الكوفية:غزة – عمرو طبش: اعتلى الشاب الفلسطيني أحمد أبو دقن صاحب "17 عاماً"، أحد القوالب الإسمنتية الموجودة وسط ساحة الكتيبة في مدينة غزة، متشبثاً بعكازيه وساقه الواحدة، يتنقل بكل مهارة بين تلك القوالب، محلقًا في آفاق الإرادة، لكي يصبح لاعب باركور عالميا يمثل ذوي القدرات الخاصة في فلسطين.
قال أبو دقن لـ"الكوفية"، إنه بدأ ممارسة رياضة الباركور الخطيرة بساق واحدة هذا العام، بعد تعرضه لحادث سير قبل 14 عاماً، أدى إلى بتر ساقه اليسرى.
وأوضح، أن إصابته لم تشكل عائقاً في حياته، حيث أنه استكمل دراسته حتى الثانوية العامة كأي طالب عادي، وبعد ذلك اتجه إلى عالم الرياضة، الذي أبدع من خلاله وأظهر جميع قدراته على الرغم من أنه بساق واحدة.
وأضاف أبو دقن، أنه اتجه إلى ممارسة رياضة الباركور التي تعتبر من أخطر الرياضات على مستوى العالم، بعدما شاهد عددًا من الشبان الأصحاء يمارسون تلك الرياضة في ميناء غزة.
وقال، "عندما شاهدت الشبان، بدأت أتساءل في داخلي، ليش ما أجرب هذي الرياضة وأطبقها حتى لو كنت برجل واحدة، أول ما بديت أمارسها كانت صعبة شوية، ولكن استطعت بأن أتغلب على جميع الصعوبات، على الرغم من معرفتي ممكن في أي لحظة أتضرر منها، ولكن أمام الإصرار والعزيمة التي بداخلي لا توجد حاجة مستحيلة".
وأشار أبو دقن إلى أنه على الرغم من خطورة رياضة الباركور، وأنه بساق واحدة إلا أنه استطاع ممارسة أصعب الحركات، منها: الحركات البهلوانية، القفز من مسافات عالية، تسلق الجدران، الجمباز، وممارسة رياضة السلة، منوهاً إلى أنه بدأ جديدا في ممارسة تلك الرياضة، ولكنه يستثمر كل وقته في تطوير أدائه.
وأوضح، أن قطاع غزة يفتقر إلى أماكن خاصة في رياضة الباركور، التي يمكن أنه تساعده في تنمية تلك الرياضة، مبيناً أنه يقوم بالتدريب وسط البيوت التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك ميناء غزة والكتيبة.
وأكد أبو دقن، أنه يمثل دولة فلسطين في جميع المحافل الدولية، من خلال مشاركته في دوري لكرة القدم للمبتورين، وحصل على عدة مراكز في مسابقات للمبتورين في السباحة، وسباق الدرجات الهوائية.
ووجه رسالة إلى المجتمع الفلسطيني، بضرورة ألّا ينظروا إلى ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة إشفاق، ولكن يجب النظر إليهم على أنهم أصحاب إرادة وعزيمة قوية وإبداع وأمل، ويستطيعون فعل أي شيء ولو كان مستحيلا.
ويتطلع أبو دقن إلى تأسيس فريق خاص بذوي الإعاقة، يمارس رياضة الباركور الخطيرة في قطاع غزة يمثل دولة فلسطين في جميع المحافل الدولية.