اليوم الاحد 24 نوفمبر 2024م
لبنان.. 12 شهيدًا بمجزرة إسرائيلية في "شمسطار"الكوفية "ألماس".. حزب الله يستنسخ الصواريخ الإسرائيليةالكوفية مستوطنون يعتدون على مواطنين بمسافر يطا جنوب الخليلالكوفية شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدخل قرية المصدر وسط قطاع غزةالكوفية تشكيلة ترامب للمناصب في إدارته الرئاسية – طالع الأسماءالكوفية 6 شهداء في غزة وخانيونس وتدمير مسجد بالنصيراتالكوفية شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدخل قرية المصدر وسط قطاع غزةالكوفية أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة إسرائيلية في شمال قطاع غزةالكوفية دعوة للجنائية الدولية لطلب مساعدة "الإنتربول" للقبض على نتنياهو وغالانتالكوفية إصابات بقصف الاحتلال مركبة في مدينة صور، جنوب لبنانالكوفية لمعاينة مواقع المستوطنات - تفاصيل دخول زعيمة حركة استيطانية إلى غزةالكوفية جيش الاحتلال يطلق قنابل دخانية بشكل كثيف غرب مخيم النصيراتالكوفية أوستن يتحدث مع كاتس بشأن اتفاق مع لبنان يضمن هذا الأمرالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف محيط دوار أبو شريعة في حي الصبرة جنوب مدينة غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 414 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية طيران الاحتلال يشن غارتين على منطقة قاع القرين جنوب شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية قصف إسرائيلي بالقنابل الحارقة على محيط بلدة المنصوري في قضاء صور جنوبي لبنانالكوفية "شؤون الكنائس" تدعو لاقتصار عيد الميلاد على الشعائر الدينيةالكوفية 120 شهيدا و205 مصابين في 7 مجازر جديدة بقطاع غزةالكوفية جنوب إفريقيا: نية إبادة غزة لدى "إسرائيل" صارخةالكوفية

قسمات وجه الأب في صورة الآلهة

15:15 - 12 يناير - 2021
الكوفية:

متابعات: يرى سيغموند فرويد من خلال كتابه "مستقبل وهم" (ترجمة: جورج طرابيشي) بأنَّه على الرغم من كَون المذاهب الدينيَّة لا تخضع لمقتضيات العقل أو المنطق التجريبيّ بل تتعالى عليهما، فإنَّ القيمة الخاصَّة للأفكار الدينيَّة كامنةٌ في كونها تنبع من نفس الحاجات التي نَبَعت منها سائر منجزات الحضارة، والتي يمكن اختصارها في ثلاثة أمور:

أوَّلها الحاجة إلى تحجيم قوى الطبيعة والحماية من أخطارها؛ وهو ما بدأ من خلال ما كان يُسمَّى قديماً بـ"طقس التعزيم"؛ والذي هو مجموعة من السلوكيات الخاصة التي كان يمارسها البدائيّ بغية اتقاء شرّ "الأرواح الشريرة" والأخطار بشكلٍ عام، والتي باتت في ما بعد مصدراً وحيداً للسكينة النفسيَّة، على الرغم من لامنطقيَّتها وعدم جدواها العلميّ!

والأمر الثاني يكمن في الحاجة إلى التعويض الوجدانيّ عن كَمّ الألم والحرمان اللذين تفرضهما حياة الجماعة والمدنيَّة على الفرد تحت سقف الحضارة، والمُتمثِّل بإحباطٍ جزئيّ للغريزة؛ هذا الإحباط الذي نتج عنه، في ما بعد، الأنا الأعلى. أيّ ذلك الميراث السيكولوجيّ رفيع القيمة بالنسبة إلى الثقافة، وأحد أهم أشكال التطور النفسيّ.

والأمر الثالث هو حاجة الإنسان إلى الغوث والسند. وفي هذا الصدد يقول فرويد ما معناه بأنه بعدما كانت الأم هي الموضوع الأول للحب لدى الطفل، بل وكانت أيضاً الحامية الأولى له من جميع الأخطار المُبهمة التي تتهدّده في العالم الخارجي، والداخليّ كالقلق والحصر، فسرعان ما حلَّ محلَّها الأب الأشدّ قسوةً وبأساً.

والشكل الأكثر إقناعاً للحماية. وهذه العلاقة ما بين الطفل وأبيه، والممتدَّة حتى نهاية الطفولة، هي علاقةٌ ازدواجية بالأساس. لأنَّ هذا الأب الحامي هو بحدّ ذاته يشكّل "خطراً" على الطفل، وذلك بسبب علاقته البدائيَّة مع أمّه! فهو يوحي بالمهابة قدرما يوحي بالحنين. وحين يتيقَّن الطفل، في فترةٍ ما من فترات ترعرعه، بأنه سيبقى طفلاً طوال حياته، لأنه لن يكون في مقدوره العيش من دون حماية القوى العُليا الغيّبيَّة والمجهولة، يضفي عندئذٍ على الآلهة قَسَمات وجه أبيه! مبتدعاً لنفسه آلهةً يخشى جانبها ويسعى إلى أن يحظى بعطفها، ويعزو إليها في الوقت نفسه مهمة حمايته.

هذا الموقف الازدواجيّ هو من رَسَم صورة "الإله" بشقَّيها المتناقضَيْن، أي المُنتقم وصاحب العطايا في آنٍ واحد. بعد أن أُضفيَ عليها طبعاً الصفة الإنسانيَّة؛ أي قابليَّتها للغضب والانتقام والرضا وإجزال العطايا.

وسعي الطفل إلى الرعاية والحماية هنا، هو ذاته سعي البالغ، من خلال الأفكار الدينيَّة، في الحصول على "رعاية أبويَّة سرمديَّةٍ بديلة". والنتيجة المُستخلَصة من هذا كلّه يمكن تسطيرها كالآتي:

إنَّ الأفكار الدينيَّة هي أوهام، لكنها أوهامٌ خَطِرةٌ (بعد التفريق طبعاً ما بين الوهم وبين الفكرة الهاذية). وخطورة هذه الأوهام تكمن في كونها تُشكِّل الأساس الذي تقف عليه جميع كيانات الحضارة. ومن هنا جاء خطر الخوض فيها، لأنَّ صندوق البشرية الأسود مطمورٌ في رمالها! أي آلياتنا الدفاعيَّة الأولى في طرد المخاوف، والقويَّة بسبب قِدَمِها في ذواتنا. وعمليَّة البحث فيها تشبه

إلى حدٍّ كبير القيام بالتنقيب عن الآثار تحت أبنيةٍ سكنيَّةٍ مأهولةٍ بالسكان، وكلَّما تمَّت المُبالغة في الحفر صارت الأبنية مهدَّدةً بالانهيار فوق رؤوس ساكنيها. حتى أنَّ فرويد ذاته، ومن خلال هذا الكتاب، لم يُخفِ مخاوفه من الخوض في مثل هذه الأفكار، ومن مدى تأثيرها على مستقبل التحليل النفسيّ ككُلّ.

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق