اليوم الاثنين 03 فبراير 2025م
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخالكوفية استعراض لخدمة مشردين وليس لزفة "محتجزين"..يا حماس!الكوفية رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردنالكوفية صمود عربي وفلسطيني في مواجهة الاقتلاعالكوفية بن غفير: نتنياهو يتراجع عن منع السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح والحكومة تنتهك الوعود التي أعلنتهاالكوفية وصول 5 مصابين إلى معبر رفح اليوم وحتى الآن لتلقي العلاج في مصرالكوفية تحقيق إسرائيلي: فشل خطير لـ "القبة الحديدية" أثناء هجوم 7 أكتوبرالكوفية قوات الاحتلال تطلق النار شرقي بلدة الفخاري شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية نتنياهو يُطالب بضمانات أمريكية.. الشروط التي يريدها قبل استئناف المفاوضاتالكوفية رغم الدمار.. أهالي الشمال يعودون إلى منازلهم ويتحدون الخرابالكوفية انطلاق أعمال الاجتماع الطارئ للجامعة العربية لبحث تداعيات قرار "الكنيست" الإسرائيلي بحظر وكالة "أونروا"الكوفية الخيمة خيارهم الوحيد.. عائلة نازحة في غزة تفضل البقاء في الجنوب بدلًا من العودة للشمالالكوفية كيف يمكن أن تغير زيارة نتنياهو لترامب المعادلة في غزة؟الكوفية المعابر والحواجز.. الآلية المعقدة لسفر المرضى من غزة للعلاجالكوفية المعركة المستمرة في جنين.. 13 يومًا من القصف والدمارالكوفية آثار الحرب على صناعة غزة.. كيف تضرر شارع صلاح الدين؟الكوفية عبد العاطي يفضح قمع الاحتلال.. تفاصيل عن الأسرى المفرج عنهم وحالتهم الصحية المؤلمةالكوفية هل تغيّر زيارة نتنياهو لأمريكا مسار الحرب في غزة؟الكوفية بين الحرب والفقر.. أزمة السيولة تضغط على حياة الناس في غزةالكوفية أونروا والمساعدات الغذائية.. تأثير الإيقاف على الأمن الغذائي في غزةالكوفية

صمود عربي وفلسطيني في مواجهة الاقتلاع

16:16 - 03 فبراير - 2025
طلال عوكل
الكوفية:

كأنّه يسابق الزمن، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصدار القرارات، والرغبات، في سياق حربه على المجتمع الدولي بدوله المستقلة ومؤسساته الجمعية، وقيمه الإنسانية والحقوقية.

أربع سنوات عجاف تمرّ على العالم منذ 20 كانون الثاني المنصرم من شأنها أن تصدع أركان الكرة الأرضية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية التي يضعها ترامب في أول أولويات سياسته المثيرة للقلق.

لا يعترف ترامب وفق سياسته، لا بتحالفات تاريخية، ولا بأي اتفاقيات ثنائية أو جمعية، ولا بقوانين رسّختها عقود طويلة من الزمن، كانت جزءاً من مقوّمات استمرار النظام العالمي أحادي القطب لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن.

إذا كان ترامب قد أعلن مراراً، بأنه قادر وسيوقف كافّة الحروب، فإنه قد قرر وشرع في إعلان الحرب على المراكز المؤثّرة في العالم، من خلال وباستخدام قوة الاقتصاد الأميركي، ومن دون استثناء، ترسانته الهائلة من الأسلحة النووية إذا لزم الأمر.

يعتقد ترامب، بأنه كلي القدرة، الزعيم الأكثر حكمة، ومصداقية على وجه الأرض، فهو كما قال المكلّف من الربّ، والقادر على ترميم مواقع الضعف والتراجع الذي تسبّبت به الإدارات الديمقراطية السابقة.

حملته الأولى، استهدفت ما يقول إنهم مهاجرون غير شرعيين، تصل أعدادهم إلى ملايين كثيرة، يرسلهم إلى بلدانهم مكبّلين بالحديد، وفي طائرات عسكرية، بما ينطوي عليه ذلك من إهانة للإنسان، والقوميات التي ينتمي إليها المهاجرون.

رفع نسبة الجمارك على المواد والبضائع المستوردة، من المكسيك وكندا والصين، أصبح قيد التنفيذ، بنسبة 25% باستثناء قطاع الطاقة من كندا 10% والبضائع الصينية 10%.

الدول المعنية ردّت على الفور، بإجراءات مماثلة، فيما الخطوة المقبلة ستكون أوروبا، التي قال ترامب إنها تعاملت مع بلاده بشكل سيّئ جداً، يوجّه تهديداته تباعاً، حيث تنتظر دول «بريكس» حرب ضروس، إن هي استمرت في الابتعاد عن الدولار في تعاملاتها التجارية.

هو يعتقد أنّ بإمكانه إخضاع العالم، وتحويل مواطني دوله إلى عبيد، لا شغل لهم سوى خدمة مصالح بلاده، وتذخير خزينتها وتزويدها بكل ما تحتاجه من ثروات وإمكانيات.

كيف لهذا المتغطرس أن ينجح في إخضاع العالم، حتى لو كانت بلاده تحظى بنسبة 30% من الإنتاج العالمي؟ في حالة واحدة يمكنه أن يفعل ذلك، إذا قرر أن يستخدم الترسانة النووية الأميركية، وحينذاك، لن يبقى على وجه الأرض بشر ولا حجر بما في ذلك بلاده نفسها.

في هذا الزمان لا يجد ترامب له مثيلاً إلّا بنيامين نتنياهو لكنه يأبى على نفسه أن يتعلم منه ما أفرزته حرب الإبادة الجماعية التي شنتها دولة الاحتلال والإجرام على قطاع غزة لخمسة عشر شهراً، يفيد 96% من الجمهور الإسرائيلي أنّه فشل في تحقيق أهدافها.

العرب كلّ العرب، يجدون أنفسهم أمام تحدٍ تاريخي يمسّ كراماتهم، واستقلالهم، وسياداتهم على بلدانهم، وحتى احترامهم لأنفسهم.

ليس أقبح من سياسة الاستعلاء التي لا يكفّ ترامب عن التعبير عنها، بقدرٍ من السخرية حين يتحدث عن عزمه على استحلاب أموال العرب.

خلال سنواته الأربع المنصرمة، كان قد طرح «صفقة القرن»، واعترف للدولة العبرية بالسيادة على القدس، وعلى هضبة الجولان السورية المحتلة، فماذا سيفعل هذه المرّة خلال السنوات الأربع المقبلة.

لم يكن قراره الحازم، بوقف إطلاق النار في غزّة، بهدف الإفراج عن الرهائن، إلّا لأن ذلك يشكّل خطوة تمهيدية لتصفية القضية الفلسطينية.

لا يمكن لأحد أن يصدّق بأن قرار ترامب يعود لأسباب إنسانية وحرصاً على أهل غزة، الذين فقدوا الكثير من الأرواح، وتركت الحرب بلادهم دون أي مقوّمات للحياة، التي لا يعترف طبعاً بأن دولة الاحتلال بدعم من بلاده هي المسؤولة عمّا يعانيه سكان القطاع.

يتحدث ترامب بلغة الواثق، والآمر الذي لا يرد له قرار، بأنه سيعمل على تطهير القطاع من سكانه.

المفروض حسب ترامب أن تستقبل مصر والأردن، نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، حتى يمكن لشركاته الاستثمارية أن تعيد بناء غزة، ويفترض ترامب أن تغييب الغزّيين عن أرضهم سيستغرق بين 10 - 15 سنة، هي المدة التي تستغرقها عملية إعادة الإعمار.

حين رفضت مصر، والأردن، الانخراط في هذا المخطّط قال ترامب رداً على سؤال أحد الصحافيين: إنهم سيفعلون ذلك، فلقد قدمنا لهم الكثير.

مرة أخرى العنجهية والفوقية، وسياسة الإملاء القسرية، ظنّاً بأن هذه الدول وشعوبها، سترفع له الرايات البيضاء، حتى لو كان على حسابها، بملء الفم، قالت مصر، منذ أن كان هدف التهجير إلى سيناء بداية الحرب الإجرامية، إن هذه السياسة تنطوي على تهديد للأمن القومي المصري وإنها تصطدم بمسؤوليات مصر القومية تجاه القضية الفلسطينية.

التهجير، أيضاً، يستهدف الأمن القومي الأردني، فإذا كان الأمر في البداية يبدو على أنه ذو أبعاد عملياتية إدارية، إلّا أنه يشكّل خطوة كبيرة وخطيرة نحو «الوطن البديل» الذي يشكّل جوهر السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

إصرار ترامب على تنفيذ أوهام الصهيونية الدينية تجاه القطاع وسكّانه من شأنه أن يرفع درجات حرارة الصراع والتحدي الإقليمي على نحو أشدّ خطورة واتساعاً من احتمالات أقلمة الصراع خلال حرب الإبادة.

من المتوقّع إذاً أن تواجه عملية إعادة الإعمار، وتزويد أهل القطاع باحتياجاتهم الأساسية، من خيام ومستلزمات طبية، ومواد إغاثية وطاقة، وآليات للعمل وغيرها من مستلزمات الحياة بحدها الأدنى، من المتوقع أن تشهد تعثّراً مقصوداً، بهدف الضغط على الناس، إلى أن يقبلوا تحت الضغط الرحيل.

واضح أن ترامب وطاقمه وأدواته الإسرائيلية لم يفهموا بعد خصائص الفلسطيني وليس فلسطينيو القطاع سوى نموذج للعنصر الفلسطيني في الضفة والقدس و»الداخل»، وحتى فلسطينيي الشتات.

لا يحتاج أهل القطاع إلى إنسانيات ترامب الكاذبة، ولا يحتاجون إلى مساهمة بلاده في إعادة ترميم وبناء حياتهم من جديد، إذ يكفيهم أن يتمّ رفع الحصار عن القطاع، وستكفيهم سواعدهم وإرادتهم على إعادة بناء حياتهم كما يشتهون لا كما يشتهي المتآمرون على قضيتهم.

لا يدرك بعد ترامب ومستشاروه، أنّ حرب الإبادة الجماعية والتجويع، قد تركت شعباً، وعائلات لم يبقَ منها سوى من لا يملك شيئاً يخشى فقده، إلّا الأرض والذكريات، والتصميم على مواصلة الحياة والكفاح لضمان حياة أفضل، وحياة مستقرة بلا حروب، لأجيالهم المقبلة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق