خاص: قال الكاتب والمفكر المصري د. عمرو الشوبكي، إن الترابط المصري الفلسطيني ثابت لا يتغير، مهما تعددت الظروف والأحداث.
وأضاف الشوبكي، خلال لقائه ببرنامج «القاهرة القدس» الذي يقدمه الإعلامي يحيى النوري على قناة «الكوفية»، أن فكرة الدولة الواحدة التي يمكن أن يعيش عليها الشعبان، هي الحل الوحيد المتاح الآن بعد أن نجح الاحتلال في وأد حل الدولتين، مشيرًا إلى أنّ كل حركات التحرر الوطني عبر التاريخ قامت على أداتين مهمتين، الأولى سياسية، والأخرى نضالية، وأن أي سجال بين التيارين قد يضر بالشعب طالما انه ليس هناك تنسيق بين الجانبين.
وأوضح، أن اللحظة التاريخية هي ما يحكم القناعات السياسية، مشيرًا إلى أنه لا يصح الآن الحكم على الموقف الفلسطيني الذي صاحب مبادرة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، إبّان زيارته للكنيست الإسرائيلي، كما لا يمكن الحكم الآن أيضًا على ما حدث سنة 1948م، فلكل لحظة تاريخية ظروفها وملابساتها التي تحدد المسار السياسي والقناعات.
وتابع، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن اتفاق «أوسلو» رغم ما حمله من عيوب، غير أنه يمثل مسارًا مهمًا في تاريخ القضية الفلسطينية.
وكشف، أن اليمين الإسرائيلي المتطرف استفحل بعد أوسلو، لكن ذلك لا يمنع أننا حققنا بعض المكاسب السياسية بفضل هذه الاتفاقية، رغم ما لديّ شخصيا من تحفظات عليها.
وأشاد الشوبكي، بالجهود المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القاهرة نجحت في ربط إعادة الإعمار بشرط إقرار هدنة مع الاحتلال، وهو ما يضع إسرائيل أمام مسؤولياتها في وقف العدوان الذي يهدم ويدمر ثم يأتي من يعمّر من جديد، لكن إقرار الهدنة هو بحد ذاته إنجاز إضافي.
وقال، إن الانقسام الفلسطيني المستمر منذ عقود انعكس على حضور القضية على مختلف المستويات إقليميًا ودوليًا، داعيًا إلى ضرورة تحويل الانقسام إلى توحد ومصالحة يستطيع الفلسطينيون من خلالهما مواجهة الاحتلال.
وتساءل السياسي المصري، ألا يدرك طرفا الانقسام الفلسطيني أنّ الأزمة أكبر من الخلاف السياسي الداخلي، وأن هناك بلدًا واقعًا تحت الاحتلال يحتاج إلى التوحد في مواجهته، لذا يجب على الجميع أن يضطلع بمسؤولياته والقفز فوق كل خلاف حتى نستطيع مواجهة إسرائيل والعمل على تحقيق حلم بناء الدولة الفلسطينية.
وطالب الشوبكي بضرورة الحفاظ على منظمة التحرير إطارًا جامعًا ينضوي تحته الكل الفلسطيني، وكذلك إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تفرز وجوها جديدة تعبر عن المواطن الفلسطيني ورغبته في تحرير بلاده.