خاص بالفيديو والصور|| أول فريق للدراجات الهوائية من مبتوري الأطراف في غزة

غزة – عمرو طبش: من المعتاد أن تشاهد مجموعة من الشبان الأصحاء وهم يمارسون رياضة الدراجات الهوائية في شوارع قطاع غزة، ولكن من الغريب أن تشاهد فريق درجات هوائية من مبتوري الأطراف، ينطلق بشكل أسبوعي كي يجوب شوارع القطاع بساق واحدة أو طرف اصطناعي.
وأوضح الكابتن ناجي ناجي رئيس لجنة الدراجات الهوائية لذوي الإعاقة في قطاع غزة لـ"الكوفية"، إن فكرة ممارسة رياضة الدراجات الهوائية بساق واحدة أو طرف اصطناعي، جاءته بشكل شخصي في ظل توقف جميع الرياضات الخاصة بذوي الإعاقة، بسبب انتشار فيروس كورونا في القطاع، مبيناً أن تلك الفكرة تحافظ على التباعد الاجتماعي والسلامة.

وأضاف، أنه في البداية استخدم دراجة شقيقه لممارسة تلك الرياضة، فوجد أن الفكرة ليست مستحيلة وصعبة، خاصةً أنه بطرف اصطناعي، ولكنه يحتاج إلى عدة تدريبات، فبدأ يتجول بمفرده في شوارع قطاع غزة بالدراجة الهوائية حتى استطاع بعد ذلك شراء دراجة خاصة به.

وقال ناجي، "بعد ما شريت دراجتي، صرت أصور فيديوهات وأنا بسوق بطرف صناعي، وأنزلهم على مواقع التواصل الاجتماعي كي أوصل رسائل لأقراني من ذوي الاعاقة انه الرياضة حق للجميع، فبعد ذلك التحق معي اثنين من زملائي مبتورين الأقدام، ويوماً عن يوم بدأ يزداد عدد المنضمين للفريق".

وأكد أنهم استطاعوا في وقت قياسي تشكيل أول فريق للدراجات الهوائية لذوي الإعاقة، وكانت انطلاقة الفريق بتاريخ 31/12/2020، التي كانت الرسالة الأولى أنهم شركاء في بناء هذا المجتمع، وشركاء في النضال، وأن الرياضة حق للجميع على أساس حقوقي كما نصت المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بذوي الإعاقة.
وأشار ناجي إلى أنهم فريق مكون من 15 فرداً من ذوي الإعاقة يمارس رياضة الدراجات الهوائية بشكل أسبوعي في جميع محافظات قطاع غزة.
وأضاف، "احنا واجهنا الكثير من الصعوبات، انه الواحد يسوق دراجة هوائية برجل واحدة أو طرف صناعي فهذا كان شوية صعب علينا، ولكن قدرنا نتحداه من خلال ممارستنا للعديد من التدريبات والتمارين الخاصة، بالإضافة إلى صعوبة توفير الدراجات، خاصةً أنه سعر الدراجة الواحد مرتفع جدا تقدر بمبلغ 1000 شيقل".

في السياق ذاته، قال الكابتن حسن أبو كريم أحد أعضاء الفريق، إنهم أحبوا ممارسة تلك الرياضة، كي يوصلوا عدة رسائل للمجتمع بأنهم قادرون على الاندماج في المجتمع، ويمارسون حقوقهم الرياضية، مؤكداً أن هدفهم من تشكيل الفريق تمثيل فلسطين في المحافل الدولية والمواسم الرياضية.
وبيّن، أنهم بدأوا تلك الرياضة بجهد شخصي ذاتي دون مساعدة من أحد، موضحاً "أول شيء ممارسة الدرجات الهوائية ليس بالساهل أن تمارس خاصةً أننا أشخاص ذوي إعاقة، وطبعا الدراجة تحتاج إلى جهد بدني وعضلي وتركيز، بس الحمد لله أول ما سوقت الدراجة حسيت بشعور جميل جداً وإنه حققت إنجاز كبير".

وأضاف أبو كريم، أنه أثناء تجولهم في شوارع قطاع غزة بالدراجات الهوائية، كان ذلك الأمر يثير الدهشة والإعجاب لدي المواطنين، وينظرون إلينا نظرة فخر، خاصة أن لدينا إعاقات ولكن استطعنا فعل كل شيء مستحيل.
وطالب، مؤسسات المجتمع المدني، بتقديم الدعم اللازم لرياضة الدراجات الهوائية لذوي الإعاقة في قطاع غزة.