غزة – عمرو طبش|| بكل همة وإصرار استطاع الشاب محمد الخالدي، أن يفتتح معمله الطبي المختص بالأطراف الصناعية والجبائر بمجهود ذاتي وصناعة محلية غزاوية، مراعياً الظروف المعيشية والاقتصادية التي يعيشها المصابين المبتورة أقدامهم، حيث أنه أول معمل مختص في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
الخالدي يقوم بإعداد أجزاء من الأطراف الصناعية، وأجهزة طبية لجبر الكسور، وأجهزة تخص ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، وتصنيعها محليًا بحيث توائم الأجهزة الطبية من الخارج بمواد بديلة، ويبيعها بتكاليف أقل بكثير من الأجهزة الأصلية.
وقال الخالدي لـ"الكوفية"، إن فكرته بدأت بفتح مركز متواضع لصناعة الأطراف الصناعية بمواد محلية في قطاع غزة، فبعد حربي ٢٠٠٨ و٢٠١٢ على القطاع من قبل الاحتلال الاسرائيلي، شاهد المئات من الجرحى التي بترت أقدامهم نتيجة اصابتهم في الاحتلال، ولم يستطيعوا تركيب طرف صناعي دولي، بسبب تكلفته المادية العالية، والأوضاع الاقتصادي الصعبة التي كانوا يمرون بها.
وأوضح أنه في البداية استعان في العديد من المختصين في مجال الأطراف الصناعة، خاصةً العديد من دكاترة الجامعات، والشركات الدولية والأوروبية، وبالفعل شجعوه على فكرته التي ستخفف المعاناة عن المصابين في قطاع غزة، خاصةً أن الأطراف ستنتج في القطاع بأدوات بسيط ومحلية وسعر رخيص.
وتابع "الخالدي"، "لمدة عام ونصف وأنا أبحث وأجرب في المعدات والأدوات التي جمعتها من عدة أماكن في غزة، وبحمد لله تمكنت من صناعة أطراف صناعية متواضعة بمواصفات وجودة عالمية، بالإضافة الى العديد من الجبائر".
ونوه الى أنه يوجد فرق بين الأطراف الصناعة المحلية والعالمية في صناعتها، من ناحية الوقت التي تستغرقه في صناعتها وصلاحية استخدامها، إذ أن المحلية تستغرق في الصناعة من 10 الى 15 ساعة، أما العالمية تستغرق من 3 الى 5أيام، مضيفا أنها أيضاً تختلف من ناحية السعر المحلي يحتاج الى تكلفة 100 دولار، أما العالمي يحتاج الى 400 دولار.
وتابع الخالدي أنه يأتي إليه الكثير من المصابين المبتورة أقدامهم يحتاجون لتركيب أطراف صناعية، أو جبائر، أو أجهزة تقويم، نتيجة عدم قدرتهم على تركيب الأطراف العالمية، نظراً للوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذين يعيشونه.
وأكد أنه يحاول بأسعار رمزية خدمة، فئات الجرحى، ذوي البتر، والحالات الخاصة، مشيراً الى أنه استهدف مدينتي خانيونس ورفح، نظراً لأنها من أكثر المناطق التي تفتقر إلى الدعم والإسناد في مجال الأطراف الصناعية.
وأوضح الخالدي أنه يستخدم العديد من الأدوات المحلية التي تصنع في قطاع غزة، مبيناً أنه استخدم أداوت يستخدمها المهندسين في أعمالهم، وأدوات يستخدمها الرسامين في التجميل، منها شاكوش، مقدح، ماكينة حف، حيث أنه استبدل جهاز الشفط الفاكوم، بمكنسة كهربائية تؤدي نفس الغرض ولكن بشكل أقل.
وكشف عن أهم الصعوبات التي واجهته، عدم توفر مواد خام بالكمية المطلوبة، بالإضافة الى انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر.
ويطمح الخالدي بتطوير معمله وتوسيع الأدوات والمعدات الموجودة فيه، من خلال الحصول على فرصة للسفر، والتعاقد مع الشركات مختصة في مجال صناعة الأطراف الصناعية، لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، وإفادة المصابين في قطاع غزة.