- كتائب القسام تشيع 15 شهيدا من عناصرها ارتقوا خلال اشتباكات مع الاحتلال في خانيونس خلال العدوان
خاص: قال وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، إن القضية الفلسطينية تمثل الملف الأبرز والأهم في منطقة الشرق الأوسط، وإنه من الخطأ أن نسمح ببقاء الوضع الحالي على ما هو عليه، لأنّ أطرافًا أخرى تستفيد من هذا الوضع.
وعرّج، خلال لقائه ببرنامج «القاهرة القدس» الذي يقدمه الإعلامي يحيى النوري، على قناة «الكوفية»، على طرح القائد محمد دحلان بشأن «الدولة الواحدة»، قائلًا أنا كعربي أستطيع أن أتفهم هذا الطرح، وأعرف أنه ربما محاولة لإنقاذ ما تبقى من القضية في ظل تآكل «حل الدولتين» بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي، لكنني لا أستطيع بحالٍ أن أطرحه على الفلسطينيين بشكل مباشر، لكن من حق الشخصيات الفلسطينية الوازنة طرحه ونحن نشارك في مناقشته، مستشهدًا بموقف مشابه حدث مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات قائلًا «كلفني الرئيس الراحل حسني مبارك بمقابلة أبو عمار، وقال لي: ساعده في اتخاذ قراره بعرض الأمور ومناقشة أي بنود وتنفيذ كل ما يطلب منك، لكن يبقى القرار في النهاية فلسطينيًا بحتًا».
وتابع، أن الفلسطينيين لم يكونوا يومًا دعاة حرب، رغم أن الحرب حق مشروع إزاء تعنت الاحتلال، لكنهم دائمًا كانوا يطالبون بالحل ومنحهم حقَّ إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الدبلوماسي المخضرم، إن العالم كله، وليس الإقليم فقط، منشغل منذ عدة سنوات بالأحداث الجارية في كلٍ من اليمن، وسوريا، وليبيا، والعراق، والسودان.. وأخيرًا جاءت قضية أوكرانيا لتحوّل أنظار العالم عن قضيتنا القومية والرئيسة، ولكن الواجب علينا ألّا نسمح بتراجع هذا الملف، بل أن نطرحه في كل المحافل لتذكير العالم به.
واستحضر فهمي، مواقف للرئيس الشهيد ياسر عرفات، قائلًا «سألت الرئيس أبو عمار ذات مرة عن مغزى جولاته المكوكية التي لا تنقطع حول العالم، فأجاب بأن هذه الزيارات بمثابة تمهيد للتفاوض، ولعرض قضيتنا لتبقى حاضرة بكل تفاصيلها أمام الجميع».
وتابع، أن الواجب على السلطة الفلسطينية، أن تواصل مساعيها لدى المجتمع الدولي وحشد المساندة قبل الجلوس إلى طاولة مفاوضات، مشيرًا إلى أن «حق العودة، الحدود، إدارة المدينة المقدسة...» كلها تفاصيل تفاوضية يتم حسمها على الطاولة، لكن هناك مقدمات يجب أن تسبق عملية المفاوضات تتمثل في حشد التأييد الدولي والاعتراف بحل الدولتين على حدود 1967م.
وحول موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، من القضية الفلسطينية، قال إنه يجب طرح «حل الدولتين» بشكل مباشر من أجل ممارسة ضغط على نظام بايدن والمطالبة باتخاذ موقف واضح يعيد القضية مباشرة على قائمة اهتمامات البيت الأبيض، ما يؤهلنا للدخول مباشرة في مفاوضات عندما تسنح الفرصة، لكن البقاء في وضع الركود بدعوى أن المناخ السياسي غير مُواتٍ، يقتل قضيتنا ويُفقدُنا فرصة الحفاظ عليها في صدارة أولويات المجتمع الدولي.
وأشار فهمي، إلى أنه بغض النظر عن موقف اليمين الأمريكي، إلّا أن هناك عددا كبيرا جدا من الجامعات ومنظمات المجتمع المدني وحتى نشطاء من اليهود، ترفض الاستيطان وتعارض الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال بحق المواطنين في الأراضي الفلسطينية.
وعقد الوزير المصري السابق، مقارنةً بين الحالة الفلسطينية من حيث الانقسام وبين الخلافات الداخلية في دولة الاحتلال، داعيًا الفصائل الفلسطينية إلى القبول بأخف الضررين، طالما أنّ الوضع لا يسمح بعقد مصالحة شاملة فعلى كل الفصائل الاتفاق على خطة عمل مرحلية لعبور المرحلة الراهنة، كما حدث فعلا بين أقصى اليمين وأقصى اليسار في دولة الاحتلال.
ودعا، إلى عدم فصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية، والإسراع بالذهاب إلى صندوق الانتخابات، والتركيز على فلسطينيي الداخل المحتل واعتبارهم ركيزة أساسية في إقامة الدولة الفلسطينية سواءً في إطار «حل الدولتين»، أو «الدولة الواحدة» المتمثل في طرح القائد محمد دحلان.
وحثّ الأطراف الفلسطينية، على احترام قيادة السلطة طالما أنها تمضي في إطار الدستور والقانون، مشيرًا إلى ضرورة الإسراع بالاحتكام إلى صندوق الانتخابات وعلى ضوء ما تسفر عنه النتائج يتم رسم السياسة العامة مستقبلا.
وحول المبادرة الجزائرية للمصالحة الفلسطينية، قال الدبلوماسي المصري المخضرم، إن نجاح هذه المبادرة يحتاج إلى تكاتف الجهود الدبلوماسية العربية من أجل إنهاء الانقسام وتكوين موقف فلسطيني موحد في مواجهة الاحتلال.
وشدد فهمي على ضرورة إشراك الشباب في العملية السياسية، لما يمثله عنصر الشباب من دورٍ مؤثرٍ في معركة التحرير المقبلة، مستشهدًا بما قاله رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إسحق رابين بأن الانتفاضة التي قادها الشباب الفلسطيني أجبرته على القبول باتفاق أوسلو.