إنا هنا باقون نحرس ظل التين والزيتون، نصنع الأطفال، جيلا ثائرا وراء جيل، حتى تحرير فلسطين.
كلمات تجسد حال المواطن الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ومخططاته التهويدية، فهو الثائر والثابت، المثابر والمقاتل، هو من استثمر كل مناسبة ليؤكد أن فلسطين أكبر من جدرانهم العالية، مرددا: هذا صوتي حتى موتي، فلسطيني لن أتنازل عن أرضي.
منذ أن حلت لعنة الاحتلال على فلسطين عام 1948، لم تدخر إسرائيل جهدا للسيطرة على كامل الأرض الفلسطينية، وعملت بكل عددها وعتادها لانتشال سكانها من قراهم ومدنهم، لتقيم فيها مدنا وأحياء للمستوطنين.
معركة الاحتلال الكبرى في سنوات ما بعد النكبة تركزت في مدينة بئر السبع المعروفة اليوم بالنقب التي تشكل حوالي نصف مساحة فلسطين المحتلة، إذ تركزت سياسة الاحتلال على نهب وسلب الأراضي، وتجزئة وتقسيم المناطق كي تسهل السيطرة عليها.
ثمة نقطة تحول حدثت منتصف السبعينيات، بعد مصادقة حكومة الاحتلال على مصادرة 21 ألف دونم لبناء المزيد من المستوطنات؛ وهو ما قوبل برفض واسع من الاهالي الذين أعلنوا الإضراب الشامل يوم الـ30 من مارس/ آذار عام 1976 رد الاحتلال جاء دمويا، إذ اجتاحت مدرعاته القرى والبلدات الفلسطينية، وشرعت في إطلاق النار عشوائيا ما أدى لارتقاء ستة شهداء وإصابة العشرات، لتشهد فلسطين اول مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال امتدت للمدن والقرى كافة، وليصبح الثلاثون من مارس يوما للأرض.
اليوم وبعد مرور نحو 5 عقود، يواجه فلسطينيو الداخل المحتل المصير ذاته، حيث لم تتوقف مخططات الاحتلال لسرقة الأرض بذرائع مختلفة، جميعها قوبلت بمقاومة فلسطينية شرسة وإصرار على التمسك بالأرض والهوية، تحت شعار "إنا لأرضنا وإنا إليها لعائدون".