يجسد الأسير ماهر الأخرس البالغ من العمر (49 عاما) بإرادته وصلابته وأسلوبه قوة الايمان بحتمية الانتصار والاستعداد للتضحية وهو يواجه الاحتلال بإضرابه المستمر منذ (77) يوما، رفضا لاعتقاله الإداري، وكانت سلطات الاحتلال العسكري اعتقلته بتاريخ 27 من يوليو 2020 من منزله في بلدة سيلة الظهر في جنين .
وبعد ذلك جرى نقله إلى مركز معتقل "حوارة" وفيه شرع في إضرابه المفتوح عن الطعام، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور ونقل إلى سجن "عوفر" لاحقا، وثبتت المحكمة العسكرية للاحتلال مدة اعتقاله الإداري، واستمر احتجازه في سجن "عوفر" إلى أن تدهور وضعه الصحي مع مرور الوقت، ونقلته إدارة سجون الاحتلال إلى سجن "عيادة الرملة"، وبقي فيها حتى بداية شهر أيلول المنصرم إلى أن نُقل إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، ويمر الاسير الاخرس بوضع وظروف صحية صعبة وخطيرة بعد رفضه تناول المدعمات وإجراء الفحوص الطبية وفي ظل تجاهل مدرية السجون العامة.
بتاريخ 23 سبتمبر 2020، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قرارا يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، وعليه اعتبر الأسير الأخرس والمؤسسات الحقوقية أن أمر التجميد ما هو إلا خدعة ومحاولة للالتفاف على الإضراب ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري، وخاصة بعد رفض محاكم الاحتلال اطلاق سراحه بعد الطلب الذي تقدمت به محاميته وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري، ولاحقا أعلنت زوجته إضرابها واعتصامها أمام مستشفى "كابلان" إسنادا لزوجها في معركته ومطالبة بالإفراج الفوري عنه علما أنه أب لستة أبناء أصغرهم طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام.
وكتب الأسير الأخرس في رسالته الي الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي رسالة قال فيها "شرطي الوحيد الحرية، فإما الحرية وإما الشهادة، وفي الجانبين انتصار لشعبي وللأسرى" وتابع "إضرابي هذا هو إعلان لحالة الأسرى التي وصلوا إليها، ودفاعا عن كل أسير فلسطيني، ودفاعا عن شعبي الذي يعاني من الاحتلال، وانتصاري في هذا الإضراب هو انتصار للأسرى ولشعبي الفلسطيني، إما منتصر وراجع إلى شعبي منتصرا، أو شهيدا، وشهادتي هي قتل من جانب الاحتلال لي، وليس بيدي، فبأيدهم الإفراج وبيدهم الاعتقال".
هذا الاسير الانسان الذي تعجز مفردات اللغة عن الكتابة عنه وعن مواقفه وصموده داخل الاسر، ومع كتابتي هذا المقال اشعر بالخجل امام حقيقة انه مضرب عن الطعام منذ منذ (77) يومًا، في خرق فاضح لكل الاتفاقيات الدولية وتعبير صريح عن استمرار القمع بحق اسرانا في سجون الاحتلال وحقا بات الصمت للمنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان إزاء ما يتعرض له الأسير ماهر الأخرس وزملاؤه من انتهاكات على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية لا معني له ولا يوجد اي مبرر لهذا الصمت فأين هي منظمات حقوق الانسان الدولية من اضرابه .
ان المطلوب من المنظمات الدولية وكافة الأطراف المعنية بتحمل مسئولياتها وخاصة الصليب الاحمر الدولي واتخاذ موقف حازم إزاء ما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، في خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، وأننا نتوجه برسالة واضحة للعالم ولكل المنظمات الحقوقية الدولية والى ابناء الشعب الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية من اجل مساندة اسرى الحرية في سجون الاحتلال، ومن اجل بقاء قضية اسرانا حية ودعما للأسير البطل ماهر الأخرس الذي يواجه خطر الموت من جراء سياسة الاهمال الاسرائيلية وعدم الاستجابة الي مطالبه العادلة.