الذين يتشدقون بالحديث عن السلام الذي يريده كيان الاحتلال واهمون، لأن هذا الكيان المارق، الغاشم ليس في نيته الوصول إلى أي سلام عادل يكون فيه للشعب الفلسطيني الأبيّ الحق غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة، عاصمتها القدس الشريف.
كما لم يكن في نية هذا الكيان الاستعماري المحتل، إرجاع ما قام باغتصابه من أراضٍ في فلسطين، سوريا و لبنان.
أي سلام هذا الذي يكون على حساب شعب متشبثّ بوطنه و أرضه، و يتعرض منذ 14 شهرا لحرب إبادة ممنهجة لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا..؟
هذا الكيان وُلد ملطخا بدماء الأبرياء، وعلى مرّ العقود، ظل قادته يؤمنون بأن بقاءه و تمدده جغرافيا، لا يمكن أن يكون إلا من خلال الاستمرار في إزهاق الأرواح و سفك الدماء..
هي عقيدة الصهاينة اللصيقة، لم تتغير، و لا نحسبها ستتغير.. تبلورت بقوة الحديد و النار، و لا ترضخ إلاّ لمثل هذه القوة، و الاعتقاد بغير ذلك ركض وراء السراب.
و بالعودة إلى المعطيات الأخيرة، التي تؤكد هذه الحقيقة، ما زالت المجازر ترتكب يوميا في حق الفلسطينيين العزل(ارتفاع تعداد ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 45361 شهيدا و 107803 جريحا). كما أن حكومة نتانياهو، تعمل على عرقلة، المساعي المبذولة من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار.
وبالرغم من أن "حماس" ـ مثلما أكدت يوم الأربعاء في بيان لها ـ قد تحلت بالمسؤولية و المرونة في المفاوضات الأخيرة، إلا أن الاحتلال وضع شروطا تعجيزية جديدة. و تكريسا للتصعيد، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تصريحات استفزازية، مساء الأربعاء، أكد فيها أن السيطرة الأمنية على قطاع غزة ستبقى بيد الاحتلال، مع نية الكيان الاحتفاظ بمساحات أمنية ومناطق عازلة ومواقع سيطرة داخل القطاع. والمؤكد أن مثل هذه التصريحات، ليس من شأنها إلا نسف أي مسعى لوقف العدوان.
آخر الكلام.. قطاع غزة يُباد بدعم مباشر من الولايات المتحدة، و كثير من الدول الغربية من خلال تموينها بأحدث الأسلحة، التي تواصل الدمار الشامل و التقتيل الجماعي للفلسطينيين العزل، في الوقت الذي بقت القرارات الأممية التي نجت من سيف" الفيتو" الأمريكي مجرد حبر على ورق..