- حركة حماس: بدأت اليوم جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار ونأمل أن تسفر عن تقدم ملموس
غزة – عمرو طبش: للوهلة الأولى، تندهش عند دخولك إلى مقهى شعبي تكون إطلالته على شاطئ بحر مدينة غزة، فتجد جهازي تلفازٍ ومذياعٍ يعودان إلى حقبة الخمسينيات، وآلات موسيقية قديمة، وقطعة سلاح تاريخية، وأواني فخارية، ومئات القطع الأثرية والتراثية الموزعة في كل زاوية داخل المقهى، كل هذه المشاهد، تعيد إليك ذكريات الماضي الجميل.
نشأت تلك الفكرة من إبداع مجموعة من الخريجين الذي لم يجدوا عملًا يليق بتخصصاتهم الجامعية في غزة، فبحثوا عن مشروع فريد، فوجدوا إنشاء مقهى شعبي تراثي يتزين ببيوت الشعر وبعض الأدوات الأثرية والتراثية القديمة، التي تحمل عبق التاريخ والتراث الفلسطيني.
يروي الخريج عيسى العريني صاحب الـ"23 عاما"، تفاصيل قصتهم لـ"الكوفية"، قائلًا "فكرنا في مشروع إنشاء مقهى شعبي يجمع ما بين التراث القديم والحديث، بعدما استنزفنا كامل طاقاتنا في محاولات للبحث عن عمل يليق بتخصصاتنا الجامعية في قطاع غزة، دون جدوى، وعندما بدأنا في تطبيق الفكرة على أرض الواقع، بحثنا كثيرًا عن مقتنيات أثرية وتراثية في الأسواق والمحلات المتخصصة لوضعها داخل المقهى، طبعاً أسعار تلك المقتنيات غالية الثمن حيث يصل سعر القطعة الواحدة إلى 5 آلاف شيقل".
وكشف العريني، أن سبب إصرارهم على وضع مقتنيات أثرية وتراثية داخل المقهى، هو تعريف الجيل الجديد بتراث الآباء والأجداد، واسترجاع ذكريات الماضي لدى كبار السن الذي يترددون على المكان فقط لمشاهدة تلك المقتنيات ".
وأوضح، أن المقهى يحوي العديد من المقتنيات القديمة التي تعود لعدة عصور منها، تلفاز، راديو، آلة موسيقى، أوانٍ فخارية، فأس، سيف، ميزان، صبابات القهوة، بيوت الشعر، أسلحة قديمة، صور قديمة للمدن الفلسطينية.
وبيّن العريني أن كل قطعة أثرية وتراثية موجودة في المكان لها قصة وحكاية، حيث يتخصص أحد العاملين بالمقهى بمهمة إرشاد الزبائن وتعريفهم بمعلومات حول كل قطعة تراثية وأثرية ولأي عهد زمني تعود.
وأشار إلى أن كل الزبائن الذين يأتون إلى المقهى، يبدون إعجابهم بالمقتنيات الأثرية الموزعة في كل زاوية بالمكان، حيث أنهم يقومون بجولة في المقهى ويمارسون هواية التصوير قبل جلوسهم.
ويطمح العريني وزملاؤه الخريجون، إلى جمع أكبر عدد ممكن المقتنيات الأثرية والتراثية القديمة لوضعها في المقهى، لكي يحمل عبق التاريخ ويعرف جميع المواطنين ماضي الآباء والأجداد، والتمسك بالتراث الفلسطيني.