءلة وبناء المؤسسات الحقيقية".
تغييب حركة فتح
وحول الأوضاع داخل حركة فتح، قال صادق، إن "حركة فتح مغيبة تماما عن المشهد الفلسطيني بسبب سياسية الشخص الواحد الذي يمسك بمقاليدها، ولم يعد هناك ممارسة سياسية داخل التنظيم".
وأوضح، أن "القيادة الحالية تسعى الأن لرسم النهايات حسب رؤية التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهذا يتجلى في التعيينات الأخيرة في منظمة التحرير في محاولة لرسم نهاية محددة لها مواصفات ووجهة محددة لكل مسيرة حركة فتح، وهذا ما لا نرضاه ولن يمر ولن ترضى به كوادر حركة فتح الموالية للرئيس قبل المعارضين له".
وشدد على أنه "لن تكتب النهاية التي يتمناها محمود عباس، من خلال ايجاد صيغة معينة تتماشى مع مقترحات التسهيلات الاقتصادية وتصاريح العمل وطلبات لم الشمل"، مشيرا إلى أن هذه ليست نهاية حركة تحرر كحركة فتح.
صراعات أعضاء المركزية
وقال صادق، إن "اللجنة المركزية لحركة فتح مغيبة رغم أنها فُصلّت على أهواء الرئيس عباس، وكل فترة يتم استهدف أحد أعضاءها في محاولة لإخضاع الجميع تحت مظلة أبو مازن".
وبين أن "ما يجرى مع اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية، يرجع لعدم رضاه عن اختيار الرئيس عباس لوريثه القادم، في إشارة إلى حسين الشيخ الذي تم تعيينه في منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهو ذات المنصب الذي أتى من خلال عباس لرئاسة الشعب الفلسطيني".
وأضاف، "في تقديري أن الطيراوي عبر عن امتعاضه من قرار الرئيس بين الأوساط الفتحاوية، ومن هنا شُنّت عليه حرب التسريبات في محاولة لإقصائه، تلاها إعفاؤه من منصب رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال بقرار من الرئيس".
تصفية المعارضين
وأشار إلى أن "عقد المؤتمر الثامن المزمع يستهدف تصفية من تبقى من المعارضين لسياسات الرئيس خاصة الرافضين للتعيينات الأخيرة، واستبدالهم بشخصيات صورية لا تقوى على معارضة عباس"، مشددا على أن الانقسام الفتحاوي فُرض على الحركة من قبل الرئيس عباس.
وحول قضية فصل القائد محمد دحلان من اللجنة المركزية لحركة فتح، قال صادق، "كان هناك بعض القيادات الفتحاوية التي سعت لتأجيج الخلاف، ظنا منهم أن غياب دحلان سيفتح أمامهم الطريق لمنصب الرجل الثاني، لكن الرئيس لم يسمح لأحد منهم أن يكون الشخص الثاني، وهو الأمر الذي اكتشفوه لاحقا".
وتابع، "الرئيس عباس وخلال الاجتماع الأول للجنة المركزية بعد انعقاد المؤتمر السادس، أراد أن ينتقص من قدر اثنين من أعضاء اللجنة، وتصدى له محمد دحلان ودافع عن زملائه ورفض الإساءة إليهم رغم أنهما ليسا من المقربين إليه".
وفي ختام حديثه، أكد السفير عدلي صادق، أنه "بعد تغييب دحلان وإقصائه من فتح، استطاع عباس أن يستفرد بأعضاء اللحنة المركزية الذين عارضوه، وأقصاهم جميعا من الحركة مثل ناصر القدوة"، مشددا على أن "حسين الشيخ لا يمكن أن يكون رئيسا للشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير".