خاص: قال رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، إن حكومة الاحتلال تسعى إلى تطويق مدينة القدس بالاستيطان وتقطيع أوصالها بين مركز المدينة والأحياء المحيطة، وذلك تمهيدا لتهويدها كليا.
وأضاف، خلال لقائه ببرنامج "استديو الرابعة" على "قناة الكوفية"، أن دولة الاحتلال تسعى لحسم قضية القدس من الناحية الجغرافية والديمغرافية من ناحية السكان، وأن إسرائيل تسيطر على أكثر من 75 % من مساحة القدس، ناهيك عن المحاولات الإسرائيلية منذ العام 1967 لتهويد المدينة بشرقها وغربها بشكل نهائي وإخراجها من ملف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في المستقبل، بصفتها عاصمة موحدة لإسرائيل.
وأشار، إلى أن حكومة الاحتلال تسعى لتفتيت الأحياء العربية وعزلها بالاستيطان، معتبرا أن إسرائيل تتعامل مع قضية القدس وفق الأهداف الأمنية الإسرائيلية بالدرجة الأولى، وذلك من خلال ربط المستوطنات الإسرائيلية في جبل المشارف مع منطقة الشيخ جراح، بهدف تقطيع أوصال المدينة وعزل الأحياء العربية عن بعضها البعض، ناهيك عن سياسة دولة الاحتلال إلي بناء سد استيطاني في منطقة المطار في القدس، من أجل القضاء على حلم قيام الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتابع، أن الشعب الفلسطيني لديه القدرة على القضاء على المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفية مدينة القدس وعزلها عن محيطها الجغرافي والسكاني.
وأوضح التفكجي، أن الشعب الفلسطيني أسقط عدة مشاريع استيطانية كبيرة كانت تسعى حكومات الاحتلال المتعاقبة لتنفيذها، ومنها المشروع الاستيطاني الذي كان سيعمل على تقطيع أوصال الأحياء العربية في القدس بالطرق الالتفافية عام 1983، والمشاريع الاستيطانية التي تم إقرارها في العام 1973 في جبل المكبر وغيرها من المخططات الاستيطانية.
وأكد، أن الشعب الفلسطيني الذي انتفض في الخان الأحمر وانتصر في معركة البوابات الإلكترونية في القدس في العام 2017، قادر على إيقاف كل المشاريع الاستيطانية التي تحاول تهويد المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها الأصليين.
وكشف التفكجي، أن دولة الاحتلال تسعى إلى اكتمال محاصرة القدس كليا بحلول نهاية العام 2050، وإقامة المطار الأضخم في منطقة الشرق الأوسط والعمل على بناء المدن الصناعية وتشجيع السياحة الدينية والعلاجية والعادية في القدس، تمهيدا لتهويدها وتحويل سكانها الأصليين إلى أقلية عربية أمام اليهود، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية انسحبت فعليا من القدس من الناحية السياسية.
وفي ذات السياق، قال أستاذ العلوم السياسية والمختص في الشؤون الإسرائيلية سعيد زيداني، إن الممارسات الإجرامية الإسرائيلية التي تستهدف مدينة القدس، تهدف إلى تغيير الوضع الجغرافي والديمغرافي للمدينة وتفريغها من سكانها الأصليين والعمل على تعزيز الاستعمار الاستيطاني في القدس وأحيائها وضواحيها العربية.
وأضاف، أن حكومة الاحتلال تسعى إلى تصفية الوجود الفلسطيني في القدس من خلال محاصرتها بالاستيطان وعزل الأحياء عن بعضها البعض، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال والإدراة الأمريكية الحالية تتبادلان الأدوار فيما بينهما في فرض الإجراءات الإسرائيلية بالقدس.
وأشار، إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يسعى لإشعال الأوضاع الميدانية في القدس وخاصة في منطقة الشيخ جراح وباب العامود، وذلك من أجل إحراج الحكومة الإسرائيلية الحالية أمام المستوطنين والجمهور الإسرائيلي، بصفتها حكومة ضعيفة لا يمكنها اتخاذ خطوات لصالح اليهود والمستوطنين.
وتابع، أن حكومة الاحتلال تحاول تهدئة الأوضاع في مدينة القدس وباب العامود، من خلال العمل على تهدئة الجبهات مع قطاع غزة والضفة الفلسطينية، وذلك بعد تصاعد العمليات الفدائية في الداخل المحتل وفرض التحديات الأمنية أمام الحكومة الإسرائيلية لمواجهتها.
ونوه زيداني، إلى أن الفصائل الفلسطينية غير معنية بالتصعيد الميداني في الوقت الحالي، مضيفا بأن رد الفعل الفلسطيني سيكون شعبيا وجماهريا في كل المناطق الفلسطينية، مشيرا إلى أن المقدسيين في خط الدفاع الأول في مواجهة الاحتلال وعربدة مستوطنيه في القدس.
