- الاحتلال يُطلق الرصاص الحي على منازل المواطنين خلال اقتحام مخيم العروب شمالي الخليل
- إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال تجاه المناطق الشمالية لمدينة خان يونس
غزة – عمرو طبش :يهوى المواطن سعد أبو هاني، تعليم لغة طيور الزينة، وفي مقدمتها طائر الحسون باللهجة الفلسطينية، ومعه مجموعة من الهواة والمربين منذ سنوات طويلة، جمعوا خلالها حصيلة لغوية متكاملة عن لغة طيور الحسون، والتي يتم اصطيادها من الطبيعة، والمساحات الزراعية الشرقية.
سعد أبو هاني 60 عاماً من مدينة غزة، يقتني العصافير بجميع أنواعها وخاصةً طائر "الحسون" في منزله منذ كان عمره 15 سنة، حيث أنه كان يذهب كل يوم في ساعات الصباح الباكرة لصيد العصافير، مصطحباً شباك الصيد في مناطق متعددة في قطاع غزة.
يقول الستيني "أبو هاني"، لـ"الكوفية"، في إحدى المرات قمت باصطياد طائر الحسون، بعد الصيد ذهبت إلى المنزل فرحاً، خلال الطريق التقيت بمجموعة من كبار السن يربون طائر الحسون في منزلهم، فعرضوا علي شراء ما اصطدت، بعتهم وطلبوا المزيد من الطيور".
وأوضح، أنه بدأ البحث عن سبب شراء طائر الحسون والاهتمام به خلافاً عن باقي العصافير، مبيناً أنه هذا الطائر يتميز بصوته العذب وألوانه الجميلة ويستطيع أن يتعلم العديد من اللغات كمثل "سللل يفيرياس، فيعيسيك لافسيااااه، صوور فيريلافسيااه".
وتابع أبو هاني، أنه كان يقضي معظم وقته في الصيد بالقرب من وادي غزة، كي يستطيع صيد العصافير، وخاصةً طائر الحسون الذي كان يهتم به كولد من أولاده، وأنه في بعض الأحيان يصطاد عصفورا واحدا أو اثنين أو ثلاثة، ومرات لا يصطاد، نظراً لقلة وجود العصافير في غزة، نتيجة الحروب والدمار الذي كان يخلفه الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف، أنه كان في البداية يصطاد العصافير ويقوم ببيعها للزبائن معتمدا على هذه الحرفة كمصدر رزق له، ولكن عندما سمعت بأنه يوجد لغة في عالم الطيور، بدأ هوايتي في تربية الطيور وتعليمها لغاتها الخاصة، التي أستطيع من خلالها بيع الطائر الواحد بسعر مرتفع، خاصةً أن ذلك الطائر مميز عن باقي الطيور من خلال غنائه وصوت العذب.
وقال أبو هاني، "العصفور لما بدك تعلموا وهوة بعمر 28 يوم أول ما طلعه من الريشت، بأضعه في قفص صغير، ومن ثم أقوم بتعليمه وتدريبه عن طريق وضع عصفور آخر يتكلم لغة العصافير بشكل صحيح، أو باستخدام طريقة أخرى بوضع صوت مسجل لطائر مقابل مثل نهرة أو خليل، فيبدأ العصفور الصغير بسماع تلك النغمة أو اللغة ويردد بعدها".
وأكمل، أنه يقوم بتربية نوعين من الطيور الحسون والكناري في نفس الريشت، ولكن عندما يصل إلى سن معينة، يقوم بفرز كل نوع على حده، حتى لا يلتقط طائر الحسون نغمة الكناري لأنها تقلل من سعره، نظراً لأن نغمة ولغة الحسون تختلف كلياً عن الكناري.
وأشار أبو هاني إلى أنه "في حال أن طائر الحسون استطاع غناء لغته الخاصة بشكل صحيح دون أي غلطة، فإنه يباع بسعر مرتفع من 1000 الى 5000 دينار أردني، أي عصفور يقوم بغناء لغته بشكل خاطئ فإنه يباع بسعر من 100 الى 500 شيقل".
وشبه طائر الحسون الذي يغني لغته بشكل صحيح كمثل صوت أم كلثوم وفيروز، مبيناً أنه ليس من السهل تعليم اللغة، خاصةً أن الكثير من الطيور لم تنجح في التقاط اللغة الصحيحة، وفي الوقت الحالي لا يوجد عصافير كثيرة، خاصةً طائر الحسون نظراً لعدم قدرته على صيده في المناطق الحدودية بسبب قيام الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النيران على جميع الصيادين المتواجدين في تلك المناطق، منوهاً إلى أن ذلك الطائر يتم استيراده من دولة مصر الشقيقة، خاصةً أنه يمتاز بالذكاء وسريع تعلم اللغة.
وأضاف، أنه يقوم بتزويج الحسون في منزله حتى يقوم بتفريخ عدد من العصافير، نظراً لأنه في بعض الأحيان لا يستطيع الاستيراد من مصر، ولا توجد عصافير في الخلاء لاصطيادها.
وبين أبو هاني، "العلاقة يلي بيني وبين الحسون ربانية، باعتبره كابن من أبنائي، وأهتم بطعامه وشرابه بشكل كبير، الحسون هو يلي مسليني وشايل كل همومي، أنا لما بأسمعه بأنطرب وأتمتع في صوته الغنائي العذب".