- قوات الاحتلال تفرج عن المرابط خير الشيمي بشرط تجديد إبعاده عن المسجد الأقصى
- قوات الاحتلال تفرج عن الصحافية بيان الجعبة بشرط الحبس المنزلي
متابعات: يصادف يوم الجمعة 25 فبراير/شباط ذكرى مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية في الضفة الفلسطينية عام 1994 والتي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين حين أطلق النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم صلاة الفجر يوم الجمعة في منتصف شهر رمضان وراح ضحيتها 29 شهيدا وجرح 150 آخرون.
الطبيب القاتل
الطبيب اليهودي باروخ جولدشتاين ولد في ديسمبر/ كانون الأول 1956 في حي بروكلين بنيويوروك لعائلة يهودية أرثوذكسية متشددة، تابع دروسا دينية في "يشيفا" كما تابع دروسا معهد ألبرت انشتاين التابعة لجامعة "بشيفا" وهي جامعة خاصة يهودية وعمل في مستشفى بدوكريل في بروكلين بعد تخرجه منها.
الانتماء السياسي المتشدد
كان باروخ مؤيداً للتيار المتشدد للصهيونية الدينية حيث كان عضوا في Jewish Defense League المتشددة والمحسوبة على اليمين المتطرف والتي أسسها مائير كاهانا وأصبح واحدا من قادتها، هاجر إلى إسرائيل وعمل في جيشها كطبيب عرف عنه رفضه مدواة غير اليهود حتى لو كانوا يخدمون في الجيش.
شاهد على المجزرة
الفلسطيني مأمون وزوز، كان واحدًا من المصلين الموجودين في الحرم الإبراهيمي في ذلك اليوم المؤلم وشهد تفاصيل المجزرة، يقول إنه كلما اقترب من المسجد الإبراهيمي أو ذكر اسمه أمامه عاد لتفاصيل تلك المجزرة المرعبة واستشعر رائحة دماء الشهداء من أصدقائه وأحبته الذين فقدهم في ثوانٍ معدودة، ولولا إرادة الله لكان واحدًا من بين أولئك الشهداء.
وتابع، "كنت في الثامنة عشرة، شابًا ملتزمًا في صلاتي في المسجد الإبراهيمي وتحديدًا صلاة الفجر في رمضان فقد كان له سحر خاص في حياتي، إنه جزء من كياني ووجودي".
أضاف، "قبل بدأ المجزرة ببضع دقائق طلب مني أحد المصلين أن انتقل من مكاني وسط المسجد إلى منطقة أخرى أكثر اتساعًا كانت بالعادة مخصصة للنساء لكنهنّ انتقلن في ذلك اليوم لمكان آخر، وكنا في سجدتنا الأولى حين انهمر علينا الرصاص".
جريمة نكراء بعلم ودعم جيش الاحتلال
وأكد مأمون، أن القاتل الصهيوني "غولدشتاين" كان يحمل ذخيرة تكفي لقتل المُصلين كافة وأنه صوّب سلاحه باتجاه المحراب لضمان قتل أكبر عدد ممكن من المصلين حيث يزيد عددهم في ذلك الجزء من المسجد، مؤكدًا أن المسجد كان شبه خالٍ من جنود الاحتلال على غير العادة، ما يعني أن الجريمة كانت مدبرةً من قبل الجيش والمستوطنين.
في تلك اللحظة استدار مأمون خلف المقام واحتمى به فنجا من رصاص المستوطن، لكنه لم ينجُ من ملاحقة مشاهد المجزرة لذاكرته حتى هذا اليوم.
وأضاف" كنا في السجدة الأولى، ولولاها لما بقى حيًا في المسجد، أما كل من حاول إيقاف المستوطن في بداية إطلاقه النار أصيب أو استُشهِد، ولم يتمكّن المصلون من إيقافه وتثبيته إلا حين توقّف المجرم للحظات عن إطلاق النار من أجل تركيب مشطٍ آخر من الرصاص".
ذكريات مؤلمة عالقة في الذاكرة
يقول مأمون" لا أنسى ذلك الطفل الذي كسرت ساقه كخشبة رقيقة بعد أن أصيبت بوابل الرصاص ونحن نسعف الجرحى، ولا صديق طفولتي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة أمام عينيّ، وهو الذي لطالما ركضت برفقته خلف الكرة في مدرسة النهضة".
وأكمل "جاء والده يركض يسألني عنه، فأجبته أنه مصاب، فلم أُرِد أن أقدم له خبر استشهاده دفعةً واحدة، فيتجرع الألم والصدمة كما تجرعتها أنا".
الاحتلال وجنوده يتحملون المسؤولية كاملة
أما المواطن المقعد محمد أبو الحلاوة وهو أحد معاقي ومصابي المجزرة، فقال "لا يمكن إعفاء جيش الاحتلال من المسؤولية، عندما أطلق غولدشتاين النار على المصلين، هرب المصلون باتجاه باب المسجد حيث وجدوه مغلقا علما بأنه لم يغلق من قبل أثناء أداء الصلاة، وعندما توالت أصوات المصلين بالنجدة كان الجنود يمنعون المواطنين من التوجه إلى داخل الحرم لإنقاذ المصلين.
ردود الفعل الفلسطينية
ألقت منظمة التحرير الفلسطينيّة باللّوم على دولة الاحتلال، وفي حديث للرئيس الشهيد ياسر عرفات مع وكالات إخبارية دولية قال إنّ كل عمليّة "السلام" فقدت مصداقيّتها، وإنّ مجزرة الحرم الإبراهيمي ليست نتيجة لمبادرة شخصية للفاعل بل هي بمشاركة جيش الاحتلال الاسرائيليّ.
البلدة القديمة وتقسيم الحرم الإبراهيمي
وتعد البلدة القديمة في مدينة الخليل، من أكثر المناطق الفلسطينية المسكونة بالرعب، بفعل عدوانية المحتل، وعلى الأرض، تزايدت بشكل كثيف إجراءات الاحتلال التعسفية بحق المنطقة والمواطنين، منذ وقوع المذبحة المروعة، قوات الاحتلال الإسرائيلي قسَمت الحرم منذ تاريخ المجزرة الى قسمين غير متساويين بين المصلين للفلسطينيين والمستوطنين ،حيث خصص لليهود أكثر من 65% من مساحة الحرم البالغة 4 دونمات و35% فقط للفلسطينيين، وما تبقى للمسلمين فقط، هو مقام النبي إسحاق عليه السلام ومقام لسيدتنا رقية وجزء من مقامي النبي إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة، وهذا الجزء يتمثل في نافذة يتم من خلالها النظر للمقامين وقراءة الفاتحة والأدعية والأذكار على مقربة منهما.
تضييق متعمد لإخلاء الحرم من الفلسطينيين
في داخل الحرم ومحيطه توجد 29 كاميرا تصوير وأجهزة لالتقاط الصوت عن بعد وتتم مراقبة المصلين أثناء دخولهم وصلاتهم وخروجهم من المكان، واعتقال كل من يشتبه فيه، ولذلك فإن نسبة الشباب بين المصلين في الحرم قلَت بشكل ملحوظ، فالسواد الأعظم ممن يرتادون الحرم هم من النساء والرجال كبار السن، ومع ذلك يتعرضون للمضايقات التي تهدف لمنعهم من الصلاة في هذا المكان المقدس الذي يزعم المستوطنون أنه خاص بهم ويتمتع بقدسية كبيرة لديهم.
تمجيد إسرائيلي للسفاح
لاقت مذبحة الحرم تأييداً من الغالبية العظمى في دولة الاحتلال، وعندما سئل الحاخام اليهودي موشي ليفنغر، عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين، رد قائلاً إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة هذا ويعتبر اليهود غولدشتاين بمثابة قديس كما وجعلوا من قبره مزاراً وقد خصص الكيان الصهيوني عدداً من جنود حرس الشرف الذين يؤدون له التحية العسكرية كل صباح والى يومنا هذا .
ويقول الكاتب اليهودي شاحاك، إن الشريعة اليهودية "هالاخا" تطالب في الحقيقة كل يهودي بالقيام بنفس ما قام به غولدشتاين، ولدعم ما يقول فقد ساق في كتابه "كلمات الحاخام دوف ليور" الذي وصف فيها غولدشتاين بالمؤمن التقي وأن ما فعله كان من أجل الرب وباسمه.
كما يستغل المستوطنون عيد "المَسَاخر" اليهودي في إقامة حفل لتخليد ذكرى مُرتكب مجزرة الحرم الإبراهيم "باروخ غولدشتاين" قرب قبره في مستوطنة "كريات أربع" بمدينة الخليل جنوب الضفة الفلسطينية.