لقد رحل النواب جسدا وترك الكلمات التي تعانق البسطاء من الشعوب العربية المكلومة.
ننعى الشاعر الكبير مظفر عبد المجيد النواب الذي توفي في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية عن عمر يناهز ٨٨ سنة، بعد صراع طويل مع المرض.
مظفر النواب شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد، مازالت كلماته تدق برنينها الجدران وتجوب الأروقة والساحات المتعطشة لكلمة الحق التي تدفن الظلم وتنادي بالعدالة، تلك الحلقة المفقودة في جميع البلاد العربية لذلك تعرّض للملاحقات وسجن في العراق؛ لأنه كان شاعراً متمرداً على الظلم وناقد لأنظمة الحكم العربية وبسبب قصائده المعارضة للسلطة العراقية وكافة السلطات.
سجن عدة مرات بالعراق وقضى قرابة خمسة عقود متنقلاً بين الدول العربية والأوربية، عاش في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوروبية أخرى.
ووُصف بأنه أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث وله العشرات من القصائد تنوعت بين النقدية والسياسية والاجتماعية والغزلية وغيرها.
انحاز مظفر لقضايا الفقراء والعدل ومناهضة الاستغلال والاستعمار وكان يشجع على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين كانت هذه الكلمات إحدى أشهر قصائده (القدس عروس عروبتكم من باع فلسطين وأثرى بالله سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام ومائدة الدول الكبرى).
ويعتبر النواب للفلسطينين السيف الحاد الذي بكلماته يقطع خيوط الغاصبين سارقي الأوطان.
يعتبر الشعراء بارقة أمل للشعوب المتعطشة للحرية لأن كلماتهم تداعب مشاعرهم المجروحة وتعبر عن طموحاتهم في التحرر والاستقلال،
نم قرير العين يا فارس الكلمة الثورية التي تنادي بعشق الأوطان الحرة القوية الخالية من الضعف والهوان
إن الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة أتعبها البكاء لفراقك لروحك ألف سلام.
لقد مات مظفر وترك لنا بذور الكلمات لنزرعها في الأرض الطيبة لتنتج لنا شعراء الكلمة ونظفر ونرتقي.