غزة - عمرو طبش: بعد أن باتت الوظيفة شبه مستحيلة في قطاع غزة، يجد الخريجون كل الأبواب موصدة في وجوههم، ما يضطرهم للبحث عن أفكار إبداعية جديدة، ليتمكنوا من إثبات ذواتهم في محاولة للوصول إلى مرحلة من الرضا النفسي.
الخريجة آلاء الأسطل، صاحبة الـ"25 عاماً" التي تقطن في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حولت غرفة صغيرة في منزلها، إلى قاعة دراسة متواضعة بأبسط الإمكانيات، كي تقوم بالتدريس للأطفال في المناطق الفقيرة والمهمشة مادة اللغة العربية بشكل مجاني.
تقول الأسطل لـ"الكوفية"، إن فكرة مبادرة التعليم المجاني للأطفال في الأحياء الفقيرة والمهمشة، جاءت بعدما أُقفلت جميع أبواب العمل أمامها، من قبل جميع المؤسسات الحكومية والمحلية، خاصةً بعد تخرجها في جامعة القدس المفتوحة بتخصص "معلم أساسي".
وأكدت، أنها استغلت وقت الفراغ في ظل جائحة كورونا التي تسببت بإغلاق المدارس في جميع محافظات قطاع غزة، في تحويل غرفة صغيرة في منزلها إلى قاعة دراسية متواضعة، مستهدفةً العشرات من الأطفال في المنطقة التي تعيش فيها، والتي وصفتها بـ"المهمشة" من جميع النواحي، لتدرّس لهم مادة اللغة العربية بشكل مجاني.
وأوضحت، أنه يوجد في المناطق الفقيرة المئات من الأهالي، الذين لا يستطيعون دفع رسوم مالية للمؤسسات الخاصة والتي تصل إلى 30 شيقلا لكل مادة دراسية، لتقوية أبنائهم في المناهج الدراسية، خاصةً في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة.
وتابعت الأسطل، أنها أطلقت تلك المبادرة بشكل تطوعي وبدون مقابل مادي، كي تساعد أطفال الأحياء الفقيرة على تقوية مستواهم الدراسي، في ظل تهميش تلك المناطق وعدم مقدرة أهلهم على دفع الرسوم المالية، بالإضافة إلى استرجاع معلوماتها التي تلقتها خلال دراستها الجامعية.
وأكملت، "كل ثلاثة أيام في الأسبوع بجمع الطلبة يلي في منطقتي، وبقعد أدرسهم مادة اللغة العربية بشكل تأسيسي، وعلى الرغم انه ما بأخذ مقابل مادي الا أنا بكون مبسوطة كتير لما يجيني طالب مستواه الدراسي ضعيف جداً، وبعدة ما أدرسه يتحسن مستواه بشكل ملحوظ وممتاز".
ونوهت الأسطل إلى أنها لم تكتفِ بتدريس الطلبة في منطقتها، بل تذهب بشكل تطوعي إلى العديد من الأحياء الفقيرة في محافظة مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حتى تدرسهم بشكل مجاني.
وكشفت، أن أهم الصعوبات التي واجهتها هي انتقاد العديد من المواطنين والمقربين لها، ومعاتبتها على إهدار من وقتها وجهدها دون مقابل مادي، ولكنها لم تهتم بذلك، بل واصلت نشر مبادرتها في باقي الأحياء الفقيرة المجاورة لها، وكذلك عدم وجود وسائل مناسبة كي تدرس الأطفال بشكل سلس، مثل السبورة، الكراسي، طاولات، وصغر المكان.
وتطمح الأسطل إلى نشر مبادرتها في جميع المناطق الفقيرة والمهمشة في قطاع غزة، خاصةً في ظل الأوضاع المعيشة الصعبة التي يعيشها المواطنين منذ 14 عاماً،، متمنيةً وجود داعم لها كي تفتح مؤسسة تعليمية، لتدرس للفقراء بشكل مجاني في جميع المواد التعليمية.