أعاد الرئيس الأمريكي جو بايدن لذاكرة الشعب الفلسطيني، وفصائله الغارقة في حزبويتها السوداء، مقولة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في يونيو 2002 حول أن "الفلسطينيين يستحقون قيادة غير هذه القيادة (عن الخالد المؤسس ياسر عرفات)، عندما أشار في خطاب حاول أن يبدو أنه "حماسي جدا" بأن بوتين لن يستمر كرئيس لروسيا.
لا ضرورة للحديث عما حدث للشعب الفلسطيني جراء من تعامل مع مقولة الابن بوش، ولكن الأهم ما حدث لجو الأب "بايدن" بعد ما قاله عن بوتين، فسارع البيت الأبيض الى التوضيح استدراكا لسقطة رئيسه، والتي رافقت تعبير مضاف بوصفه لبوتين بـ "الجزار".
ولكن الأمر لم يقف عند حدود "استدراك" البيت الأبيض، بل أن هناك من فتح نيرانهم بحدة ضد الرئيس الأمريكي، وأن كلامه بات يتعارض مع "المصالح الأمريكية"، فيما ذهب أحد صحفيي "وول ستريت جورنال" فريمان، الى التلميح بضرورة "تقييم القدرات العقلية للرئيس بايدن"، فيما طالب آخرون بأهمية قيامه التحضير بشكل مسبق، أي عدم الكلام "اجتهادا".
سقطات بايدن المتلاحقة، التي أصبحت عنوانا يوازي حرب أوكرانيا، وبأنه يقدم النموذج الأسوأ لرئيس أمريكي، خلال فترة قصيرة، ويضع بلده في قضايا تتعارض كليا مع الأهداف المعلنة، وتذهب الى توسيعها خلافا للمصالح الأمريكية، مما يزيد من المخاطر الدولية.
"هستريا بايدن" الأخيرة ربما ترتبط ارتباطا وثيقا بما نشرته "المخابرات الروسية"، من وثائق تتعلق بضلوع بايدن الابن "هانتر" في تمويل المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، أظهر استطلاع للرأي أن 66% من الأمريكيين يعتبرون أن الكمبيوتر الخاص بهانتر بايدن "قصة مهمة"، وأن والده الرئيس جو بايدن قد يكون متورطا شخصيا بطريقة ما في تعاملات نجله التجارية.
وسائل إعلام غربية كشفت تفاصيل مضافة لما نشرته الاستخبارات الروسية، وتورط الابن وعلم الأب بتلك الفضيحة التي قد تذهب للإطاحة بالرئيس الأمريكي، خاصة وأن الجمهوريين أعلنوا أنهم "سيحققون في الملف بأكمله بمجرد استعادة الأغلبية في مجلس النواب، وهو ما يمكن أن يحدث على الأرجح في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022".
وسائل الإعلام بعدما رفضت ما نشر في روسيا عن تورط "هانتر بايدن" في فضيحة تمويل شركة "Metabiota" وهي شركة مقاولات بوزارة الدفاع متخصصة في البحث عن الأمراض المسببة للأوبئة التي يمكن استخدامها كأسلحة بيولوجية، تفاصيل تظهر أن الأمر لا يتعلق بفساد مالي، بل بشراكة ودعم أبحاث خاصة بالأسلحة والأمن البيولوجي.
فضيحة "جهاز الكمبيوتر المحمول" لهانتر بايدن أصحبت عنوانا حاضرا في الإعلام الغربي، وليس الأمريكي فقط، وقامت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بنشر كمية من الوئائق التي تكشف حقيقة المعلومات المسربة، وبالتأكيد لم يعد ممكنا قيام الرئيس ونجله من تجاهل أهميتها وأثرها على مستقبلهم.
هل تعتبر فضيحة "هانتر بايدن" سببًا رئيسيًا في فقدان الأب توازنه العقلي بعدما اعتقد أن الفساد الذي بدأ منذ العام 2014، لن يتم الوصول اليه، الى جانب أن الوثائق المسربة تفضح الدور الأمريكي الرسمي في التحضير لنشاطات خاصة ليس ضد روسيا فحسب، بل وغيرها، وأن أوكرانيا كانت هي الحقل الأسود لتلك التجارب المستخدمة.
لذا يبدو أن رد فعل الرئيس الأب وفقدانه "التوازن العقلي"، مرتبط ارتباطا وثيقا بفضيحة "الكمبيوتر المحمول"، وقد تكون بداية النهاية، وعلها تعيد للأذهان فضيحة "ووتر غيت" أشهر فضيحة في تاريخ أمريكا، أدت الى إجبار ريتشارد نيكسون على الاستقالة ليكون أول رئيس أمريكي يستقيل، تجنبا للمحاكمة.
هل يعيد الزمن ذاته لتصبح فضيحة "هانتر غيت" الثانية في التاريخ الأمريكي تجبر رئيسا على الاستقالة تجنبا لمحاكمة خلع وطرد وربما اعتقال.. ننتظر!
ملاحظة: ان يلتقي بعض الوزراء العرب مع وزير دولة الأبارتهايد والأمريكاني أنتون تلك مسؤولية التاريخ بالرد عليها.. لكن أن يكون "قبر بن غوريون المكان" فتلك إهانة صريحة لتاريخ الشعب الفلسطيني ما كانت ولا في الخيال!
تنويه خاص: بدأ الإعلام السعودي يتجرأ على أمريكا وإدارتها وصل الى حد اتهامها باستخدام الحوثيين لمعاقبة بلدهم بعد رفضها زيادة المنتج النفطي.. كلام قبل سنة من يومه كان ضرب من المستحيل.. شكله كسر المستحيلات بيكثر هالأيام!