اليوم الاربعاء 18 سبتمبر 2024م
عاجل
  • جيش الاحتلال يزعم: سلاح الجو استهدف عناصر من حماس داخل مدرسة ابن الهيثم في مدينة غزة
  • جيش الاحتلال يزعم: سلاح الجو استهدف عناصر من حماس داخل مدرسة ابن الهيثم في مدينة غزة
  • الإعلام العبري: رصد إطلاق نحو 15 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل الغربي
جيش الاحتلال يزعم: سلاح الجو استهدف عناصر من حماس داخل مدرسة ابن الهيثم في مدينة غزةالكوفية جيش الاحتلال يزعم: سلاح الجو استهدف عناصر من حماس داخل مدرسة ابن الهيثم في مدينة غزةالكوفية الإعلام العبري: رصد إطلاق نحو 15 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل الغربيالكوفية أوسلو .. من الازدهار إلى الانهيارالكوفية نكسة لبنان الرقميةالكوفية لقاء خاص| خبير سياسي يكشف عن أسباب إطالة أمد الحرب على غزة وتعثر صفقة التبادل؟الكوفية الأردن: إسرائيل تدفع المنطقة برمتها إلى هاوية حرب إقليميةالكوفية (إسرائيل) تقر بتدمير 96 ألف منزل بغزة وتبرر جريمتها لسبب «التفخيخ»الكوفية الحل الإقليمي للقضية الفلسطينيةالكوفية تطورات اليوم الـ 348 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية السيسي: مصر حريصة على أمن لبنان واستقراره وسيادتهالكوفية الاحتلال يمنع عمليات انتشال عائلات كاملة من تحت الركام.. ماذا يحدث في البريج؟الكوفية الاحتلال يمنع عمليات انتشال عائلات كاملة من تحت الركام.. ماذا يحدث في البريج؟الكوفية أوضاع مقلقة ومخيفة في خان يونس.. مراسلنا يرصد ما يحدث هناكالكوفية المرضى يفترشون الأرض في مستشفى شهداء الأقصىالكوفية حرب غزة تفقد الطفلتين مسك وحنان أقدامهما ووالدتهماالكوفية نازحين في غزة يحتمون من الحرب بأكياس الدقيق والرملالكوفية "الوضع أسوأ من الوصف".. الأمراض تحاصر النازحين في خيامهمالكوفية تيار الإصلاح بـ«فتح»: العدوان الإسرائيلي على لبنان يشكل انتهاكا لكل القوانين الدولية والإنسانيةالكوفية رغم الألم.. أطفال غزة يحاربون الإبادة بالتعليمالكوفية

 محمود الغرباوي.. "المناضل الشاعر"

07:07 - 29 مايو - 2020
عبد الناصر فروانة
الكوفية:

أتردد كثيراً قبل الكتابة عن الشهداء، ويزداد التردد حين أرغب في الكتابة عن شهداء أعرفهم عن قرب، أو عايشتهم بين جدران السجون. وشكّلوا لي ولأجيال كثيرة مدارس ونماذج تُحتذى في الوعي والسلوك. ومحمود الغرباوي واحد منهم.

محمود محمد الغرباوي (61 عاماً) من المؤسسين الأوائل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة، وعضو مكتبها السياسي، وأحد رجالات الزمن الجميل. مَن لا يَعرفه لا يعرف الجبهة الشعبية، ولم يقرأ تاريخها ونشأتها، ولم يتصفح أدبياتها ونشراتها، ولا الحركة الوطنية الأسيرة، ونضالاتها ورموزها.

محمود. ثائر فلسطيني، قبل أن يكون قائد جبهاوي وجماهيري، وهو نموذج للأسرى بمختلف انتماءاتهم، في وعيه وسلوكه وقلمه الرائع. أمضى عقدين وما يزيد من الزمن في سجون الاحتلال، على أربع فترات، فكان من بُناة الحركة الوطنية الأسيرة الأساسيين، وأحد أعمدتها الراسخة، ومسئول اللجنة السياسية في اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم البريج.

كتب الشعر داخل السجن وخارجه ويُعتبر من رواد شعراء المقاومة وأدب السجون. ينتمي لعائلة مناضلة تسكن مخيم البريج وسط قطاع غزة، ذاق أفرادها مرارة الأسر من قبل، وقدمت الشهداء. متزوج وأب لابنتين. بعد تحرره في متصف التسعينيات، حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال.

تعرض محمود للاعتقال أربع مرات. أولها عام 1970. فقضى اثنين وعشرين عاماً، متنقلاً بين غرف السجون الإسرائيلية تارة، وزنازين العزل الانفرادي وغرف التحقيق تارة أخرى. فتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي.

لقد تعرفت إلى هذا المناضل، بعد تحرره من الاعتقال الثاني عام 1982، حينما فتح "مكتبة الجماهير" بالقرب من مدرسة الزهراء الثانوية، بالقرب من محل سكناي في حي بني عامر العريق بمحلة الدرج. كانت مكتبة محمود تضم أفضل الكتب والمنشوات والكاسيتات الثورية. ثم تعمقت علاقتي به بعد ذلك في فترة سجن أخرى، بين جدران سجن غزة المركزي.

هادئ إلى حد بعيد. غير مغرم بالكلام، فترى كلماته تخرج من بين شفتيه بصعوبة. لكنك إن سمعتها لا تنساها. لذا فقد كنا نتسارع للاقتراب منه لسماع كلماته النادرة. فحين لا نوفق إلى ذلك، نبحث فيما كتبه من مقالات وتقارير، وأشعار وقصائد، في غاية الروعة.

وهو بالمناسبة عضو في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين منذ أوائل 1981، وعضو في اتحاد الصحافيين الفلسطينيين، حاز على المرتبة الثالثة بمهرجان الأدب الأول في الأرض المحتلة. وصدر له ديوان شعري عام 1989 باسم "الفجر والقضبان"، وديوان شعري آخر بعنوان "رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال". كما شارك في تحرير مجلة "إبداع نفحة" عام 1988 وكذا المجلة الثانية "صدى نفحة" التي تأسس عام 1989.

محمود الثائر والأسير والشاعر والصديق رحل عنا في الثلاثين من آيار/مايو 2012 بعد صراع مع المرض.

محمود، يا صديقي، كنت نموذجاً لكل من عرفك، في حياتك وشهيدا خالداً في مماتك، وستبقى قنديلاً لا ينطفئ نوره بعد الرحيل. ليس فقط لرفاقك في الجبهة الشعبية، وانما لكل من عرفك وسمع عنك، أو قرأ سيرتك وقصائدك واشعارك.

محمود الغرباوي، غابت شمسك عن حياتنا ليبزغ نجمك في أعماق قلوبنا.

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق