غزة: بعد مرور 15 عاما، ما زال الانقسام الفلسطيني الداخلي يُلقي بظلاله السلبية على المشهد السياسي، فضلا عن تأثيره الشديد على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة.
بدوره، أكد عضو المجلس الثوري بحركة فتح عبد الحميد المصري، اليوم الثلاثاء، أن رئيس السلطة محمود عباس لم يرق له أساساً أي تحرك من شأنه إنهاء الانقسام، ولم يتحمس لصالح المصالحة المجتمعية، "فدم غزة لم يكن يعنيه".
وقال المصري في تصريحات صحفية، إنّ عباس وفريقه لم يكن لديهم مانع التفاوض مع الاحتلال، وبقي لديهم مانع التواصل مع أبناء شعبهم.
وأضاف، "حتى الانتخابات ألغيت تحت ذرائع وحجج واهية؛ لمعرفته الحتمية بخسارة موقعه".
من جهته، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح د. ديمتري دلياني، إن الانتخابات التي حرم منها شعبنا بفعل قرارات محمود عباس، جاءت تحت ذرائع غير حقيقية.
وتساءل دلياني "أين قرار الرفض (الإسرائيلي) بإجراء انتخابات في القدس؟"، مكملا: "اتفاق أوسلو أساسا لا ينص على وجوب أخذ إذن من الاحتلال، بل يتحدث عن إبلاغه بإجراء الانتخابات فقط".
وأوضح أنّ محمود عباس لم يكتف بمنع إجراء الانتخابات؛ بل أقدم على الإطاحة بكل شخصية يشعر أنها مقيدة له ولسلوكه وملتزمة بنظم الحركة وضوابطها.
كما أوضح أنّ عباس تخلص من القائد الوطني محمد دحلان ورفاقه وكذلك من حركة حماس؛ "ليفتح الباب لنفسه كي يتغول على القانون ويفعل ما يروق له على صعيد ترسيخ نفوذه وفريقه وأبنائه على حساب الوطن".
من جهته، نوه عضو المجلس الثوري بالحركة عبد الفتاح حمايل، إلى أن رئيس السلطة محمود عباس اتخذ من القدس شمّاعة لتعطيل الحياة الانتخابية والديمقراطية، بغية استمرار الانقسام.
وأوضح حمايل أنّ كل الذرائع التي اتخذها عباس لم تقنع شعبنا الفلسطيني، ولم يكن هدفها سوى إطالة أمدّ الانقسام وبقائه في الحكم.
واستغرب أن يضع أهم قضية مصيرية بين يدي الاحتلال، "فقد وضع القدس مبرراً لمنع شعبنا من حقه في الانتخابات".
وفي 14 يونيو/ حزيران لعام 2007، سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، بعد اشتباكات مُسلّحة دارت مع عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية وحركة فتح، قبل أن يُصدر رئيس السلطة محمود عباس أوامره للأجهزة الأمنية بالانسحاب من المقار الأمنية.
ومنذ ذلك الوقت والنظام السياسي الفلسطيني في الأراضي المحتلة يعاني من انقسام، عزّز حالة الفصل الإداري والجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، والتي أوجدتها إسرائيل.
وعلى مدار السنوات الماضية، لم تفلح كافة الجهود التي بذلها وسطاء إقليميون من لمّ شمل الفلسطينيين، وتوحيد صفوفهم.