اليوم الاحد 26 يناير 2025م
أهالي نابلس يشيعون جثمان الشهيد أحمد حشاشالكوفية رئيس الوزراء: حجم المعاناة في قطاع غزة كبير ويتطلب جهود الجميعالكوفية جيش الاحتلال يقتحم بلدة بيت لقيا جنوب غرب رام اللهالكوفية شهيد وإصابات إحداها خطيرة برصاص الاحتلال في شارع الرشيد بغزةالكوفية الأونروا: الوضع الإنساني والأمني في شمال الضفة تدهور بشكل خطيرالكوفية دلياني: رفح شريان حياة حوّله الاحتلال إلى مقبرة جماعيةالكوفية الاحتلال يخطر بهدم 45 منزلا مأهولا في قرية النعمان شرق بيت لحمالكوفية جيش الاحتلال يشن غارة على تجمع للمواطنين في مخيم بلاطة بزعم وجود مسلحينالكوفية بالفيديو || إسرائيل تخرق اتفاق وقف إطلاق النار والنازحون لم يعودوا لغزة والشمالالكوفية عائلات الأسرى الإسرائيليين تنتقد نتنياهو وتطالبه بالالتزام الكامل باتفاق غزةالكوفية وزارة الثقافة تباشر توثيق الأضرار التي لحقت بالمواقع الثقافية في قطاع غزةالكوفية الخارجية تطالب باستجابة دولية عاجلة لدعم جهود الحكومة في إغاثة وإعادة إعمار غزةالكوفية حماس تعقب على منع عودة النازحين إلى منازلهم شمال قطاع غزةالكوفية كاميرا الكوفية: ترصد الدمار في منطقة الزيتون بمدينة بيت حانون شمال قطاع غزةالكوفية مليونية العودة.. النازحين يحملون خيامهم المهترئة ويستعدون للعودة إلى أحضان غزةالكوفية نتنياهو وحكومته.. عندما يتحول الحل العسكري إلى مسرحية هزليةالكوفية استعراضاً القوة العسكرية.. رسائل سياسية واضحة قبل تسليم المجندات الإسرائيلياتالكوفية شبكة مراسلو الكوفية.. تغطية تسليم أسرى الدفعة الثانية مستمرة في عموم الأراضي الفلسطينيةالكوفية بعد استلام إسرائيل الأسيرات.. الفلسطينيون لا يخفون فرحتهم!الكوفية حجم الدمار لن يستوعبه العقل.. غزة والشمال كانا هنا والآن لا شيء سوى الأنقاضالكوفية

حذار من المساس بالجدار الأخير

11:11 - 07 مايو - 2020
طلال عوكل
الكوفية:

ثمة نقلة خطيرة تفوق كل ما يتصل بالفكر السياسي، وموجباته ومحذوراته، إزاء مظاهر التطبيع الثقافي التي ظهرت من قبل خلال بعض الكتابات والتغريدات، ثم بلغت حد الاختراق الذي يعبر عنه خلال شهر رمضان مسلسل إم هارون، ومسلسل 7. في مرات الاختراق السابقة التي وقعت من حفنة قليلة من الكتاب أو الصحافيين كان التصدي لما ورد من آراء ومواقف محدوداً، لكن المسلسلين المذكورين، أشعلا ضوءاً أحمر قوياً، استدعى حملة واسعة مبررة، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لم تقتصر على الفلسطينيين، وإنما اشتملت على مواقف وآراء جريئة من قبل كتاب وإعلاميين ومغردين عرب ومن دول الخليج العربي خصوصاً.

كان قرار أمير الكويت صائباً وعاجلاً واستحقاقاً بدولة وشعب وقيادة الكويت، التي لم تحد يوماً عن التزامها بالقضية الفلسطينية، ولم تتأخر عن تقديم كل مساعدة ممكنة للشعب الفلسطيني. لا زلنا نتذكر ونذكر موقف رئيس مجلس الأمة الذي أدى إلى طرد المندوب الإسرائيلي من اجتماع البرلمانات العالمية، ونذكر مندوب الكويت في مجلس الأمن ومواقفه النبيلة، ولم تكن تلك المواقف سوى امتداد لموقف دولة الكويت الشقيقة التي تتسم سياستها بالموضوعية والاتزان والتوازن.

إذا كان المسلسلان يستحقان هذه الحملة الواسعة من النقد والهجوم وحتى التجريح، فذلك لأن مثل هذا الاختراق يضرب في الصميم الجدار الأخير، وهو جدار الثقافة الذي إن سقط سقطت معه القضية. يمكن لأي شعب أو حركة أن تخسر عشرات المعارك السياسية أو العسكرية، وأن تقدم تضحيات كبيرة، لكن هذه الخسارات لا تطيح بقضية كبرى كالقضية الفلسطينية، طالما بقيت الجبهة الثقافية صامدة.

حين يجري تسويغ التطبيع الثقافي فهذا يعني تدريجياً قلب الحقائق التاريخية رأساً على عقب. لقد اجتهدت الصهيونية العالمية بكل ما تملك من إمكانيات وهي كبيرة وبكل ما تحظى به من دعم من قبل قوى الاستعمار، لكي تنسف الرواية الفلسطينية وأن تزور حقائق التاريخ، لكي تحل مكانها الرواية الصهيونية، كامتداد للطبيعة الإحلالية الاستيطانية التي يتميز بها المشروع الصهيوني من أساسه، لكن كل تلك المجهودات لم تنجح في خلخلة أركان الرواية الفلسطينية.

لقد نجحت إسرائيل في عقد اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، لكنها حتى الآن لم تتخط البعد السياسي والاقتصادي الفوقي، فلقد فشلت إسرائيل رغم مرور زمن طويل على ذلك في أن تخترق الحاجز النفسي والاجتماعي، وفشلت تماماً في اختراق الجبهة الثقافية التي ظلت على التزامها بالحقوق الفلسطينية والعربية.

لكن ونحن نثمن كل من ساهم في الحملة ضد المسلسلين المذكورين، إلا أننا نحذر من أن تنحدر بعض الردود والمواقف إلى مستوى التعميم، سواء على الشعوب العربية أو على الحكومات والأنظمة السياسية. من غير المنطقي أن نضع العرب أو أياً من الدول العربية وخصوصاً الشعوب في خانة أعداء الشعب الفلسطيني وقضيته، فذلك هدف مباشر للسياسة الإسرائيلية التي تسعى بكل إمكانياتها لتجريد الشعب الفلسطيني وقضيته من بُعده ومحيطه العربي الذي ينتمي إليه انتماء الظفر للحم.

قد تخطئ بعض الأنظمة في مواقفها تجاه فلسطين والفلسطينيين، وقد يتوجع الفلسطينيون من بعض هذه السياسات ولا يجدون ما يبررها، لكن ذلك متروك للسياسيين الذين عليهم أن يقدروا المواقف المناسبة التي عليهم أن يتخذوها وتخضع لحسابات كثيرة.

من غير المناسب أن يتنطح كل فلسطيني لقضايا كبرى يمكن أن تشوش على المستويات القيادية وحساباتها. كانت دعوة الصديق الدكتور عاطف أبو سيف وزير الثقافة محقة حين طالب رسمياً بوقف بث هذه المسلسلات، ولكننا نتساءل عن موقف ودور جامعة الدول العربية ولجان مقاومة التطبيع المنبثقة عنها.

ثمة مشكلة أخرى وهي أن الهجوم تركز على المسلسل والفنانة حياة الفهد، في حين أن المسؤولية عن العمل تشمل كل من ساهم وشارك في العمل من صاحب الفكرة والكاتب إلى المنتج والمخرج وبقية الطاقم الفني واللوجستي.

ولعل الأهم من كل ذلك أن يأتي الرد عملياً من المثقفين، مفكرين وإعلاميين وصحافيين وفنانين من الدول التي وقع فيها العمل أولاً، وثم من بقية قطاعات الثقافة العربية. أحياناً لا تنفع كل الأدوية لتسكين بعض الأوجاع، بعد أن يكون الألم قد استفحل في بعض أعضاء الجسم، ولكنه يكون فعالاً حين يتم تناوله قبل أو عند بداية الشعور بالألم.

مطلوب وأد مثل هذه المحاولات قبل أن تستفحل وتتسع، لأن العلاج حينذاك سيكون بلا نتائج أو بنتائج محدودة. في هذا السياق ولمنع استفحال هذا الفيروس الخطير، يستلزم الأمر تحرك السياسة الفلسطينية عبر جامعة الدول العربية وبالعلاقة الثنائية من بقية الدول العربية ونحو تحريك البرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات حتى لا يظهر الطفح مرةً أخرى ويقال إنه تعبير عن حرية الرأي والمناخات الديمقراطية.

حين يتم المساس بالوطنية وبالجذور الثقافية لأي شعب أو أمة، فإن الأمر يخرج تماماً عن الرأي الخاص، ويصل فعلاً إلى حد الخيانة العظمى. مثل هذه الخيانة تستحق أن تتصدى لها بفعالية كل مكونات الأمة ولا تقتصر على نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي أو بعض المواقف والآراء الفردية.

إذا كان نتنياهو وأمثاله يتفاخرون ببعض الاختراقات للسياسة العربية، فإنه سيقيم احتفالات كبرى إذا نجح في اختراق جدار الثقافة العربية.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق