القاهرة: أطلقت مصر قافلة مساعدات إنسانية ضخمة لصالح قطاع غزة، تتضمن 4200 طن من المواد الأساسية مثل الأجهزة الطبية، سيارات الإسعاف، مستلزمات العناية بالأطفال، الأدوية، الأغذية الجافة، الأطعمة المعلبة، المياه، الملابس، الأغطية الثقيلة، والمواد المطهرة.
تعتبر هذه القافلة هي الرابعة عشر التي تقدمها مصر منذ بدء حرب غزة، عبر ذراعيها التنمويين: صندوق تحيا مصر التابع للحكومة المصرية، وتحالف العمل الأهلي التنموي، الذي يضم عشرات المؤسسات الأهلية العاملة في المجال الإنساني.
وتستمر قوافل المساعدات من مصر والعالم العربي ومنظمات الإغاثة الدولية في التدفق إلى غزة، في إطار جهود الإغاثة ودعم المواطنين في القطاع الذين يواجهون تداعيات الحرب، الحصار، والظروف المعيشية الصعبة.
وقالت مصادر محلية في معبر رفح أن هناك تراجعاً ملحوظاً في حركة المساعدات المنقولة جواً عبر مطار العريش، وهو ما كان مغايراً للتوقعات خاصة بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير.
منذ بداية حرب غزة في أكتوبر 2023، كان مطار العريش يستقبل يومياً العديد من الطائرات المحملة بمساعدات ضخمة لقطاع غزة، رغم العراقيل التي وضعتها إسرائيل أمام تدفق هذه المساعدات خلال فترة الحرب.
لكن في مرحلة التهدئة الراهنة، ومع تراجع هذه العراقيل، كان من المتوقع أن تعود حركة المساعدات الجوية بكثافة عبر مطار العريش، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، باستثناء بعض الطائرات الإماراتية التي نقلت معدات طبية مخصصة للمستشفى الميداني الإماراتي في إطار عملية الفارس الشهم رقم 3.
وبعد التقصي حول هذا الموضوع ىتبين أن آلية إرسال المساعدات قد شهدت تغييرات هامة، حيث تم تشكيل شراكات بين مؤسسات المجتمع المدني المصري والهيئات الإغاثية الخارجية. وتقوم هذه الشراكات على تمويل قوافل مساعدات إنسانية، مع توفير جمعيات أهلية مصرية لتجهيز ونقل كميات المساعدات المطلوبة إلى غزة باستخدام الشاحنات.
وتسمح هذه الآلية الجديدة بتحقيق سرعة أكبر في تأمين كميات كبيرة من المساعدات بتكلفة أقل، مقارنة بالآلية السابقة التي كانت تعتمد على الطائرات التي تستهلك كميات ضخمة من الوقود.
ومنذ بدء تدفق المساعدات تزامناً مع سريان الاتفاق، يشهد معبر رفح حركة نشطة، حيث يتم يومياً تجهيز شحنات من المواد الغذائية الأساسية، الأدوية، البطانيات، والمعدات الطبية للمستشفيات في غزة.
ويؤكد مسؤولون في المعبر أن عمليات التحميل والتفريغ تتم بشكل منتظم في معبري العوجة وكرم أبو سالم، بهدف تسريع وصول المساعدات للمحتاجين في الوقت المناسب.
وتهدف هذه المساعدات إلى توفير الحد الأدنى من الاحتياجات العاجلة والمنقذة للحياة، في ظل الظروف الحالية التي تفرض تحديات كبيرة على الحياة اليومية في غزة.