اليوم الاحد 29 سبتمبر 2024م
تطورات اليوم الـ 359 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية أولمرت يعترف.. "إسرائيل" اغتالت عماد مغنيةالكوفية سوريا: غارة "إسرائيلية" تستهدف منطقة وادي حنا في القصير بريف حمصالكوفية رحيل الروائي والقاص الفلسطيني رشاد أبو شاورالكوفية سوريا: أصوات انفجارات ومضادات أرضية تسمع بقوة في أجواء مدينة حمص وسط البلادالكوفية جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيّرة فوق البحر الأحمرالكوفية شهيد ومصابون في قصف الاحتلال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزةالكوفية لبنان: 9 شهداء سوريين في غارة "إسرائيلية" على بلدة العين قضاء بعلبكالكوفية مراسلنا: غارة جوية تستهدف محيط شارع الصناعة بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزةالكوفية إضراب شامل في جنين ومخيمها حدادا على روح الأمين العام لحزب الله حسن نصر اللهالكوفية الوكالة الوطنية للإعلام: 5 غارات "إسرائيلية" على قرى قضاء النبطية جنوبي لبنانالكوفية الاحتلال يغلق طريق الجدار ببلدة الرام شمال القدس المحتلةالكوفية القناة 14 العبرية عن مسؤول سابق في الشاباك: الهجوم البري على لبنان أمر لا مفر منهالكوفية تحرك طارئ لمساعدة مليون شخص.. والأغذية العالمي يحذر من انهيار لبنانالكوفية الاحتلال يغلق حاجزي دوتان والريحان شمال غرب جنينالكوفية فيديو|| انتشال جثمان حسن نصر الله من موقع اغتياله في بيروتالكوفية وزير الإعلام اللبناني بعد اجتماع لمجلس الوزراء: الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار مستمرةالكوفية جيش الاحتلال: اغتلنا نبيل قاووق قائد وحدة الأمن الوقائي في حزب اللهالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي "إسرائيلي" يستهدف مناطق في رفح جنوب قطاع غزةالكوفية الضفة.. ارتفاعات حادة على أسعار المنتجات خلال أغسطسالكوفية

الشيخ صباح رجل التوازن

14:14 - 01 أكتوبر - 2020
نبيل عمرو
الكوفية:

الاختبار الأهم للزعماء والقادة يتجلى في قدرتهم على التوازن واتخاذ القرارات الصحيحة، حين تهب رياح عاصفة تهدد شعوبهم وكياناتهم، أو حين يتعرض مجالهم الحيوي ومحيطهم الأوسع إلى أحداث كبرى كالحروب والاضطرابات بمختلف أنواعها، بما يتطلبه ذلك من سياسة رشيدة تجنب البلد أفدح الأخطار، ويختار الزعماء لأنفسهم أفضل الأدوار.
من الزعماء العرب الذين اجتازوا هذا الاختبار بجدارة مشهودة، الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت الذي يصدق عليه وصف رجل التوازن في زمن اللاتوازن، ورجل الدبلوماسية الفعالة في زمن الاستقطابات الحادة، مارسها حين كان من أكثر وزراء الخارجية حضوراً ولمعاناً، وقادها برصانة وذكاء وهو الرجل الأول في بلده متابعاً بدأب ومثابرة معالجة الأزمات الحادة التي فرضت على منطقته؛ حيث الإجماع عليه ليس كوسيط تقليدي، وإنما كمحل ثقة تتوفر فيه أفضل المؤهلات.
نجاحات الشيخ صباح في المجال الدبلوماسي، وتميز دوره القيادي في الخليج والعالم العربي، لا بد من أن يُفتقدا في هذه الظروف بالذات، ونحن العرب نعيش واقعاً رديئاً لم يسبق أن عشنا مثله من قبل؛ حيث أطواق الأزمات والتحديات تحيط بنا منفردين ومجتمعين، وحيث العمل العربي المشترك الذي كان الراحل أحد أعمدته وضماناته يعاني من اهتزازات وتشققات وانهيارات، بعضها أفرز حروباً داخلية هي الأخطر والأكثر تكلفة في التاريخ، وبعضها الآخر وصل بأذاه إلى حد جعل التضامن العربي على أي أمر بديهي بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلاً.

وعند الحديث عن الشيخ صباح والكويت وفلسطين؛ حيث السلبي العابر لا يمحو الإيجابي الراسخ، مَن ينكر دور الكويت في دعم وتبني القضية الفلسطينية منذ بداياتها، ومد يد العون الاستراتيجي لشعبها الذي استقبل في الكويت إلى أن بلغ عديده مئات الألوف، لم يعاملوا كلاجئين وإنما كوافدين فتحت أمامهم أبواب العمل الشريف، بمشاركة مع أهل البلاد الذين وفرت لهم دولة الكويت الفتية أفضل الفرص للعمل والإنتاج، كما لو أنهم في بلادهم.
وفي زمن التخويف من انطلاق الثورة الفلسطينية وتصويرها كعود ثقاب، كانت الكويت حاضنة للبدايات - هكذا كان يقول المهندس ياسر عرفات - وداعمة بلا تردد لحق شعب فلسطين للانتماء لثورته والمشاركة في كل أنشطتها.
كنت حين تزور الكويت ترى الظاهرة الفلسطينية في أفضل تجلياتها، وكانت الاتحادات والنقابات المهنية والقطاعية هي الأكثر فعلاً وتنظيماً وحضوراً في حياة الثورة والشعب، وكلما كانت الثورة تتعرض لخطر كان الشيخ صباح هو الإطفائي المعتمد.
من أخطاء الحالة الفلسطينية كان موقفها المستهجن في الامتناع عن إدانة غزو الكويت، ومن أفضل ما فعلت أنها اعتذرت. وبفعل حس المسؤولية المرهف لدى الشيخ صباح ورجال دولته، فقد آثروا المسامحة وقبول الاعتذار من دون أي حياد عن التبني الواعي والمسؤول لفلسطين، وحتمية أن يبلغ شعبها كامل حقوقه التي يسعى إليها.
رحم الله الشيخ صباح، فهو رجل يستحق أن تحزن أمة بأكملها على رحيله، والعالم كذلك، كان ضرورياً لنا جميعاً في حياته، ولكنه سيظل حاضراً بتراثه وبصماته، وما تركه وراءه للكويت وأهلها وقادتها من مآثر وطنية وقومية وأخلاقية لا تزول.

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق