غزة – عمرو طبش: بأناملهن الناعمة استطاعت سبع فتيات من سكان القرية البدوية شمال قطاع غزة، كسر حاجز العادات والتقاليد من خلال العمل في مهنة النجارة، التي تعتبر حكراً على الرجال.
تعمل غدير تايه، على منشار القص ضمن فريق من 7 فتيات داخل منجرة خشب يصنعن الألعاب التعليمية والتربوية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمعلقات الخشبية، وصناديق تعبئة الفراولة الخاصة بالمزارعين.
كل سيدة منهن تعمل على آلة، ويتشاركن في تجهيز أنواع عديدة من تلك المصنوعات الخشبية، ليتم تصديرها إلى الدول الأوروبية.
قالت منسقة معمل النجارة في جمعية زينة التعاونية غدير تايه، إن سبع فتيات يعملن بشغف داخل معمل النجارة، لكي يصنعن ألعاب تعليمية وتربوية لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى يتم تسويقها وبيعها في الأسواق المحلية والدولية.
وأوضحت، أنهن يعملن داخل المنجرة ضمن مخطط يومي يتم تحضيره مسبقاً، لكي يتم توزيع الفتيات على الآلات اللواتي سيعلمن عليها، منها آلة القص، آلة السنفرة، آلة الحفر، المقدح، الديسك، المنشار.
وأضافت تايه، أنه "من ضمن الألعاب التي تم صناعتها، لعبة الطاولة الروسية، قبل البدء في صناعتها، يتم إبلاغ الفتيات قبل العمل بأنه تم التعاقد على توريد كمية معينة من هذا الصنف، فتبدأ كل فتاة في العمل لإنجاز قطعة معينة من اللعبة، وفي النهاية يتم تجميع تلك القطع، ليصبح المنتج النهائي جاهزًا".
وتابعت، قبل البدء بصناعة أي لعبة، يتم تعريف الفتيات بالهدف منها والفئات المستهدفة.
وبينت تايه أنه داخل معمل النجارة يتم صناعة أي لعبة بناءً على طلبات العملاء وحسب المواصفات التي يريدها، متابعةً أنهن يصنعن حالياً صناديق من الخشب لجمع الفراولة وعرض الفواكه لوزارة الزراعة بغزة.
وكشفت تايه، أن الفتيات يتطلعن إلى المشاركة في معارض دولية وتسويق منتجاتهن إلى جميع أنحاء دول العالم، مبينةً أنهن استطعن التصدير إلى الضفة الفلسطينية وسويسرا.
فأما عن نظرة المجتمع اليهن تقول تايه، "كوننا من سكان منطقة القرية البدوية التي تلتزم بعادات وتقاليد صعبة جداً، كنا نواجه صعوبات كثير، خاصةً أننا نعمل في مهنة تقتصر على الرجال، نسمع الكثير من التعليقات السلبية منها، كيف بتعملن في هذي المهنة أنتن عملكن فقط يقتصر في المطبخ، وكانوا كتير يضغطوا علينا".
وعبرت عن سعادة الفتيات خلال عملهن داخل المنجرة، أنهن يعملن بشغف وروح عالية ويبدعن خلال استخدامهن للآلات التي تعتبر خطيرة، مؤكدةً أنهن استطعن إثبات أن المرأة الفلسطينية قادرة على فعل المستحيل، بغض النظر عن طبيعة المهنة التي تعمل بها، ولكنها دائماً تبدع في جميع المجالات.