كشفت الحرائق التي اندلعت في غابات القدس والمناطق المحيطة بها في الأيام الأخيرة حقائق تاريخية وجغرافية وتضاريسية، سعي الاحتلال لإخفائها على مدار سبعين عامًا ، كما كشفت عن نمط زراعي فلسطيني يعود عمره إلى مئات الأعوام.
جبال الكرمل
أعادت مشاهد النيران والحرائق المستمرة في أحراش القدس منذ أيام والتي التهمت ما يقارب 20 ألف دونمًا، التذكير بمشهد الحريق الهائل الذي اندلع في جبال الكرمل عام 2010 والتهم ما يزيد عن 50 ألف دونمًا وأسفر عن كارثة بيئية آنذاك.
"المدرجات"، هي المنظر الذي اتضح بعد إخماد بعض الحرائق في عدد من جبال القدس، لتكشف ما أخفاه المشروع الصهيوني الاحتلالي عبر مؤسساته "الكولونيالية" من خلال تشجير مساحات شاسعة من هذه الجبال، لإخفاء تضاريس ومعالم المنطقة، وإبادة ما فعلته وكونته أيدي الفلاحين الفلسطينيين قبل الاحتلال، وفقا لما أكده المحاضر والمؤرخ الفلسطيني جوني منصور.
"المدرجات"
المدرجات هو نمط زراعي نظمه الفلاح الفلسطيني على مدى عقود طويلة، بعض الباحثين يؤكد أنها بشكلها المكتشف الآن فإن عمرها يتجاوز أربعمائة عام.
وقال منصور، إن الصندوق القومي الصهيوني قام مطلع خمسينات القرن الماضي بزراعة الأشجار على أنقاض مئات القرى والبلدات الفلسطينية، التي أبادتها العصابات الصهيونية خلال عامي 1948 و1949، وذلك بهدف إخفاء آثار هذه التجمعات، وتغيير الحقائق على الأرض، لتأكيد السردية الصهيونية، التي تقول إنه لم يكن هناك سكان في هذه الأراضي، قبل مجيء اليهود إليها.
وأضاف، أنه تم اكتشاف آثار البلدان المهجرة والمدرجات الزراعية الفلسطينية، بعد أن احترقت الأشجار، وتحديدا في قرية كسلا التي ميزت تاريخ جبال القدس ويد الفلاح الفلسطيني فيها قبل مئات السنين.
وأشار، إلى أن عمر "المصاطب" و"المدرجات" و"الربعات" الزراعية التي كشفت عنها الحرائق الأخيرة في محيط المدينة المقدسة يتراوح بين 400 إلى 600 عامًا، وهو ما يؤكد وجود تجمعات سكانية في هذه المناطق، وجرى إبادة كل ما يمت لها بصلة، وزراعة الأشجار مكانها، لإخفاء آثارها.