اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024م
مذبحة التكنولوجيا ومأساة العربالكوفية مصادر أمريكية: «إسرائيل» خططت على مدى 15 عاما لعملية تفجير أجهزة الـ «بيجر»الكوفية تطورات اليوم الـ 350 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مصر ترحب باعتماد الأمم المتحدة قرارا يطالب بإنهاء الاحتلالالكوفية «يونيسيف»: ندعو لوقف إطلاق النار في غزة وتسهيل وصول المساعداتالكوفية دلياني: حماية واشنطن لدولة الاحتلال من المساءلة يفضح انهيار العدالة العالميةالكوفية «حماس» ترفض مقترحا «إسرائيليا» لتبادل الأسرى مقابل خروج آمن لـ«السنوار» من غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 350 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الاحتلال يعتقل ثلاثة أشقاء شرق قلقيليةالكوفية الاحتلال يقتحم نابلس ويداهم منازلالكوفية لليوم الـ 137.. القوات الإسرائيلية تواصل احتلال وإغلاق معابر قطاع غزةالكوفية حالة الطقس اليوم الجمعةالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها على شمال قطاع غزةالكوفية فيديوهات | الاحتلال يحرق مركبات المواطنين في كفر عقب بالقدس المحتلةالكوفية احتراق عدد من المركبات بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز خلال اقتحام حي كفر عقب شمال القدسالكوفية طائرات الاحتلال المروحية تطلق نيرانها صوب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية إصابة شاب برصاص قوات الاحتلال المقتحمة لمخيم قلندياالكوفية إصابة برصاص الاحتلال على مدخل مخيم قلنديا شمال القدس المحتلةالكوفية هل انتهت المجاعة في شمال قطاع غزة؟.. الصحفي يحيى المدهون يُجيبالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة ترمسعيا شمال رام اللهالكوفية

قبل أن نصبح حمولة زائدة وعبئا على شعبنا والإقليم والعالم

14:14 - 06 أكتوبر - 2020
محمد مشارقة
الكوفية:

أثار لقاء الأمير بندر بن سلطان، أحد أبرز رجال الدولة السعودية المعاصرين، غضب بعض النخب السياسية الفلسطينية، ورغم أن الرجل قدم قراءة سياسية لسلوك القيادات الفلسطينية المتعاقبة، مجتزأة من سياقها التاريخي، وفي الجوهر مسؤولية النظام العربي الذي هندس المستعمر تفاصيل دوله السبع في حينه. لكن هذه ليست مسؤولية بندر الذي يقدم قراءته السياسية الخاصة لشعبه السعودي ولشعوب الخليج أولا، ولا هو يدعي أنه مفكر ولا عالم سياسة.

لم يتمهل الشعبوي الفلسطيني طويلا، حتى بدأت الملطمة "العفوية" بالردح، وإعادة انتاج كل خطاب الخمسينات ايام الحرب الباردة وتوزع العرب على قطبيها، لكن الإضافة المستجدة في الخطاب " الشتائمي " هي لتيارات الإسلام السياسي المستقطبة اليوم لطهران واستنبول. 

ما يحتاج إلى قراءة في خطاب بندر ليس التفاصيل، وإنما ما تستبطنه الأيام القادمة من إعادة للنظر بكل الرواية الفلسطينية وما يستتبعها من مفهوم للحقوق وللعدالة والحرية، والمبدأ المؤسس لفكرة تقرير المصير بعد الحرب العالمية الثانية وتصفية الاستعمار. لم يكن الفلسطيني النابه والنقدي بحاجة الى صدمة بندر كي يستفيق فهي تنبيه الضرورة.

 فالرد الغاضب والشتام لا يفيد السياسة ولا يستنهض شعوبا. الفلسطيني قبل غيره هو المعني بالمراجعة الجدية والعميقة لمسيرته الكفاحية منذ الثورة الاولى وقيادة الحاج امين الحسيني الى اليوم، هذا دورنا وليس دور الاخرين ليشرحوا ويراجعوا نيابة عنا، فالتاريخ لا يرحم الكسالى فكريا والغافلين سياسيا. دور القيادة - إذا كان هناك قيادة -هو أن لا تترك الانهيار في جدار اوهامنا واخطائنا للعوام والعواطف. فالوقت والمتغيرات لا تنفعها الخطابات الشعبوية التي تفيد ساسة الصدفة المحمولين على مركب الحالة المريضة. الخطاب الفلسطيني العالي ضد العرب والخليج تحديدا لا وظيفة سياسية وعملية له، الا إذا كان في إطار استراتيجية وطنية تزن بميزان الذهب حركتها وتحالفاتها، سيكون مبررا ومفهوما قلب الطاولة على العرب والعالم الظالم، إذا كان لدينا تحضيرات الكيماوي او البيولوجي او النووي، او ان قوى الثورة الإسلامية العالمية بدأت بالزحف لتحرير فلسطين. أو أن الجيش الصيني قلب الموازين واستعاد تايوان وهو في الطريق الى مضيق هرمز، وان نظاما دوليا عادلا واخلاقيا وجه الضربة القاضية للهيمنة الغربية الامريكية على العالم.

وحتى لا ندور للمرة الاف في حلقة مفرغة او نعيد كلام نخب السياسة المترفعة عن الاشتباك مع الواقع نقول:

مهمتنا تبدأ بإعمال العقل والعلم، بتشكيل خلية ازمة استراتيجية، من خارج النادي التقليدي الفاشل، وإعادة الاعتبار للمثقف السياسي والمفكر الذي رافق الثورة الفلسطينية قبل ان يحدث الطلاق البائن بين المفكر والمثقف والسياسي منتصف السبعينات. مهمة خلية الازمة هي إعادة انتاج الفكرة الفلسطينية ومراجعة المسار لمواجهة التصفية. الوقت لم يفت، بيدنا نستطيع انقاذ أنفسنا قبل ان نصبح حمولة زائدة وعبئا على شعبنا والاقليم والعالم.

واختم بالدرس العظيم لمعنى القيادة التاريخية من تجربة جنوب افريقيا ونيلسون مانديلا، بعد نحو ربع قرن من السجن في جزيرة معزولة، مطلع التسعينات وصل نظام الفصل العنصري الى نهاياته، فتح ديكليرك حوارا مع مانديلا الأسير لوقف العنف والوصول الى تسوية، اعترض غالبية القيادة في المؤتمر الوطني، على فكرة المشاركة السياسية المتساوية وعدم الانتقام والبلاد لكل ساكنيها والاهم هو التمسك بالشرعية الدستورية القائمة. كانت زوجته ويني مانديلا رفيقة عمره اول المحرضين على رفض فكرة التسوية، أعلن بكل صلابة ان دور القائد ان يقود شعبه للحرية والعيش الكريم، وردا على دعوة السلاح بدل السلام، عقد مؤتمرا صحفيا وأعلن انفصاله عن زوجته، وخاطب الجموع السوداء الغاضبة والمعارضة السياسية في المؤتمر القومي، بالقول ان الفيصل هو الانتخابات وهي الاستفتاء على البرامج السياسية الداعية الى التسوية التاريخية مع البيض والمعارضين لها من الأغلبية السوداء.  فاز منديلا وفاز العقل في المؤتمر الوطني. اعترف مانديلا بعدها ان الاتفاق مع البيض كان مجحفا أخلاقيا وعمليا وقال كلمته المشهورة " سيتعلم أبناء شعبي السود ولو بعد عشرين عاما كيف يديرون الدولة ويتمكنوا اقتصاديا وتعليميا وصحيا، سيتعلمون معنى وأهمية الحياة، لكن المهم وقف دورة العنف ". 

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق