- استشهاد الشاب احمد بسام قديح؛ متأثرًا بإصابته شرقي خان يونس
القدس المحتلة: أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن غزة تقف اليوم عند مرحلة البقاء والتعافي، بعد خمسة عشر شهرًا من القصف الإسرائيلي الإبادي الذي خلّف دمارًا غير مسبوقًا. فقد أسفر العدوان الاسرائيلي الابادي عن تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية للقطاع، وتهجير قرابة مليوني فلسطيني وفلسطينية، واستشهاد أكثر من 47 ألف إنسان غالبيتهم من الأطفال والنساء. إلا أن الكارثة تتجاوز الأرقام لتكشف عن أزمة أعمق تتمثل في الصدمة النفسية والاجتماعية والوجودية التي يعانيها مجتمع إنساني تعرّض لحرب إبادة استهدفت وجوده، ما يتطلب نهجًا شاملاً لإعادة التأهيل يستعيد الحياة الإنسانية ويعيد بناء نسيج المجتمع.
وقال دلياني: "إعادة الإعمار في غزة ليست مجرد بناء منازل، بل هي استعادة للحياة. فقد تعرض أهلنا في غزة، إلى تدمير المادي واستهداف منهجي لانسانيتهم وصحتهم النفسية وتماسكهم الاجتماعي. التعافي الحقيقي يتطلب نهجًا متكاملاً يدمج بين إعادة الإعمار المادي والمعالجة الاجتماعية".
وأشار دلياني إلى أن "الجراح النفسية والمجتمعية التي خلّفتها حرب الإبادة الإسرائيلية لا تقل في آثارها عن الدمار المادي. وقد أظهرت الدراسات أن الصدمات في المجتمعات الخارجة من النزاعات تمتد آثارها إلى مستويات متعددة: داخلية، وعائلية، ومجتمعية." وأضاف: "بالنسبة لأطفالنا في غزة الذين شهدوا مقتل أفراد عائلاتهم، وتدمير منازلهم، وتفكك شبكاتهم الاجتماعية، فإن آثار جرائم حرب الابادة الإسرائيلية تتجاوز اللحظة الراهنة. أطفالنا بحاجة إلى تدخلات تعالج احتياجاتهم النفسية والمجتمعية الفورية وتوفر لهم الفرص لإعادة بناء الثقة والأمل في مستقبلهم".
وشدد دلياني على أن "صمود شعبنا الفلسطيني يمثل قوة لا تعرف الانكسار، لكنه وحده لا يكفي لشفاء الجراح التي خلفتها حرب الإبادة الاسرائيلية. هذا يتطلب اعترافًا دوليًا بإنسانيتنا والتزامًا بمعالجة الآثار طويلة الأمد لهذه الحرب على الأفراد والمجتمعات".
وعلى المستوى المجتمعي، أشار دلياني إلى أن تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمؤسسات الاجتماعية، قد أدى إلى تفكيك نسيج الحياة المجتمعية. ومع تدمير أكثر من 245 ألف منزل، اضطر العديد من العائلات للعيش في ملاجئ مؤقتة، حيث يزيد الاكتظاظ وانعدام الموارد الأساسية من معاناتهم.
واختتم دلياني بالقول: "إعادة إعمار غزة مسؤولية إنسانية واختبار لالتزام العالم بالعدالة وحقوق الإنسان والكرامة. لكي تنهض غزة من جديد، يجب تفكيك أنظمة القمع الإسرائيلية التي تُديم معاناة شعبنا، ويجب أن تتمحور عملية إعادة التأهيل حول إنسانية شعبنا وصموده. إن تعافي غزة هو استعادة للحق في الحياة".