القدس المحتلة: أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بأن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، والتي أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن عشرة من ابناء شعبنا وإصابة أكثر من أربعين آخرين في أقل من 24 ساعة، تُجسد انعكاس مباشر للسياسات القمعية التي تشكل جوهر دولة الاحتلال. وأكد دلياني أن هذا العدوان الدموي هو جزء لا يتجزأ من منظومة استعمارية تستهدف محو الهوية الفلسطينية واستئصال وجودها من المشهد التاريخي والسياسي للمنطقة.
وأضاف دلياني أن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي أطلقت عليها دولة الاحتلال اسم "الجدار الحديدي"، تمثل استمراراً للنهج الاسرائيلي طويل الأمد في تكريس احتلاله العسكري غير الشرعي وتعزيز سياساته الاستيطانية التي تقوم على الاضطهاد والقمع. وأشار إلى أن "توقيت هذا الهجوم، الذي جاء عقب وقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، يكشف الطبيعة المدروسة لهذه الأجندة العسكرية، والتي تهدف إلى إبقاء شعبنا تحت وطأة العدوان المستمر".
وأوضح دلياني أن تحكم المتطرفين الأيديولوجيين في مراكز صنع القرار داخل دولة الاحتلال، وعلى رأسهم دعاة الصهيونية الدينية الفاشية، قد أعطى دفعة جديدة لمشروعهم الاستعماري الاستيطاني الذي يُنفذ بغطاء من إرهاب الدولة المنظم. كما لقت إلى تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش بشأن "إعادة تعريف التصور الأمني" في الضفة الفلسطينية المحتلة، موضحًا أن هذه التصريحات تمثل غطاءً مخادعًا لتمرير أجندات التطهير العرقي والتهجير القسري بحق شعبنا الفلسطيني، تحت ستار شعارات أمنية زائفة. وأضاف أن هذه الدعوات تكشف عن نوايا الاحتلال الحقيقية لتسريع وتيرة المشروع الاستيطاني الاستعماري، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية، في محاولة لتشويه الواقع وفرض وقائع جديدة على الأرض تعزز من سياسات الاحتلال القائمة على الإقصاء والاضطهاد.
وفي سياق نقده للمجتمع الدولي، شدد دلياني على أن استمرار الصمت العالمي حيال الجرائم الإسرائيلية والانتهاكات المتكررة للقانون الدولي يرسخ سياسة الإفلات من العقاب ويكرس دائرة الإرهاب الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني. وقال دلياني في ختام تصريحه: "إن صمت القوى الدولية لا يُفسر إلا كموافقة ضمنية على نظام استعماري يتفاخر علنًا بمخططاته الإجرامية. الوقوف مع فلسطين ليس عملاً خيرياً، بل هو التزام أخلاقي وإنساني في مواجهة سياسات القمع والظلم".