- الاحتلال يُطلق الرصاص الحي على منازل المواطنين خلال اقتحام مخيم العروب شمالي الخليل
غزة – عمرو طبش: حوّل الشاب رشيد عنبر صاحب الـ"35 عاماً" منزله الكائن غرب مدينة غزة إلى أدغال حقيقية، إذ تشعر للوهلة الأولى لدى دخولك منزله أنك في حديقة للطيور، وتارة أخرى تشعر أنك في صحاري تحوي زواحف وحيوانات أليفة.
الشاب عنبر يروي تفاصيل قصته لـ"الكوفية" قائلاً، إنه يهوى تربية الحيوانات منذ 25 عاماً، ويعمل كمنشط أطفال في مؤسسة محلية قبل عدة سنوات، إذ أنه من خلال عمله لاحظ أن الأطفال يرغبون رواية القصص التي يوجد بها أسماء وصور وأصوات حيوانات، فبدأ بالتفكير خارج الصندوق عن مبادرة نوعية تساعد الأطفال على توثيق معلوماتهم نظرياً وعملياً.
وأوضح، أنه أطلق مبادرة "صديقي الحيوان" على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لاقت إقبالاً وتفاعلاً كبيراً من قبل الأهالي الذين استحسنوا فكرته، ولمسوا تغيراً في تفكير أطفالهم نحو الحيوانات والطيور على صعيد الثقافة، وعلى صعيد معاملتهم للحيوان.
وقال عنبر، إنه يمتلك أكثر من 70 نوعا من الحيوانات والطيور الأليفة، تضم بوماً، وقرداً أفريقياً، وقنداً، وخفاشاً، وورلاً صحراوياً، وطائر الطنان، وحرباءً، وببغاءً، وقطة، وغرابا، وعدد من الأفاعي غير السامة، وغيرها من الحيوانات والطيور والزواحف، وجميعها مُروَّضة ليتمكن الأطفال من اللعب معها ومداعبتها.
وأضاف، أنه بخلاف الحيوانات الحية، يمتلك أنواعاً نادرة من الحيوانات، التي قام بتحنيطها بعد موتها لتكون بمثابة وسيلة تعليمية للأطفال، بينها بوم، وقرد ، وقنفذ، مشيراً الى أنه تعمق في تربية الزواحف، من خلال جمعها من الأسواق والمناطق الحدودية، وإنتاجها في منزله من خلال عملية التزاوج، نظراً لأهميتها في التوازن البيئي، ونوه عنبر إلى أنه فقد الكثير من الحيوانات والطيور الأليفة، نتيجة بيعه لها في الأسواق بسبب وضعه الاقتصادي واحتياجه للمال، خاصةً أنه عاطل عن العمل، ويدعم فكرته بشكل ذاتي.
وبيّن أنه من خلال مبادرته يستطيع الأطفال كسر حاجز الخوف من الحيوانات عبر الاحتكاك بها، كما يتعزز لديهم مفهوم الرفق بالحيوان، ويتعلموا الكثير عن أنواعها وأصنافها وكيف تعيش وعلى ماذا تتغذى وموطنها الأصلي، وتابع عنبر "من خلال المبادرة لاحظت أن الأطفال يتمتعون بالسعادة، خلال لمسهم للحيوانات، ومعرفتهم لأي نوع تنتمي، ومعلومات عامة وثقافية"، وأكد أنه يهدف إلى تطوير مبادرته، في محاولةٍ منه لتعليم الأطفال الرفق بالحيوان، عبر زرع محبتهم في قلوبهم، الى جانب تثقيف الأطفال بأنواع الحيوانات والطيور الموجودة في فلسطين، بالإضافة إلى مواكبة المرحلة التعليمية لأطفال المدارس.
وكشف عنبر، أهم الصعوبات التي واجهها من خلال مبادرته، أنه عدم وجود اهتمام من قبل المؤسسات المحلية والدولية تجاه تلك المبادرة، بالإضافة الى عدم وجود مصدر دخل ثابت له، كي يستطيع دعم مبادرته والمواصلة في الترفيه عن الأطفال، ويطمح إلى توسيع مبادرته وامتلاك حافلة وتحويلها إلى حديقة حيوانات متنقلة تجوب قطاع غزة وتذهب إلى كل مكان وتساهم في زيادة وعي الأطفال وتعزيز مفهوم الرفق بالحيوانات.