غزة – عمرو طبش: استطاع الأربعيني محمد الشريف من سكان جباليا، الذي يعمل كأخصائي تحاليل طبية في دمج مهنته مع موهبته في الرسم بواسطة الحرق على الخشب، من خلال استخدام أصباغ الألوان التي يستخدمها في التحاليل، لنقش لوحاته الفنية بطريقة مميزة وابداعية.
يروي أخصائي تحاليل طبية محمد الشريف تفاصيل قصته لـ"الكوفية"، إنه اكتشف موهبته منذ الصغر، حيث أنه كان دائماً يرغب بالرسم على الجدران والدواليب أي شيء يراه أمامه، متابعاً أنه كان عندما يشاهد رسام هو يرسم شكل معين، كان يذهب مسرعاً الى البيت لكي يقوم بتقليد ذلك الرسام في رسوماته الفنية.
وأوضح أنه قبل عشرات السنوات كان في زيارة لمنطقة دير عمار في الضفة الغربية ضمن مخيم صيفي، إذ أنه لفت انتباه في المخيم أستاذ يقوم برسم اللوحات الفنية بواسطة الحرق على الخشب، بقيت تلك الفكرة راسخة في عقله حتى انتهى من المخيم الصيفي وغادر الى القطاع، محاولاً استخدام جهاز الحرق على الخشب في رسوماته المتواضعة، ولكنه بعد العديد من محاولات فشل فيها، الا أنه استطاع الاتقان في الرسم بواسطة الحرق.
وبين الشريف أنه استغل موهبته في الانتفاضة الأولى عام 1987، من خلال رسم مجسمات وطنية وتذكارية لإهدائها لأصدقائه، منوهاً الى أنه في هذه الفترة ترك الرسم نظراً للأوضاع الصعبة التي كانت تسود البلاد في ذلك الوقت، متابعاً أنه بعد ذلك عمل كأخصائي تحاليل طبية، وأعطي كل وقته لعمله وترك الاهتمام بموهبته كي لا تؤثر عليه.
وقال الشريف: "أعجبني أسلوب الحرق على الخشب لأنه يتناسب مع ظروفي، خاصةً أنا بشتغل أخصائي تحاليل طبية وكان أغلب وقتي للعمل، ولكن الآن أصبحت أعطي وقت لتطوير موهبتي من خلال استثماري بعض الأشياء التي أستخدمها في مهنتي بتوظيفها في الحرق على الخشب، مثل انه دخلت الأصباغ التي أستخدمها في التحاليل الطبية باللوحات الفنية، مما أعطي هذا الأمر إضافة نوعية للوحة.
وأكد أنه من خلال لوحاته الفنية ركز على العديد من القضايا الوطنية والاجتماعية، أهمها قضية القدس التي دائماً تكون حاضرة في جميع لوحاته، لرمزيتها كونها العاصمة وللتأثر الكبير لما يحدث فيها من قبل الاحتلال الاسرائيلي، بالاضافة الى مواضيع عن التشبث بالأرض وحق العودة.
وكشف الشريف عن أهم الصعوبات التي واجهته منها عدم توافر أدوات الرسم في القطاع غزة، نظراً لمنع دخولها من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وخاصةً قلم حرق الخشب المستحدث الذي يقوم بحرق الخشب بشكل دقيق دون معاناة، خلافاً عن القلم العادي المتوفر في القطاع، حيث أنه غير دقيق ويحتاج الى وقت كبير.
وطالب وزارة الثقافة في غزة، بضرورة الأخذ بيد الفنانين وعرض أعمالهم في بعثات ومعارض دولية، كي تتعدى الحدود لنشر الرواية الفلسطينية والحقيقة لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بواسطة اللوحات الفنية.