اليوم الجمعة 05 يوليو 2024م
عاجل
  • الصحة: ارتفاع عدد الشهداء في العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 5
صناعة الترويع.. والإبادةالكوفية ويظل الحذر من نتنياهو قائما بل متزايداالكوفية الصحة: ارتفاع عدد الشهداء في العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 5الكوفية بث مباشر|| تطورات اليوم الـ 273 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية محللون سياسيون: نتنياهو يراوغ لإطالة عمره السياسي أمام ضغوطات محلية ودولية للوصول إلى صفقةالكوفية سرايا القدس: قصفنا بقذائف الهاون موقعا لجنود وآليات العدو الصهيوني في محور نتساريم جنوبي مدينة غزةالكوفية مراسلنا: 4 شهداء وعشرات الإصابات جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة السراج في مخيم النصيراتالكوفية الطقس: أجواء حارة ودرجات الحرارة أعلى من معدلها السنوي العامالكوفية انقطاع التيار الكهربائي عن مخيم جنين وعدد من المناطق في المدينة بعد استهداف قوات الاحتلال محول الكهرباء بالرصاصالكوفية شهداء الأقصى-جنين: يخوض مقاتلونا اشتباكات ضارية مع قوات العدو المحاصرة لمنزل في حرش السعادة بمدينة جنينالكوفية اشتعال النيران في المنزل الذي تحاصره قوات الاحتلال في منطقة حرش السعادة بمخيم جنينالكوفية إطلاق نار كثيف باتجاه المنزل الذي تحاصره قوات الاحتلال في منطقة حرش السعادة بمخيم جنينالكوفية فيديو|| 5 شهداء والاحتلال يحاصر منزلا وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومين في جنينالكوفية دلياني: الاحتلال يتعمد استهداف المناطق التي زعم أنها آمنة وحولها إلى ساحات دمار ومجازرالكوفية الصحة: 4 شهداء وإصابة خطيرة جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنينالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة البردويل شرقي مدينة غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 272 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية 4 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة البردويل في حي الدرج شرقي مدينة غزةالكوفية إصابة شاب بالرصاص المطاطي باليد ببلدة بيتا جنوب نابلسالكوفية طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا لعائلة البردويل في حي الدرج شرق غزةالكوفية

حكاية المخيم الفلسطيني في لبنان

10:10 - 11 سبتمبر - 2020
نبيل عمرو
الكوفية:

 

أثارت الزيارة التي قام بها السيد إسماعيل هنية إلى مخيم عين الحلوة ردود فعل واسعة لدى اللبنانيين والفلسطينيين، وكلٌّ عالج الأمر من زاوية أجندته التي يعمل من أجلها. ولأن الزيارة مضت وانتهت وبترت قبل أن تستكمل على بقية المخيمات، فإنني أحببت أن أقول شيئاً عن المخيم الفلسطيني في لبنان يتصل بماضيه القريب وحاضره الكئيب.
يختلف المخيم الفلسطيني في لبنان عن نظرائه في أي مكان آخر، فهو ليس كما الحال في الضفة وغزة، وليس كذلك كما في الأردن.
في الضفة وغزة، المخيم واقع تحت حكم فلسطيني جزئي ومحدود، ويحمل سكانه جواز سفر فلسطينياً معترفاً به دولياً وحتى إسرائيلياً.
وفي الأردن، واقع تحت حكم الدولة الأردنية وقوانينها، ويحمل جنسيتها وجواز سفرها، ويترشح ساكنه وينتخب في برلمانها، وليس صعباً عليه أن يكون عضواً في مجلس وزرائها.
أي أن كل مخيم فلسطيني يعيش داخل الوعاء الجغرافي الذي وضع فيه زمنَيّ النكبة والنكسة، وفي هذا الوعاء تشكلت حقوقه المكتسبة التي وفرتها القوانين والدساتير.
إلا أن هذه الاعتبارات القانونية والدستورية غير موجودة في حال وواقع المخيمات الفلسطينية في لبنان، مع أن ثقلها الجغرافي والديموغرافي شديد التميز والكثافة والحضور في الحياة اللبنانية، ذلك أن التموضع الجغرافي على الخريطة اللبنانية غير موجود مثله في أي مكان آخر، فالمخيم المكتظ بالبشر، موجود في الشمال والوسط والجنوب، وقبل الحرب الأهلية كان موجوداً في حضن المناطق المسيحية. وهذه المخيمات كما أشرت لم تكن محمية بحقوق دستورية أو قانونية، والظاهرة اللافتة في واقعها أن الممنوعات المنصوص عليها أكثر بكثير من المسموحات، أي أن المخيم كان يعيش حياة أمر واقع مكشوف على كل الاحتمالات السلبية.

تنفست المخيمات الفلسطينية الصعداء في زمن الثورة المسلحة، زمن التحالف الاندماجي مع القوى الوطنية اللبنانية، فصار ما كان ممنوعاً من قبل مسموحاً، ليس بقوة القانون وإنما بقوة الأمر الواقع والمعادلات السياسية التي كانت سائدة ومؤثرة في ذلك الوقت.
أخيراً خرجت الثورة الفلسطينية من لبنان، وكان خروجها ليس فقط بفعل كثافة الهجوم الإسرائيلي عليها، وإنما إلى جانب ذلك بفعل قرار دولي موضوعي، بألا تبقى هذه الثورة على أرض لبنان، ولكي لا تستمر في تشكيل جبهة قتالية ثالثة على الحدود مع إسرائيل.
لم تخرج بنادق الثوار فقط من بيروت والجنوب ومن طرابلس والشمال فيما بعد؛ بل خرج معها فلسطينيون كثر ممن يحملون وثائق السفر اللبنانية، وتوزعت آلاف كثيرة منهم على المنافي الأوروبية، وصرت وأنت تتجول في شوارع برلين مثلاً ترى الذين غادروا المخيم إلى المنفى يمشون آمنين مطمئنين إلى حماية القوانين، حتى أن آلافاً منهم حصلوا على جنسيات كاملة الحقوق والواجبات. كلهم لم يعودوا لاجئين؛ بل مواطنين في البلدان الأوروبية الغنية، فضعفت كثيراً الكثافة العددية وحتى النوعية للفلسطينيين في مخيمات لبنان. ومنذ ذلك الوقت تعرضت المخيمات إلى حروب الأجندات المتصارعة، ودفعت أثمان الاستقطابات التي حفلت بها الساحة اللبنانية والعربية.
وحين نمت ظاهرة الإسلام السياسي وميليشياته المسلحة، تغيرت ملامح المخيم الفلسطيني، فاتسعت مساحات الشقاء والفقر التي كانت ضيَّقتها بصورة مؤقتة الثورة الفلسطينية، وتقلصت فرص العمل ومجالات الإنتاج والكسب. فالمقتدرون كانوا قد غادروا المخيمات، والقوى التي كانت توفر فرص عمل تراجعت إمكانياتها، أما «منظمة التحرير» التي كانت أمهم وأباهم والسلطة الوليدة التي كانت بعض رجائهم في تحسين الأوضاع، وربما العودة ولو إلى مناطقها، صارت هي ضيقة ذات اليد، فما ترسله من خلال قنوات متعددة وضيقة لا يسمن ولا يغني من جوع.
هذا هو حال المخيم الفلسطيني في لبنان، من دون ذكر ما دُمر وحورب، إن لم يكن لأمر يخصه فبعصف الحروب المحيطة به.
ما يحتاجه المخيم الفلسطيني في لبنان أولاً أن تريحه الاستقطابات الفصائلية من تكاليفها؛ خصوصاً أنها تملك لغة ووعوداً ولا تملك حلولاً، وثانياً أن تملأ فراغات حياة المخيم بدعم لتحسين مستوى الحد الأدنى من الضرورات، بدون زج أهل المخيم في استقطابات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وألا تملأ أكواخهم وبيوتهم بسلاح هو في حالتهم يقتل حامله ولا يحميه.
كثيرة هي الأمور التي أختلف فيها مع الرئيس محمود عباس ومع أركان قيادته ومعاونيه، إلا أنني أتفق معه في دعمه لحياد المخيم، ودعوته إلى تجنيبه الصراعات الفلسطينية الفلسطينية واللبنانية اللبنانية والعربية العربية، حتى الإيرانية، مع أنني أختلف كثيراً معه في أمر الأدوات التي تستخدم لتجسيد هذه السياسة.
المخيم الفلسطيني في لبنان خصوصاً وفي غير لبنان، لا يعيبنا ولا يعيبه أن ننتبه إلى حقه في حياة كريمة، فقد أعطى الكثير فوق طاقته، وله عندنا وعلينا وعند اللبنانيين والعرب والعالم أن نوفر له الحياة اللائقة، من دون التوقف عن العمل من أجل حل قضية مصيره؛ العودة التي هي النقيض التاريخي والمنطقي والسياسي للتوطين، فالمخيم كما أنه لا يصلح أن يكون وطناً فهو يجب ألا يكون استثماراً لأصحاب الأجندات المتصارعة.

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق